جلال الدين: شريط صوفي مغربي عن رجل رفض تصديق أن زوجته توفيت

شريط صوفي بامتياز يتناول شخصية:جلال الدين، الذي تحوّل إلى فيلسوف صوفي باحث عن النور ومعنى الوفاة للتصبر على وفاة زوجته، له مريدوه والذين يحترمون أقواله الحكمية في الإنسان والحياة.

  • جلال الدين:: الفيلم
    جلال الدين:: الفيلم

شريط: جلال الدين، نص وإخراج الكاتب المغربي حسن بن جلون، الذي يدخل في صميم العلاقة العاطفية التي جمعت بطل الشريط: جلال الدين – ياسين هجام -  مع زوجته – فاطمة ناصر – التي عاش معها سنوات من الود والحب والاحترام وكان يعود إليها مصغياً طالباً الرضى وسائلاً عن أي شيء تطلبه لكي يحققه لها.

هذا الرجل وإن كان صاحب بنية ضخمة إلاّ أن تعاطيه معها إتسم بلطف غامر وهو إذ واكبها في مرضها كان يشعر بآلامها عن بعد فيهرع مسرعاً ليجدها بإنتظاره تريد الدواء الترياق من يده، وهو ما كان يحصل على الدوام، ويسمع منها كلمات الرضى والحب والتغني بأصالته ووفائه في مثل ظرفها الحرج غير معروف الخواتيم.

  • كاتب ومخرج الفيلم المغربي:حسن بن جلون
    كاتب ومخرج الفيلم المغربي:حسن بن جلون

لا يبتعد بن جلون عن فحوى رسائله السابقة في أفلامه التي تنتصر للحق والعدل والناس البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة للعيش في ظروف قاسية وغيرإنسانية، وهو فعل المستحيل من أجل تعويضها معاناتها والتخفيف من آلامها التي لم ترحمها ورمتها في النهاية جثة هامدة أبكته كثيراً لكنها شحنته بقدرات لا تقدلر ولا توصف لكي يستنفر قواه ويتصدى لأزمته الخطيرة رافضاً منطق الإستسلام.

ويتخذ جلال الدين مكاناً لعزلته الروحية بعيداً عن معارفه وأقاربه ولا تفكير عنده سوى في صورة زوجته التي يقدمها الفيلم رقيقة مهذبة محبة وصاحبة وجه يقطر محبة، يفعل كل ما يستطيع متفائلاً بأحد حلين فإما أن تعود إلى حياته، أو أنها ستبارك ما يقوم به من خطوات، وهو في كل هذا يحظى بإحترام الكثيرين من الناس العاديين ولهم معه صولات وجولات من الود والبركة.

تشارك في الشريط: فاطمة زهرة بلدي، أبو العربي، مع أدوار إضافية مهمة ومتميزة، أجاد خلالها بن جلون التأثير في كاستنغ الممثلين، وفي الموسيقى التصويرية المرافقة والمؤثرة بعمق في سياق التصاعد الدرامي الذي يبلغ مداه مع دخول حفيده على الخط بعد معرفته بمعلومة سلبية عن والدته والطلب إلى جده أن يبارك رغبته في دخول هذا المعترك التصوفي.