حوار فني عابر للأزمنة في غاليري "ربيز"

في الذكرى الـ30 لتأسيسه، غاليري "جانين ربيز" في بيروت ينظّم مسابقة فنية بعنوان "لقاءات 2023"، يستلهم فيها فنانون شباب أعمالاً معروفة لفنانين مكرسين.

  • شارك في المعرض 25 متسابقاً من أصل أكثر من 100 قدموا طلباتهم
    شارك في المعرض 25 متسابقاً من أصل أكثر من 100 قدموا طلباتهم

في الذكرى الـ30 لتأسيسه، نظّم غاليري "جانين ربيز" في بيروت مسابقة فنية بعنوان "لقاءات 2023"، ارتكزت على فكرة استلهام فنانين جدد لأعمال رواد للفن اللبناني، في محاولة لإقامة حوار فني بين الماضي والحاضر والمستقبل.

تقدّم إلى المسابقة 115 مترشحاً، جرى اختيار 25 منهم عن طريق لجنة مكونة من ساندرا داغر، وجوليان خلف سلهب، وطارق نحاس، وهانيبال سروجي، ونادين بكداش.

ارتكزت المسابقة على فنانين قدّموا إنجازاتهم في الغاليري في أوقات سابقة، أمثال إيفيت الأشقر، وإيتل عدنان، وأوغيت كالان، وبسام جعيتاني، ولور غريّب، وسمير خدّاج، وجوزيف حرب، وهانيبال سروجي، وجميل ملاعب، وأنطونيو سيغي، وزاد ملتقى، وآخرين، بينما قدّم كل فنان من المتقدمين للمسابقة عملاً، أو أكثر، لكن من روحية الفنان الذي اختاره ليستلهم عمله.

بذلك يصبح المشاهد أمام تجربة فنية رائدة، معقّدة، مفعمة بالحوار والآراء، ويصبح الماضي ركيزة لتطوير الحاضر والمستقبل.

إيتيل عدنان

  • عمل لولو بساط
    عمل لولو بساط

في ممارسة الراحلة إيتل عدنان الفنية، كان الرسم والكتابة يكمّل أحدهما الآخر، ويرتبطان بشكل وثيق، وقد علّقت عدنان على لوحاتها الفنية التجريدية، واستخدامها المتميز للّون، وحبّها للشعر، بقولها: "الكتابة رسم، والرسم هو الكتابة، لأنه يشتمل على الإيماءة ذاتها". 

من هذا المنطلق، شاركت لولو بساط بـ"رحلة طائر أزرق مهاجر"، متأثرة باندماج اللغة المكتوبة والصور في الفن، على غرار فكرة إيتيل عدنان في Leporello. 

لولو بساط مولودة في بيروت سنة 1971، وهي مهندسة تصميم داخلي. نالت شهادة الدبلوم من معهد نيس الفني في فرنسا سنة 1992. غادرت لبنان 1984 بسبب الحرب، وكانت غربتها دافعاً لها للبحث عن  تساؤلات حول أمور لم تختبرها في بلدها بسبب هجرتها.

نهاد الحاج شاركت بعملها "المِشْيَة"، وهي لوحة متعددة الوسائط، تعتمد إيقاعات المشي، مكرّسةً الحوار بينها وبين الشوارع. كما شاركت بفيديو "سماوات عصيّة على الفساد". يشكل العملان حافزاً للسير في بيروت، واستكشاف قوة التحولات في المشي، وتفاعله مع المحيط.

نهاد لحاج مواليد بيروت سنة 1990، تحمل شهادة الماستر في البحوث الفنية والتصميم من بلجيكا، تأثرت بإيتل عدنان من ناحية "انقطاع التواصل، والتعقيدات، وحماية مخيلتنا وإنسانيتنا"، كما تقول.   

شفيق عبود

  • عمل فيليب كالان
    عمل فيليب كالان

يُعرف شفيق عبود بعمله "مسبح سان بلانش"، أي شاطئ الرملة البيضاء، 1993-1994، وهو زيت على قماش، يثير إشكالية حق الناس الطبيعي في التمتّع  بالشاطئ.

الفنان ماريو الخوري اختار عمل عبود الفني، وشارك بصورة مطبوعة بعنوان "ماذا لو أنت بقيت ونحن غادرنا؟"، ويتحدث عن ذكريات بصريّة تربطه بالمياه، وبعلاقته بالشاطئ. 

ماريو خوري فنان لبناني وُلِد في السعودية سنة 1995. هو مهندس تصميم داخلي يعمل في ألمانيا. نال شهادة الإجازة من الجامعة الأميركية في بيروت، وطوّر دراسته الهندسية في المعهد الهندسي في لندن.

