"العادلون" لـ كامو: "نوستالجيا" الثورة هل تتكرر بعد 73 عاماً

مقاربة مسرحية للمخرجة اللبنانية كارولين حاتم، اقتبست خلالها نص les justes لـ ألبير كامو عام 1949 وحكى عن 5 ثوار فشلوا في اغتيال سياسي روسي بسبب طفلين كانا معه، في مسرحية: "العادلون" على خشبة مونو – بيروت.

  • العادلون : ملصق المسرحية
    العادلون : ملصق المسرحية

على مدى أيام 26، 27، 28، و29، أيار/ مايو الجاري، وفي 3، 4، و5 حزيران / يونيو المقبل، تستقبل خشبة مسرح مونو- الأشرفية – شرق بيروت، مسرحية العادلون، التي افتتحت عند التاسعة من ليل الخميس في 26 أيار/ مايو الجاري، من دون وجود مقاعد خالية في الصالة.

المسرحية مقتبسة عن نص للكاتب العالمي ألبير كامو بالعنوان نفسه: les justes صدر أواخر الحرب العالمية الثانية – 1949، ويتناول قصة 5 ثوار من الشباب الروسي قرروا خرق الأجواء السائدة في البلاد واغتيال أحد السياسيين الفاسدين بحيث يكون عِبرة لغيرة فيتوقف الانهيار الاقتصادي.

هذه الأجواء قاربتها المخرجة كارولين حاتم في اقتباسها للحيثيات لكي تكون صورة ناصعة عن أزمات لبنان الخانقة على كافة الصعد، ومن خلال 5 شباب بينهم صبية واخدة مسؤولة عن إعداد المتفجرات وتدعى سارة (سارة عبدو) ومعها أربعة شباب: نصري (جوزيف عقيقي) أبيض (حمزة أبيض يزبك) ريان (ريان نيحاوي) وربيع (ربيع عبدو) وفي دور الأم الست وفا (ماريا دويهي).

  • المخرجة كارولين حاتم
    المخرجة كارولين حاتم

وسط ديكور لا حياة فيه يلتقي الثوار الخمسة بشوقٍ ولهفة ثم تتحول حواراتهم إلى تقاذف إتهامات بالخنوع والجبن والتبعية بعدما حال وجود طفلين قريباً من الشخصية المسنهدفة دون تنفيذ خطة إغتياله الجاهزة للتنفيذ بدقة، ودب خلاف بين الرفاق من الثوار بوجود وجهتي نظر أولى لا تريد التضحية بطفلين وأخرى تجد الأمر عادياً ما دامت العملية ستنقذ مئات غيرهم من الجوع والموت.

ربما هو مناخ الرواية الذي فرض أجواء من الكآبة والحزن على الديكور والإضاءة ومنع تفعيل بعض المشاهد التي اكتفت فيها المخرجة حاتم بغضب وعصبية الممثلين لملء مساحة الفراغ التي تعتري المشهدية لشحن المشاهدين وجذبهم كي يكونوا حاضرين 100%  للتواصل مع المسرحية طوال 90 دقيقة.

رافقت العرض ترجمة إلى الفرنسية أعلى مقدمة الصالة لكل الذين أيسر على فهمهم متابعة العرض بالفرنسية، في وقت ما زالت فيه عادة عدم استعمال الميكروفونات على صدور الممثلين أو تلك المتدلية من سقف المسرح لرصد أجواء الحركة على الخشبة بشكل أيسر، غير مبررة لأن عدم استعمالها يفضي إلى ضياع بعض العبارات كلما تنحنح أحد الحضور.

المسرح ما زال بخير، لأن الصالات التي حضرنا فيها عروضاً جديدة كلها كانت ممتلئة عن آخرها.