دار الأمير تصدر ترجمة جديدة لكتاب "نحن وإقبال"

كان إقبال يفكّر كالعالِم برغسون، ويعشق كمولانا، وينشد الشعر لإيمانه كالشاعر ناصر خسرو، ويحارب الاستعمار كالسيّد جمال الدين الأفغاني.

  • كتاب
    كتاب "نحن وإقبال" لعلي شريعتي

ضمن سلسلة إصداراتها للموسم الثاني لسنة 2023، أصدرت "دار الأمير" في بيروت، ترجمة جديدة لكتاب "نحن وإقبال" للمفكّر علي شريعتي بترجمة عبد الكريم جرادات ومازن النعيمي.

ويعتبر كتاب "نحن وإقبال" من أشهر وأهم أعمال علي شريعتي، وقد ترجم إلى معظم لغات العالم. وتتميّز هذه الترجمة العربية الصادرة حديثاً بمقدمة فكرية كتبها منيب إقبال، حفيد العلّامة محمد إقبال اللاهوري، ونائب رئيس أكاديمية إقبال في باكستان، وممّا جاء فيها: "كان شريعتي من أخلص الناس لإقبال، وخير من كتبوا ودافعوا عن فكره وفلسفته ودعوته في إحياء الدين وتوحيد الأمة الإسلامية، ولا سيّما أنّ شريعتي يعد علماً بارزاً في هذا المضمار، فهو بحق قد أجهد المفكرين من بعده في الكتابة عن إقبال وفكره؛ فشريعتي لم يكن مفكراً عادياً تناول إقبال تناول كاتب لمفكر، بل تناوله عالماً يتحدث عن عالم؛ وهذا ما جعله يبدي، في كتابه هذا، شغفاً وعشقاً ومزيداً من التأثر والتبني لأفكار إقبال، وما جاء هذا إلّا بعد تمحيص علمي دقيق ونظر فكري عميق.

لم تبعده الدراسة والبحث والتحقيق في أوروبا وثقافتها وروحها عن ذاته وعن تاريخه وثقافته ودينه، أي الإسلام، ولم يتحوّل إلى عالِم أوروبيّ خالص ليرجع إلى الشرق ويعيش بمعزل عن أبناء شعبه وعن حياتهم وآلامهم وطبائعهم وخُلقهم،

كان إقبال يفكر كالعالِم برغسون، ويعشق كمولانا، وينشد الشعر لإيمانه كالشاعر ناصر خسرو، ويحارب الاستعمار كالسيّد جمال الدين لتحرير الشعوب الإسلاميّة، ويعمل كطاغور لإنقاذ الحضارة من آفة حسابات العقل وكارثة الانتهازيّة، وكان يرجو ككارل في بثّ الروح والعشق في الحياة الجافّة للإنسان المعاصر، وكان هدفه كمارتن لوثر وكالفن "تجديد الفكر الديني" في دينه،  وإحداث "صحوة إسلاميّة" في عصره".