فيليب كالان شارك بعمل بعنوان "يوم الشاطئ"، وهو صورة فوتوغرافية وكولاج على خشب، وجد تناغماً مع أعمال شفيق عبود. يقول إن "أعمال عبود تتردّد في ذاتي بعمق، خصوصاً أنها تكشف مصادرة شاطئ الرملة البيضاء لغايات الاستثمار المالي، مانعة حق الموطن العادي في التمتع به".

وُلِد فيليب كالان في بيروت سنة 1957، وهو غطّاس، انتقل إلى فرنسا لتطوير مهارات السباحة، ثم استقر في مدينة لوس أنجلوس متحوّلاً نحو صناعة الأفلام، كاتباً ومخرجاً ومدير تصوير.

إيفيت الأشقر

  • عمل سامية سوبرة
    عمل سامية سوبرة

 

تحاول إيفيت أشقر التحكّم بكل خطوة في لوحاتها الزيتية، وتقضي ساعات في التحديق في السطح القماشي قبل مباشرته بالألوان.

استلهمت سارة فرنسيس أفكار الأشقر، وشاركت بلوحة بعنوان "القمر الأحمر"، حيث "اكتشفت الصلة بين الأشياء الحسيّة والعقل الانساني"، كما تقول. 

فرنسيس مواليد بيروت 1983، منتجة أفلام مستقلة، وفنانة تشكيلية، تحمل شهادة الإجازة في صناعة الأفلام من الجامعة اليسوعية في بيروت، ولها مشاركات سينمائية في مناسبات عالمية.

من جهتها، شاركت سامية سوبرة بعدة أعمال، هي "الاستمتاع"، و"إحياء"، و"تحت الأرض"، و"أنا مرِن"، وهي تشارك إيفيت الأشقر في اعتبار أنّ الألوان والأشكال والتركيب تحتوي المميزات العاطفية والعقلية في آن واحد.

سوبرة مواليد بيروت 1998، تخرجت من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت باختصاص التصميم الغرافيكي والفنون الجميلة.  

أوغيت كالان

  • عمل هلا طويل
    عمل هلا طويل

الفنانة الراحلة أوغيت كالان حلّت ضيفاً متكرّراً على غاليري "ربيز" في سنوات سابقة، تمثّلت مشاركاتها بأعمال منها "وجوه وأمكنة" (2010)، و"سنواتي الأولى" (2011)، وهي من وسائط متنوعة على قماش. مغامرة ملوّنة عبر قارات ثلاث، تشمل الوجوه والأماكن التي تثري فنها.

شاركت الفنانة هلا طويل بعمل "ذكرياتي مرتبكة"، وهو عبارة عن كولاج رقمي على خشب، جمعت ودمجت فيه مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية الشخصية. 

طويل مواليد بيروت 1991، فنانة لبنانية تقيم وتعمل في هولندا، تخصصت في عدة اختصاصات في الهندسة والفنون، في كلٍّ من الجامعة الأميركية في بيروت وأكاديمية "آيندهوفن" الهولندية.

بدورها، شاركت لمى صفير بـ"انطلاقة حركة فنية"، وهو عبارة عن زوج أحذية نسائية (كندرة)، تقول إن أوديسية هوغيت كالان تلهمها لتروي وجهة حياتها عبر وسط أعطى شكلاً محدّداً لشخصيتها الثائرة منذ طفولتها. 

صفير فنانة لبنانية مواليد 1980، متخرجة من جامعة " ألبا"، تابعت دراسة الفنون في الجامعة اللبنانية.  

جوزيف شحفة

  • عمل محمد أبو شعير
    عمل محمد أبو شعير

عُرِفَ الفنان جوزيف شحفة بعمله "هوية لبنانية"، وهو من وسائط متعددة على قماش. تشارك الفنانة آية أبو هوّاش بعملها "هوية خاصة"، الذي هو عبارة عن صورة مطبوعة كولاج على خشب، تحكي عن "مفهوم الانتماء الذي يبقى غامضاً بالنسبة لي"، كما تقول أبو هواش، حيث أن انتماءها يتوزع بين فلسطين ولبنان. تعتبر أبو هواش أن عمل شحفة "يعطي صيغة مفهومية لتناول القضايا المترددة بتعقيدات الانتماء، في الإطار الفلسطيني اللبناني".

آية أبو هواش هي فنانة فلسطينية لبنانية، نالت شهادة الماستر من كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، كما نالت المركز الرابع في مسابقة "الأسكوا" في العام 2020، ومسابقة الشباب في المعهد العربي خلال دورة ضد العنف الجندري.

