"الطاووس".. يطلق نجومية رغدة في السينما المصرية

قبل 40 عاماً بالتمام، استُعيض عن خيار الفنانة نادية لطفي، بالوجه الجديد والجميل للشابة السورية رغدة، لتقف أمام كاميرا المخرج كمال الشيخ في فيلمه "الطاووس"، مع صلاح ذو الفقار، ليلى طاهر ونور الشريف.

  • الفنانة رغدة
    الفنانة رغدة

كانت بداية ناجحة بشكل مطلق للفنانة رغدة عام 1982، عندما رسا قرار لعب دور الشابة الجميلة سميحة في فيلم: "الطاووس"، للمخرج كمال الشيخ، عليها بدلاً من الإسم المقترح الفنانة نادية لطفي. وكانت المفاجأة عندما لاحظ الجميع كم أحبت الكاميرا هذا الوجه ومنحتها منذ الدور الأول جواز مرور إلى النجومية في عشرات الأفلام، أمام أهم نجوم السينما في مصر.

"الكاميرا ما شاء الله هتاكلها، إيه الجمال ده"، عبارة قالها مدير التصوير الراحل مؤخراً رمسيس مرزوق، بعدما صور المشهد الأول لها، فيما كان استقبالها مميزاً جداً من المخرج الشيخ الذي كان حريصاً على دعم خياره بالصورة الملموسة على الشاشة، وجاءت النتيجة كما أراد. وسمعت الفنانة رغدة أحلى الكلام من زملائها النجوم الثلاثة صلاح ذو الفقار، ليلى طاهر، ونور الشريف.

  • النجمة رغدة : 3 وجوه لجمال واحد
    النجمة رغدة : 3 وجوه لجمال واحد

المخرج الملقب بـ "هيتشكوك" السينما المصرية. اشتغل على نص للكاتب عبد الحي أديب، اقتبسه عن كتاب: "قصة صراع"، للمؤلف أليكس ماريسون، وعملية المصرنة جاءت على أرفع مستوى من الواقعية المجبولة بحبكة بوليسية متقنة محترفة وغاية في الذكاء.

الكاستينغ كان موفقاً جداً، في وقت لم يكن فيه الفنان نور يلعب الشخصيات السلبية، وهو قبل بدور حمدي الذي يدير مكتباً هندسياً وهو متزوج من نادية (ليلى طاهر) التي لا تنجب، بينما وقعت عيناه على جمال شقيقتها سميحة (رغدة) التي تعيش مع الزوجين مذ كانت في سن الـ 13 عاماً ، وراح يجس النبض لمعرفة ميلها نحوه من عدمه.

  • رغدة ونور في لقطة من: الطاووس
    رغدة ونور في لقطة من: الطاووس

وتلقى حمدي إشارة خاطئة من سميحة عندما اعتذرت عن طلب الزواج الذي تقدم به شاب قريب (رشوان توفيق) وعند مفاتحته إياها بميله العاطفي لها صدّته، عندها قرر التخلص من زوجته والتفرغ لسميحة، فرتّب كميناً واعترض سيارتها وقتلها ودفع الآلية إلى الترعة القريبة لإخفاء معالم جريمته.

هنا تبدأ لعبة بوليسية، يجيدها المخرج الشيخ بالصورة والتشويق، وبأسلوب منهجي جاذب ومثير، مع بدء التحريات (الممثل الراحل عادل هاشم) لكشف معالم الجريمة. ونشهد على مدى 15 دقيقة كيفية صياغة الأحداث وتقلبها وتداخلها وتفاعل الشخصيات معها، في مناخ ممتع ومشوّق حتى الإيقاع بحمدي (نور) القاتل. وتلفتنا رغدة في شخصيتها المشككة بحمدي طوال فترة ما بعد اختفاء شقيقتها، وحتى وقوعه في فخ البوليس.. لقد كان أداؤها لافتاً جداً.