بسبب فلسطين.. أساتذة يرفعون دعوى ضد جامعة بنسلفانيا بعد التضييق عليهم

أساتذة في جامعة بنسلفانيا يرفعون دعوى قضائية ضد جامعتهم، وذلك بسبب التضييق الذي يتعرّضون له منذ أيلول/سبتمبر العام الماضي نتيجة تضامنهم مع فلسطين.

منذ إقامتهم مهرجاناً بعنوان: "فلسطين تكتب" في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، يتعرّض أساتذة في جامعة بنسلفانيا للتضييق من قبل إدارة الجامعة. الأمر الذي دفعهم إلى اللجوء للقضاء لمحاكمة الجامعة.

الأساتذة المناصرون لفلسطين، والذين كوّنوا "مجموعة بنسلفانيا للعدالة في فلسطين"، التي تضم إلى جانب المدرّسين موظفين وطلاب دراسات عليا، تقدّموا بشكوى إلى المحكمة الجزائية الأميركية ضد جامعة بنسلفانيا.

وتأمل المجموعة في إقناع الجامعة بعدم الامتثال للطلب الحالي وأمر الاستدعاء المحتمل من جانب لجنة التعليم في الكونغرس، والهادف إلى إخضاع ملفات التدريس ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها للتدقيق السياسي.

ويؤكد الأساتذة الذين طالتهم المضايقات أن تحقيق لجنة الكونغرس في قضايا متعلقة بجامعتي بنسلفانيا وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنما يستند إلى استخدام خاطئ مثير للسخرية لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى "الهولوكوست" و"معاداة السامية".

ويرى الأساتذة أن لجنة الكونغرس تشارك في حملة مطاردة حزبية من خلال البحث عن مناهج دراسية وأوراق أكاديمية ومواد أخرى تابعة لأعضاء هيئة التدريس في جامعة بنسلفانيا من جميع الرتب، مع تسليط الضوء على البحث في كلمات رئيسية مثل اليهود، "إسرائيل"، معاداة السامية، فلسطين، غزة، المقاومة، الاستعمار الاستيطاني والتنوّع، المساواة، والشمول، وغيرها.

 وتقول البروفيسورة إيف تروت باول إنه: "بعد 7 أكتوبر، قوبل احتجاجنا على بداية الانتقام الإسرائيلي ضد غزة بحملة تشهير ضد الكثيرين منا بمن فيهم الطلاب والموظفون وأعضاء هيئة التدريس، ولم يكن هناك إلا القليل من مواقف الإدارة التي تدعم حقنا في حرية التعبير. ومع استمرار الهجمة الوحشية الإسرائيلية وقتل الآلاف والآلاف من سكان غزة، فقد واصلنا مواجهة محاولات شيطنتنا ووصفنا كمعادين للسامية".

من جانبها، تقول البروفيسورة هدى فخر الدين: "نحن نعيش ونُعلّم ونُدرّس في بلد يقدّر حرية التعبير، أو هكذا كنا نظن. وعندما أقمنا مهرجان "فلسطين تكتب" للأدب، وهو استكشاف أكاديمي للثقافة والفن والشعر والأدب الفلسطيني، كان رد الفعل ضدنا من المانحين والأثرياء، ولم تعترف إدارة الجامعة أن الهجمة المناهضة لفكر منظمي المهرجان، تعرّض الجامعة للخطر".

وأضافت: "لم تكترث الجامعة بما تعرّض له أعضاء المجتمع الجامعي المسلمين والعرب والأفارقة والأميركيين من أصل أفريقي واليهود الذين تجرأوا على التشكيك في سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في ما يتعلق بفلسطين. بل قامت الجامعة بالتمييز ضد موظفيها الذين يعملون بجد، ويظلون ملتزمين بشدة بتدريس جميع الطلاب، بغض النظر عن أصولهم أو سياساتهم أو خلفياتهم الدينية".

أما أستاذ التاريخ وعلم الاجتماع والمدير السابق لمركز الشرق الأوسط هارون كوجوك، فوصف الدعوى القضائية بأنها "حاجز حماية لجامعتنا"، مضيفاً "أخشى على الطلاب والأصدقاء والزملاء الذين أصبحوا الآن عرضة للخطر، بل وخائفين في بعض الأحيان لأنهم تصرّفوا وتحدّثوا بما تمليه عليهم ضمائرهم. فهل تريد الجامعة أن تصبح مؤسسة تعاقب الضمير؟ لا أعتقد ذلك".

 وفي 24 كانون الثاني/يناير 2024، أصدرت لجنة التعليم والقوى العاملة في الكونغرس رسالة تطالب جامعة بنسلفانيا بتسليم عشرات الوثائق التي تحتوي على أنشطة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المتعلقة بـ "الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل" في الحرم الجامعي. وتأسست هذه اللجنة عام 1867 لإعادة بناء المؤسسات التعليمية الأميركية بعد الدمار الذي خلّفته الحرب الأهلية. ومع ذلك، ونظراً لتاريخها الطويل في الولايات المتحدة، فإنها لم تستدع أيّ جامعة قط، إلّا جامعة هارفارد قبل ثلاثة أسابيع.

 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.