محمد أبو شعير شارك بـ"ذاكرة حاضرة"، كولاج رقمي على خشب. ولد أبو شعير في سوريا من أب فلسطيني وأم لبنانية، وكان لاجئاً لمدة 28 سنة، يقول: "أتيت إلى هذا العالم بحالة انعدام، بلا هوية ولا جنسية، والحشرية دفعتني لاستكشاف ذاتي والآخرين، باحثاً عن طرق خلاقة للتغيير في محيطنا".

كما شاركت يارا الترك بفيديو "تفكيك البصمة اللبنانية". يستلهم عملها اتجاهات شحفة المتعلقة بالهوية اللبنانية المتشظية، وتهدف إلى تطوير وعي جماعي لهوية ثقافية لبنانية محدّدة.

الترك مواليد بيروت 1984، تحمل شهادة الماستر في التواصل الإعلامي من جامعة AUST. تأثرت أعمالها بتطور مرض "كوفيد-19" وحركة الشارع التي تأثرت به، وانفجار مرفأ بيروت في العام 2020.

رامي شاهين شارك بتجهيز "ماذا تبقى من أرزتي؟". يجد شاهين رسالة قوية في باركود شحفة، حيث وطن مقسّم، ومجتمع متفكك، وأرض بيعت لأكبر المتنافسين في الجغرافيا السياسية.

شاهين مواليد بيروت 1987، متعدد المواهب، يحمل شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، وإجازة في التصميم من جامعة "الألبا". 

بسام جعيتاني

  • عمل سيغولين راغو
    عمل سيغولين راغو

كما حضر في المعرض بسام جعيتاني بعمله "جاذبية" (1997)، وهو تركيب يجمع بين الخشب والكتان والمطاط والألومنيوم والرصاص وخيوط النايلون، وعمله "بسيكولوجيا المادة" (1998)، وهو وسائط متعددة. يقول جعيتاني: "نحن لا نشكل الأشياء فحسب، بل الأشياء تشكلنا". 

الفنانة منية رياشي، شاركت بعملها "صخرة الأزمان"، متأثرة بعمل بسام جعيتاني "جاذبية".

رياشي مواليد بيروت 1990، تحمل الإجازة في الفنون من الجامعة الأميركية في بيروت، والماستر بالفنون من جامعة "غلاسكو".

كما استلهمت الفنانة سيغولين راغو، في عملها التجهيزي "سكون"، من بسام جعيتاني اكتشافه للأشياء، وقدرتها على اقتناء الذكريات. يجسّد عملها بورتريه جدّها في شقته، وفيه صور فوتوغرافية له. 

راغو فنانة فرنسية من أصل لبناني، وُلِدت في باريس سنة 1990، تحمل شهادة الماستر في التواصل، وتحولّت بعملها نحو التوثيق الصحفي، بعد أن وثّقت تحركات تشرين أول/أكتوبر 2019.

لور غريّب

  • عمل رين شهيّب
    عمل رين شهيّب

تمثّلت لور غريّب بعمليها "بيروت تسمي أجيال المستقبل قايين وهابيل"، و"حرب الأخوة". تستحضر غريّب هنا الطواطم المحلية: صور شخصية لا نهاية لها، وتفاصيل محددة بدقة لسلالة العائلة.

الفنانة آية نادرة زنتوت شاركت بتجهيز "العلبة الحمراء"، متأثرة بأعمال لور غريّب، ودعواتها للأجيال الجديدة عبر عمليها المذكورين.

آية مواليد بيروت 1996، نالت شهادة الهندسة المدنية من الجامعة الأميركية في بيروت، تركز اهتمامها على مواضيع الهوية والانتماء.

والفنانة رين شهيّب شاركت بـ"تراكم"، كولاج متعدد الوسائط، ترى أن أعمال لور غريب المنسابة بلطف تتردد في أعمالها.

رين مواليد عاليه 1992، تحمل شهادة في التصميم الغرافيكي من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.

توما وجريج

  • عمل ديانا بو سلمان
    عمل ديانا بو سلمان

هناك استلهام أيضاً لعملي جوانا حاجي توما وخليل جريج، وهما "بيروت الرائعة" و"بطاقات الحرب".

 يسلط هذا المشروع الضوء على التناقض الصارخ بين الصورة المثالية للماضي، والمادة المتفسخة التي تحمل حاضراً مشؤوماً.

