المثقّف والاشتباك

تنقل المؤلّفة قولاً للفيلسوف الأميركي المعاصر، نعوم تشومسكي، وهو المُناهض لسياسة الإدارة الأميركية الخارجية، بأن "المثقّف هو من حَمَلَ الحقيقة في وجه القوّة".

  • المثقّف والاشتباك لإيمان شمس الدين
    المثقّف والاشتباك لإيمان شمس الدين

يتطرّق هذا الكتاب إلى قضية ثقافية وفكرية كانت تُعدّ تقليدية إلى أمدٍ قريب؛ لكن ظهور مفهوم المثقّف المشتبك، وتجسّده في المثقّف والمقاوم الفلسطيني الشهيد باسل الأعرج قبل سنوات، أدّى إلى إحياء هذه القضية في الأوساط الفكرية والثقافية من جديد.

ومن هنا تتأتّى أهمية الكتاب، الذي هو عبارة عن حوار مُطوّل أجراه الأستاذ مراد غريبي في أوائل العام الماضي مع الباحثة في الفكر السياسي والديني، إيمان شمس الدين، وتمّ نشره على حلقات في صحيفة المثقّف. وقد أجابت فيه شمس الدين عن تساؤلات تُشكّل همّاً معرفيّاً لأغلب المهتمّين في الشأن الثقافي، والحاملين لهمّ التغيير والإصلاح (الاشتباك)؛ وبالخصوص في ظلّ الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، وما كشفته من ازدواجية معايير غربية فجّة، وخيانة كثير ممّن حُسِبوا على جسد الثقافة بحقّ فلسطين؛ بل بحقّ كلّ من اشتبك من المثقّفين مع غزة ومأساتها الإنسانية والحقوقية.

في مقدّمة الكتاب توضح المؤلّفة أن مفهوم الاشتباك وعلاقته بالمثقّف قد لا يكون في دلالاته جديداً، ولكنه مفهوم له بيئته الخاصة التي انطلق منها، وإن أشار إلى دلالات مشتركة متعلقة بوظيفة المثقّف.

والمفهوم المذكور يعود إلى الشهيد الفلسطيني باسل الأعرج. هذا الشاب الذي لم يكتفِ بالتنظير الفكري والكلام، بل ترجمَ قناعاته إلى أفعال اشتباكيّة في قلب العدو الصهيوني (استشهد بتاريخ 6/3/2017)؛ فهو ابن البيئة الفلسطينية، التي نشأت فيها أجيال في ظل الاحتلال، وعُجنت في عقولهم، بل ومع خبزهم اليومي، ثقافة المقاومة. فمن لا يُقاوم لا يمكنه أن يحيا كمثقّف مُشتبك؛ بل لا يمكنه أن يتنفّس الحياة كما يجب أن تكون.

وتضيف: لكن هل الاشتباك فقط بالعسكر؟ بالطبع لا؛ فباسل الأعرج شاءت أقداره أن يكون اشتباكه ثقافياً وفكرياً وعسكرياً مقاوماً داخل فلسطين. ولكنّ كلّ مثقّف من موقعه يشتبك مع قضايا المظلومين، ويشتبك لأجل العدالة، ويشتبك لأجل المعرفة، ويشتبك لرفع الجهل، ويشتبك لأجل الحريّة، وفي سبيل التحرير الشامل، تحرير العقول والقلوب والأجساد، والأرض، من كلّ أنواع الاحتلال العسكري والثقافي، والمادي والمعنوي.

في المحور الأوّل من الحوار (جدليّة المثقّف وفلسفة الإصلاح في الواقع العربي والإسلامي)، وردت إجابات مُسهبة للمؤلّفة عن أسئلة تتعلق بموقع المثقّف عربياً من قضايا الحريّة والتسامح وآفاق المعرفة، وصورة هذا المثقّف في مقايسات مُفكّري العالم العربي والإسلامي المعاصر، ومدى اقترابه من حلحلة جدليّات الواقع، وعلاقته بالدين، وما مدى واقعية مُسمّى الفقيه المثقّف، وهل استطاع هذا الفقيه المثقّف أن يُجيب عن تساؤلات المثقّف اللاديني؟

حول نشأة مفهوم المثقّف وتعريفاته المتعددة بين الشرق والغرب، تنقل المؤلّفة قولاً للفيلسوف الأميركي المعاصر، نعوم تشومسكي، وهو المُناهض لسياسة الإدارة الأميركية الخارجية، بأن "المثقّف هو من حَمَلَ الحقيقة في وجه القوّة"، لتربطه بمواقف الكثير من المثقّفين الغربيين والعرب، على خلفيّة الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، والتي أظهرت حَجْماً من التخاذل، وحَجْماً من الثقافة المُعلّبة وفق إرادة السلطات السياسية وروايتها الرسمية؛ وكلّ من حاول الخروج عن هذه الرواية تمّ تكميمه أو تحجيمه وإلغاؤه تماماً.

وتضيف: فلسطين عوّدتنا أن تكشف الأقنعة؛ ليس أقنعة الأعداء، لأنهم مكشوفون أمام الجميع، ولكن أقنعة كثير من المثقّفين الذين دجّلوا على الناس بدجل المعرفة، لكنهم سقطوا بصخب كبير في اختبار الحرب على غزة. فالمعرفة مهما كانت ساطعة الجمال، ومُغرية في بُعدها العقلي، لكنها تصبح دجلاً وشعوذة حينما يحملها مثقّف مُنبطح للمحتل، أو مُلتوٍ تحت رداء سلطة مُطبّعة، أو مُتعاونة، أو جبانة، خوفاً على منصبه أو موقعه، أو حتى منبره المعرفي، أو خوفاً على نمط حياته المُترف، من أن يصبح مظهراً من مظاهر شَظَف الحياة.

والشعوذة الأخرى باسم الثقافة تأتي من مثقّفي البترودولار، خاصة أولئك الذين امتهنوا الثقافة كوظيفة. فبقدَر ما يصنعون ثقافة مُموّلة تفيد مُموّليهم، بقدَر ما ترتفع قيمتهم السوقيّة كسلعة، جعلت منها فلسطين سلعة بخسة تُباع بأزهد الأسعار في سوق النخّاسين.

وتُتابع: أما مُثقّفو الفتنة والفرقة، فأولئك الذين امتطوا شعارات دينية ومذهبية، والتي ترى فلسطين بنظّاراتهم الضيّقة الغبيّة الإقصائية، وكأنّ الله خلقهم وكسر القالب؛ وهم لا يختلفون كثيراً عن الفكرة الصهيونية اليهودية المرتكزة على فكرة "شعب الله المختار"؛ وهؤلاء أشدّ خطراً على فلسطين من غيرهم، ويتبعهم السذّج البسطاء، وما أكثرهم.

بالمقابل، يجب على المثقّف (المشتبك) أن يُحقّق أوّلاً عدالته النفسيّة التي تخلق لديه حالة الإنصاف حتى للعدوّ بذاته. فحتى تُحقّق العدالة عليك كمثقّف أن تُنصف عدوّك من نفسك، فتُحقّق الإنصاف النفسي أوّلاً لتستطيع تحقيق العدالة في الخارج؛ فالإنصاف عيْن العدل.

حول الإرهاب الفكري والإرهاب بالفكر، تشرح المؤلّفة أن الفكر يُمثّل ثقلاً وقوّة تُضاهي القوّة العسكرية، كون منطقة اشتغاله الإنسان، وخاصة عقله؛ فهو يُعنى بعملية الإدراك والوعي العقلي والنفسي. وتُحاول عملية التفكير العقلي تجْلية المفاهيم والحقائق، من خلال سلسلة عمليات استقرائية معرفية، والربط بينها، والخروج بنتائج غالباً ما تكون شبه حتميّة.

ولأهمية عملية التفكير والنظر، نجد هناك مراكز بحثيّة في أميركا مثلاً، هي عبارة عن مطابخ فكرية يشتغل في حقلها عدّة مُفكّرين لا وظيفة لهم سوى التفكير والاستقراء والاستنتاج، ومن ثمّ رسم الاستراتيجيات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وتُعتبر هذه المراكز البحثيّة نواة محورية في مؤسسات الدولة، تتّكئ عليها السياسات الداخلية والخارجية.

وتُتابع: كما يُواجَه الناس والدول والمجتمعات، فأيضاً هناك إرهاب يُواجَه به الفكر وله عدّة أدوات. وتختلف مستويات الإرهاب الفكري أيضاً باختلاف مستوياته؛ فهناك إرهاب دولة، وإرهاب مؤسسة، وإرهاب إعلام، وإرهاب أُسَري، وإرهاب اجتماعي، وإرهاب المؤسسات الدينية، وإرهاب نخبوي أو مثقّفين، وإرهاب شعبوي.

في المحور الثاني (المثقّف والإصلاح وجدليّته مع الآخر: الغرب، والسلطات التاريخية عربياً وإسلامياً)، تُجيب المؤلّفة على إشكاليات عديدة، ومنها الإشكال الغربي المتطور حول جدليّة العلاقة بين المثقّف والسلطات التاريخية في المجتمع، عربياً وإسلامياً، وقضية الإصلاح عربياً في ظل المعوقات التاريخية والإشكالات النهضوية، وهل أن تعدّد المرجعيات الإسلاميّة هو مأزق تاريخي يفرض العلمانية كحلّ؛ إلى وضعية الفعل الثقافي العربي في مشاهد الجامعات والمؤسسات الثقافية، من دور نشر وإعلام وفن، وهل هناك انفتاح على الواقع قادر على خلق جيل عقلاني؟ وصولاً إلى تحديد طبيعة مدارات الإصلاح الثقافي وأهم تحدٍ يواجه المثقّف العربي في هذه اللحظة الثقافية المتراوحة بين المقاومة والانبطاح أمام عولمة متوحّشة.

تقول المؤلّفة إن من أهم الإشكاليات التي واجهت مسيرة الإصلاح عبر التاريخ هي:

1 - غياب النزعة النقديّة.

2 - التخلّف والاستبداد.

3 - الارتهان السياسي واعتبارات القداسة.

فالإصلاح عبارة عن حركة تفاعلية وحالة اشتباك مستديمة وليست انفعالية بين الإنسان والواقع. فالتفاعل مع المتغيّرات ومحاولة التدافع الإيجابي نحو النهضة، جزء من حالة التغيير؛ بل يشكّل في كثير من الأحيان أصلاً. وتكتنز هذه الحركة عدّة أبعاد:

- البعد الذهني الذي تتشكّل فيه الأفكار المرتبطة بغايات الإنسان، أو ما نُسمّيه المحتوى الداخلي للإنسان.

- الواقع ومتغيّراته وأحداثه وتأثيره على حياة الإنسان الفاعل والمتفاعل معه، وما نُطلق عليه المحتوى الخارجي أو الحاضنة والبيئة.

- السلطة (دينية- سياسية- ثقافية- فكرية)، وفعّاليتها في تشكيل الواقع، أي المحتوى الخارجي، وتأثيرها على تشكيل المحتوى الداخلي للإنسان.

وفي السياق تركّز المؤلّفة على غياب النزعة النقدية، وهي ظاهرة إسلامية بشكل عام، وعربية بشكل خاص، وخليجية بشكل أخص؛ وتُعتبر من أهم عوائق الإصلاح ومُراكمة الفساد، وتشكّل عقبة حقيقية في مسار النهضة والتطوير والتقييم، كونها ظاهرة مشتركة في أكثر من مجتمع.

وتوضح أن المشكلة الحقيقية ليست في النقد فقط، فهو حقٌ مكفول، شريطة أن يتّصف بالموضوعية والأدب، ونقد الفكرة لا صاحبها، وأن يتمسّك بمنهجية "اقرع الدليل بالدليل، واضرب الرأي بالرأي يخرج منه الصواب". هذا مع أهمية مراعاة ظروف الزمان والمكان ومسار الأحداث، لأنّ النقد ليس حقاً مُطلقاً؛ ولكن بموازاة تجنّب عدم النقد، بحُجّة استهداف بُنية المجتمع، أو التيّار، أو الأحزاب، أو المؤسسات بأشكالها كافة.

وفي إجابتها عن سؤال: هل تعدّد المرجعيات الإسلاميّة مأزق تاريخي يفرض العلمانية كحلّ؟ لفتت المؤلّفة إلى أن التعدديّات تأتي في سياقها التاريخي الطبيعي؛ فالاختلاف أمر طبيعي بين البشر؛ إلّا أن البيئة العربية والإسلامية على مستوى الشعوب عاشت فترات استبداد طويلة، كان من أهم آثارها التنشئة عبر الزمن على أحاديّة التفكير ورفض الاختلاف، لأن الاختلاف كان يواجَه من السلطة بالعنف.

وتضيف: لذلك علينا أن نُحوّل تحدّي الاختلاف إلى فرصة، من أجل رفع منسوب الوعي عند الجماهير بأهمية الاختلاف في تأسيس دولة الإنسان والمواطن، وأهميّة ذلك في تأطير منسوب الاستبداد ورفع منسوب العدالة وتحقيق الكرامة الإنسانية، ورفع مستوى الوعي الحقوقي ـــــ وفق الفهم القرآني والنبوي له، وليس وفق التأسيسات الغربية، والتي تحوّلت إلى آلهة من تمر، أكلتها في حرب غزة ـــــ وأهميّته في منظومة الفكر الإنساني والاجتماعي.

لكن، هناك حقيقة لا يمكن الانفكاك عنها، وهي حاجة الإنسان للدين كضرورة لا تنفك عن وجوده؛ فالإنسان بفطرته ينزع نحو المقدّس ويسكن إليه. والدين هو مصدر التفسير الأثري لمعنى الحياة والموت؛ وكون الحياة والموت مراحل أساسية للإنسان، بل هي تشكّل مساراته كافة وأفكاره؛ وبالتالي تصبح حاجته للدين حاجة وجودية واجبة؛ هذا فضلاً عن كونها حاجة فطرية.

