بيروت تحتفي بإيتيل عدنان

الجامعة الأميركية في بيروت تكرّم الراحلة إيتيل عدنان بندوة، ستجمع بين البحث الأكاديمي والشهادات الشخصية والممارسات الثقافية لاستكشاف حياة عدنان وعملها عبر اللغات والثقافات والمنفى.

تكرّم الجامعة الأميركية في بيروت الكاتبة والشاعرة والرسامة الراحلة إيتيل عدنان بندوة تحمل عنوان "في الليل في الليل سنجد المعرفة والحب والسلام"، وذلك يومي غداً الخميس وبعد غد الجمعة في 23 و24 شباط/فبراير الجاري في "معهد عصام فارس".

وقالت الجامعة في بيان لها أنه: "تكريماً للكاتبة عدنان، ستجمع هذه الندوة بين البحث الأكاديمي والشهادات الشخصية والممارسات الثقافية لاستكشاف حياتها وعملها عبر اللغات والثقافات والمنفى".

وأضاف البيان: "أحرزت إيتيل عدنان شهرة دولية كبيرة كفنانة بصرية طوال العقد الماضي لعملها في مجموعة من الوسائط بما في ذلك اللوحات والرسم والنسجيّات. وإلى ذلك، كانت أيضاً أستاذة جبّارة في الكلمات، وسَبَرت مجموعة واسعة من الأشكال، كصحافية وروائية وكاتبة مقالات وناشطة وفيلسوفة شاعرة. وارتكزت كل كتاباتها بعمق على مقاربة إنسانية، مع احتضان للكون بأنماط نقدية ومرحة ورؤيوية".

وستترافق الندوة مع معرض لأوراق إيتيل عدنان الخاصة، والتي أورثتها للجامعة الأميركية في بيروت. كما ستترافق مع عروض أفلام، وقراءة مسرحية، وأداء موسيقي. وأكدت الجامعة أن هذه الندوة مفتوحة الحضور للجميع.

وودعت عدنان الحياة في 21 تشرين الثامني/نوفمبر من عام 2021 عن عمر ناهز 96 عاماً. 

ونعاها مدير "معهد العالم العربي" في باريس جاك لانج قائلاً: "علمت ببالغ الأسى برحيل إيتيل عدنان. هذه الروح الشاعرة الملونة فائقة العذوبة التي عبّرت عن معاناتنا وفرحنا وحبنا"، مضيفاً "كانت فنانة نادرة ومتكاملة، ذات موهبة متّقدة وذكاء مذهل. هذه الرحالة غير العادية جعلتنا نهتزّ للقوافي الجريئة القادمة من أرجاء البحر المتوسط".

في العام 1977 نشرت عدنان (1925 – 2021) رواية "الست ماري روز" عن الحرب الأهلية اللبنانية، فيما تميزت في الشعر وكتابة المقال والتأليف المسرحي والرسم والنحت وأصدرت نحو 20 كتاباً بالإنجليزية والفرنسية منها: "سفر الرؤيا العربي" و"عن مدن ونساء" و"قصائد الزيزفون" و"سيد الكسوف" و"باريس عندما تتعرى".

وامتاز شعر عدنان بحساسية لقضايا التحرر، وللسكّان الأصليين للولايات المتحدة، ولرفض الهيمنة الاستعمارية في بلدان كفلسطين والعراق حيث "أوروبا مغطاة بالبترول المحترق". 

وكتبت في قصيدة عام 2013: "انظروا عبر التلفزيون إلى إخوانكم يموتون/ لا تحرّكوا ساكناً/هم الآن في عالم آخر جديد/ بلا منفذ".

وصلت تجربة عدنان الشعرية إلى القراء العرب من خلال ترجمات أنجزها العراقي الراحل سركون بولص والتونسي خالد النجار إلى جانب ترجمات أخرى.

أما في رحلتها التشكيلية فكانت أعمال إيتيل عدنان تبدو أقرب إلى طفلة رائية تلعب بالألوان، إلا أنها تميّزت بالتنوّع والعمق.

عدنان المولودة لأب سوري مسلم من دمشق كان ضابطاً عثمانياً في بيروت، ولأم يونانية مسيحية من مواليد إزمير، اصطبغت حياتها بهويات المشرق العربي المتعددة.

ولذلك كانت علاقتها باللغة الفرنسية إشكاليّة، وذكرت في مقابلة صحفية أنها تحمل من طفولتها تجربة مريرة مع مدارس الراهبات، حيث قالت: "ما زلت أكرههن لأنّهن حرمنني تعلّم العربيّة. لاحقاً، حين صرت صديقة أدونيس ومحمود درويش، كنت أحزن لعجزي عن مشاركتهما الحديث بالعربيّة".

حصلت ايتيل عدنان على العديد من الجوائز خلال حياتها منها لقب "فارس" في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية.

ومن آخر وأبرز الاحتفاءات بأعمال عدنان التشكيلية المعرض الاستعادي الذي افتتح في "متحف غوغينهايم" بنيويورك، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعنوان "مقياسٌ جديد للضوء"، ويستمر حتى 10 كانون الثاني/ يناير 2022.