الفنانة ديانا بو سلمان شاركت بـ25 قطعة خزف بعنوان "بقايا"، متأثرة بعمل توما وجريج، "بطاقات الحرب"، وهي فنانة مولودة في باريس سنة 1997، تحمل شهادة الماستر في الهندسة المعمارية. 

جوزيف حرب

مشاركة جوزيف حرب كانت من خلال معرض "قيد التجهيز" (2014)، و"صندوق الذكريات" (2013)، وسائط متعددة وأكريليك على قماش. 

شاركت الفنانة كريس الصوري بلوحة "صدى الخريف"، المُشكَّلة من مواد طبيعية مجفّفة، وهي تجد أن "صندوق الذكريات" لجوزيف حرب يتردد في عملها.  

الصوري مواليد بيروت 1977. بعد نيلها شهادتها في التحليل المخبري، تحوّلت لدراسة الفنون في الجامعة اللبنانية، ونالت الماستر بالفنون. 

الفنانة مروى إيلهمان شاركت بلوحة "القناع"، وهي لوحة من زيت وباستيل على كانفا، تستلهم جوزيف حرب في رحلاته البسيكولوجية عبر الفن.

إيلهمان مواليد مدينة الدار البيضاء في المغرب سنة 1996، درست الفنون في مدينتها، ثم انتقلت لمتابعة الدراسة في الجامعة اللبنانية، حيث حصلت على شهادة الماستر.

لميا جريج 

  • عمل نورا البقار
    عمل نورا البقار

تمثّلت لميا جريج بعملها "الاقتلاع"، وهو تجهيز يستند إلى مقاطع مصوَّرة في بيروت بين عامي 1990 و1998.

الفنانة جوانا رعد شاركت بلوحة "السنترال"، وهي مكونة من زيت على ورق، منسجمة مع عمل جريج "الاقتلاع". 

رعد مواليد الشبانية سنة 1973، تحمل شهادتَي دكتوراه في المسرح وماستر بالسينما من الجامعة اليسوعية.

دورها، شاركت نورا البقار بـ"فيزا"، وهو عمل مركب من عدد من جوازات السفر. تستلهم جريج في عملها عمل جريج، خصوصاً عندما لمست تعلّقاً ببلدها إثر سفرها إلى فرنسا.

البقار مواليد طرابلس 1996، نالت شهادة الماستر في الفنون البصرية من الجامعة اللبنانية، وتتابع دراستها في فرنسا.

إبراهيم مرزوق

  • عمل جيلبير لطفي
    عمل جيلبير لطفي

تمثّل الفنان إبراهيم مرزوق بعمله "مشهد مديني"، وهو من زيت على كانفا، وشارك الفنان زياد جريج بـ"أسطحي الحبيبة"، وهو عمل من فينيل على ألواح طاقة شمسية، متجانس مع مرزوق في أشعار مستوحاة من أعمال شكسبير.

جريج مواليد بلدة كوسبا في لبنان سنة 1986، يتابع اهتمامات فنية وأدبية متعددة.

الفنان جيلبير لطفي شارك بلوحة "هبوط في بيروت"، وهي من أكريليك وكولاج على كانفا، يعتقد أن هويته تشكل عمله الفني، ويرى في عمل مرزوق عن بيروت إلهاماً له في سلسلته "ذات مرة في بيروت".

لطفي مواليد بيروت 1980، يحمل شهادة التصميم الداخلي من كلية الفنون في الجامعة اللبنانية. 

هانيبال سروجي

يعتبر عمل الفنان هانيبال سروجي انقساماً بين العنف والجمال، إذ يحاول لجم هذه التوترات من خلال تصوير لحظة شديدة القسوة، لكن يظللها جمال ألوانه المشبعة، وثراء ملمسه.

الفنانة مروى الرفاعي شاركت بفيديو بعنوان "أنا هنا"، ولوحة "اسقي جراحي"، مستلهمة مفهوم سروجي حول العلاقة بين القوة والجمال.

الرفاعي مواليد بيروت 1997، وهي مختصة في التصميم الغرافيكي، نالت شهادتها من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وتابعت الدراسة في جامعة "بارسونز" للتصميم في نيويورك.

عارف الريّس

تمثّل عارف الريّس بـ"بيوت الصمت"، فبلدنا عشٌّ للأماكن التي كانت منذ فترة طويلة خالية من السكن البشري، والأماكن المهجورة بسبب الحرب الأهلية.

ملك السهلي، شاركت بصورة مطبوعة بعنوان "مترابط روحياً"، متأثرة بعارف الريّس وفكرة "بيوت الصمت".

السهلي مواليد الكويت 1990، تحمل شهادة التصميم الغرافيكي من الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم.