صالون الجزائر للكتاب يناقش الشعر الفلسطيني: عنوان للمقاومة

باحثون جزائريون يناقشون القصيدة الشعرية الفلسطينية المقاومة، وذلك في إطار ندوة ضمن فعاليات "صالون الجزائر الدولي للكتاب" بالجزائر العاصمة.

أجمع باحثون على أن القصيدة الشعرية الفلسطينية المقاومة "استطاعت أن تثبت وجود الإنسان الفلسطيني على أرضه، وأن تحمل قضيته الوطنية وتبرز مأساته وتفضح البطش الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني".

وجاء ذلك خلال ندوة حول "شعر المقاومة" نظّمت في إطار فعاليات "صالون الجزائر الدولي للكتاب" بـ "فضاء غزة" المخصص للتضامن مع القضية الفلسطينية.

وأكد علي ملاحي، أستاذ الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة في جامعة الجزائر، أن الشعراء الفلسطينيين "استطاعوا عبر قصائدهم الشعرية المقاومة أن يثبتوا وجودهم من خلال قدرتهم على نقل محنة الشعب والمأساة والبطش الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني".

وقد أنجبت فلسطين – يقول المتحدث - العديد من الأصوات الشعرية المقاومة التي "صنّفت في مصاف شعراء الحداثة بفضل تحكّمهم في اللغة التي هي أساس الدفاع عن الأرض".

وأعطى المتدخّل، في هذا الباب، نماذج من نصوص الشاعر توفيق زياد الذي يتميز بـ "إحساس المقاوم الذي يعبّر عن شاعر ذاق المعاناة وكان يحتمي بالمحنة ويرثيها بلغة تشبه الواقع المرير الذي يعيشه أهله". كما أشار في هذا السياق إلى معين بسيسو باعتباره واحداً من الشعراء الفلسطينيين البارزين، وكذلك محمود درويش، وإبراهيم طوقان، وفدوى طوقان وغيرهم من الذين كان صوتهم المقاوم يرافق الثورة الفلسطينية فأصبحوا "ظواهر أدبية".

من جهته، قال عبد الحميد بورايو، الباحث الجزائري في الثقافة الشعبية والأنثروبولوجيا والنقد الأدبي، إن: "الشعر الفلسطيني المعاصر بدأ مع ظهور مجموعة من الشعراء، الذين قدّموا شعراً حديثاً بوسائل فنية راقية جداً، وتحدّثوا عن المقاومة والقضية وطوّروا في الوقت نفسه في شكل القصيدة وقدّموا صوراً شعرية عالية المستوى".

ولفت إلى أهمية الدور الجمالي والوظيفي للقصيدة الشعرية المقاومة التي تعتبر "وسيلة تواصلية تستخدم في تنشئة الأجيال".

أما الباحث الجزائري عبد الحميد هيمة، فأشار إلى أن الشاعر الجزائري "لم يكن بمعزل عن القضية الفلسطينية، ويتقدّمهم في ذلك الراحل مفدي زكريا في الإلياذة"، مضيفاً أن فلسطين "ظلت حاضرة في وجدان الجزائر حتى في فترة الثورة التحريرية".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.