انسحاب جماعي من "مهرجان بنديغو للكتّاب": لن نسكت عن غزة

احتجاجاً على "مدوّنة سلوك" تهدف إلى تكميم الأصوات المؤيّدة لفلسطين، نحو 50 كاتباً وكاتبة ينسحبون من "مهرجان بنديغو للكتّاب" في أستراليا.

  • الكاتبة والأكاديمية الفلسطينية الأسترالية رندا عبد الفتاح
    الكاتبة والأكاديمية الفلسطينية الأسترالية رندا عبد الفتاح

احتجاجاً على "مدوّنة سلوك" اعتبرت تكميماً للأصوات المؤيّدة لفلسطين، وغايتها فرض رقابة على التعبير السياسي، انسحب أكثر من 50 كاتباً وكاتبة من الدورة الأخيرة من "مهرجان بنديغو للكتّاب" في أستراليا.

وجاء الانسحاب، الذي تسبّب في إلغاء 15 جلسة بينها حفل الافتتاح، في إثر اشتراط المدوّنة – ولا سيما في الفعّاليات التي ترعاها جامعة "لا تروب" – التزام المشاركين بمبادئ "مكافحة معاداة السامية وكراهية الإسلام".

وقبل يومين فقط من افتتاحه، أرسل "مهرجان بنديغو للكتّاب" بريداً إلكترونياً إلى أكثر من 90 مشاركاً، تضمّن "مدوّنة للسلوك" يطلب من المتحدّثين "تجنّب اللغة أو المواضيع التي قد تُعتبر مثيرة للانقسام أو غير محترمة". 

وجاء قرار الانسحاب من المهرجان المقام في ولاية فيكتوريا الأسترالية، احتجاجاً على "مدوّنة سلوك المهرجان" التي اعتبرها كثيرون "مقيّدة لحرية التعبير، خاصة في ما يتعلّق بالنقاش حول حرب الإبادة على غزة".

ومن بين المنسحبين كتّاب بارزون مثل: كيت ميلدنهال، والكاتبة والأكاديمية الفلسطينية الأسترالية، رندا عبد الفتاح، والشاعرة من السكان الأصليين، إيفلين أرالوين، الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تؤدّي هذه الشروط إلى تكميم الأصوات المؤيّدة لفلسطين أو فرض رقابة على التعبير السياسي.

وزعمت المتحدّثة باسم المهرجان، جولي آموس، أنّ القواعد "ليست لمراقبة حرية التعبير بل لضمان حوارات آمنة ومحترمة حول القضايا العالمية المثيرة للجدل"، كما قالت.

وبحلول يوم الاثنين، الماضي أكّدت إدارة المهرجان أنّ انسحاب 53 مشاركاً أدى إلى إلغاء 22 جلسة – أي ثلث البرنامج – بما في ذلك الحفل الختامي.

هذا الانسحاب يُعدّ الأحدث في سلسلة من الخلافات البارزة حول حرية التعبير التي تشمل فنانين مؤيّدين لفلسطين، مثل إقالة (ثم إعادة) الفنان اللبناني الأسترالي خالد صبصابي كممثل لأستراليا في بينالي البندقية، وسحب منحة حكومية من الكاتبة من السكان الأصليين كارين وايلد.

وكتبت راندا عبد الفتاح في رسالة انسحابها: "في وقت يُسكت فيه الصحافيون بشكل دائم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، من غير المقبول أن يسعى مهرجان أدبي لإسكات الأصوات الفلسطينية أيضاً"، مضيفة أنّ ما جرى "يعكس توجّهاً أوسع لإسكات الفلسطينيين. بالنسبة للمؤسسات، أصبح وجودي يُعامل كخطر يجب إدارته".

وكشفت تقارير أنّ "التحالف الأكاديمي الأسترالي ضد معاداة السامية"، كان قد كتب إلى الجامعة والمهرجان قبل شهر، محذّراً من مشاركة عبد الفتّاح واصفاً إياها بأنها "تُجرّد أصحاب الرأي الصهيوني من إنسانيتهم". 

ويرى مراقبون أنّ الأزمة تكشف هشاشة المهرجانات الأدبية في مواجهة الضغوط السياسية والإعلامية، وأنّ المؤسسات الثقافية بحاجة إلى إعادة التفكير في حدود ما تفرضه من قيود على الفنانين، لأنّ "الغاية من الفنون هي حرية التعبير والانخراط في النقاشات الصعبة، لا تقييدها".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك