هناك من قاس العمل الجديد للفنان جورج خباز وفق ميزان موسيقي دقيق، وهناك من اعتبره تنويعة لامعة في صورته الفنية، هو الممثل، المخرج، كاتب السيناريو، مصمم خطوات الرقص في مسرحياته ومؤلف كلمات الأغاني، كل ما يمكن تصوره في فنان يمتلكه ويجيده الفنان خباز.

نحن نميل إلى الخيار الثاني من منطلق أنه عوّدنا على الحس الشعبي في أعماله، كان الأقرب إلى الناس لذا فهو الوحيد الذي تمتلئ مقاعد مسرحه بالكامل في كل عرض، وهذه الصورة ليست مألوفة إلا مع فنانين قلة: شوشو وزياد الرحباني حصراً. لذا لا يجوز طرح أي علامة إستفهام بحسن نية أو بسوء نية لا سمح الله، لأن التفاعل الجماهيري النخبوي والجماهيري معاً في الصالة الرئيسية في فندق البستان يحسم الأمر لصالح الفنان الشامل.

قال شعراً يتأرجح بين الحكواتي والمشخصاتي، وحصد في كل مرة تصفيقاً حاداً إنسجم بتكامل مع الصوت القادر والجميل للموهبة الشابة لينا فرح التي نستمع إليها لأول مرة وقد كانت مقنعة مريحة كلما إرتفعت بطبقتها كلما وضحت معالم حنجرتها وطاقتها أكثر.

قدّم خباز بصوته شعراً وبصوتها غناء كافة أغاني الألبوم خصوصاً منها الأغنية الرئيسية: جايي الأيام، التي سرعان ما تردد صداها بين الحضور في الحفلة الأولى في 4 آذار/ مارس الجاري – وثانية أقيمت في اليوم الثاني – وكان جيداً أنها كانت أغنية ختام الحفل، الذي ضم 12 عازفاً و6 من الكورال، يقودهم المايسترو لوقا صقر الذي وزع ألحان الألبوم،ومن بين أغنياته: كبرت البنوت، ومسلسل: براندو الشرق، وفيلم: غدي – صار عندي خي، ومسرحية: رفقة – أناديك يا أم يسوع، بلادي يا طريق العز، سألتني الحروف.

اللافت هو التفاعل الراقي والواضح بين الخشبة والصالة، حيث تعادل على المسرح أداء خباز الإرتجالي للقصائد مع عذوبة غناء لينا فرح، وأجاد المايسترو صقر عزفا وقيادة العازفين والكورال.