وبالعودة إلى السؤال: هل العلمانية هي البديل، بعد تجارب الإسلاميين المعاصرة على وجه الخصوص، في السياسة والسلطة، تشير المؤلّفة إلى أن الكثير من المفكّرين المسلمين وجدوا أن الحلّ يكمن في العلمانية وفصل الدين عن الدولة وبناء دولة مدنية يسودها القانون، في ظلّ احترابات ذهب ضحيّتها كثير من حيوات الأبرياء، وانتُقصت إنسانية الإنسان وكرامته باسم الدفاع عن الدين، تحت مظلّة دولة يحكمها مستبد، تلبس ثوب الدين ليُهيمن على عقول الناس، وليُصبح هو ربّهم لا الله.

لكن ليست كلّ التجارب الإسلامية في الحكم كانت فاشلة، مثل تجربة الإخوان المسلمين في مصر أو تركيا؛ فالتجربة الإيرانية في الحكم، وقياساً إلى مرور عقود بعد الثورة، قد صمدت في وجه أعتى الرياح، وحجزت لها موقعاً متقدّماً في خريطة العالم العربي والإسلامي؛ وباتت إيران رقماً صعباً إقليمياً، أحْدَث خللاً في ميزان القوى وفرض معادلات سياسية جديدة؛ ولا تزال التجربة الإيرانية الإسلامية الأكثر ثباتاً ونجاحاً إلى الآن في الحكم قياساً إلى غيرها من التجارب في منطقتنا.

عن دور المثقّف العربي والتحديات التي تواجهه في هذه اللحظة الثقافية المتراوحة بين المقاومة والانبطاح أمام عولمة متوحّشة، تتحدث المؤلّفة عن أشكال ومصاديق متعددة للمقاومة، وأهمها:

- المقاومة الثقافية: وتهتم ببُنية الهوية وأبعادها على مستوى الفرد والمجتمع، وما يواجه هذه الهوية من تحدّيات داخلية وخارجية.

- المقاومة الاقتصادية: والتي تُعنى بالبناء الاقتصادي الذي يعتمد على عناصر مهمة، مثل الاقتدار، والاكتفاء، والاستقلال. وهذه المقاومة تتعلق بالتأسيس لنظام عنوانه "الاقتصاد المقاوم".

- المقاومة العسكرية: والتي تُعنى بالأمن الداخلي والخارجي المتعلّق بالجغرافيا وما تحويه من ثروات، سواء ثروة بشرية تكمن في العقول، أو مادية تكمن فيما تحويه الجغرافيا من خيرات.

- مقاومة إعلامية: وتهتم في صناعة الصورة، والرسالة الإعلامية التي ترفد العقل الإنساني بالمعرفة والقيم.

- مقاومة مدنية: تتمثّل في المظاهرات السلمية التي تُعبّر عن رغبة الجمهور في التغيير الداخلي، أو في رفض ممارسات من السلطة القائمة، وكلّ مظهر مدني حضاري يمكن أن يُقدّم رسالة وعي مقاوم لكلّ محاولات نزع السمة العقلية عن الإنسان.

وللمقاومة في هذا الإطار بُعدان:

- المقاومة الإيجابية: وتهدف لتحقيق العدالة في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والإعلامية كافة، وتكون بُنية المقاومة هنا قائمة على الفهم المنهجي، الذي يعتمد على عنصري الأصالة والخلود؛ فهو لا يُفرّط بالثوابت، ولكنه يُحاكي في أدواته الزمان والمكان، ويسعى دوماً للمواكبة في منهجه وآليات مقاومته لتحقيق الهدف العام.

- المقاومة السلبية: أي المقاومة التي تكون باتجاه معاكس للحقّ؛ فهي أيضاً تُعتبر مقاومة من قِبل الفرد رافضة للمسار الصحيح. وغالباً ما تنطلق هذه المقاومة من العصبيات، كالتعصّب المذهبي والطائفي، والتعصّب المعرفي، والثقافي، والعِرقي.

أخيراً، تؤكّد المؤلّفة نقطة مهمة، وهي أن المثقّف في كلّ حالاته، وأينما يكون، في أي جغرافيا، لا بدّ له أن يشتبك مع واقعه المعاصر، ومع تاريخه وهويّته، وأن يكون اشتباكه مؤثّراً في تغيير واقعه للأفضل والأكثر عدلاً. فالمثقّف عين المجتمع الساهرة، وهو من أُسُس الفعل المقاوم بكلّ أشكاله، وهو رأس الاشتباك في ميدان المجتمع، عسكرياً، وثقافياً، وفكرياً، واجتماعياً؛ فهو خادم لهذا المجتمع وليس سيّداً عليه؛ وهو جسْر الوصل بين هموم الناس ومؤسسات السلطة؛ لكنه جسْر وصْل لا جسْر وصولي لمصالحه، بل وصْل لمصالح الناس ووضعها على سكّة العدالة والمعرفة الحقّ.