صهاينة فرنسا غاضبون بعد فوز إرنو: معادية لـ"إسرائيل" وداعمة للفلسطينيين

حملة صهيونية في فرنسا، بعد الإعلان عن فوز الكاتبة آني إرنو الفائزة بجائزة "نوبل للأدب"، بسبب مواقفها المعروفة ضد "إسرائيل"، وفي طليعتها إدانة عدوانها العسكري المتكرر على الشعب الفلسطيني.

  • الكاتبة الفرنسية آني إرنو الفائزة بجائزة
    الكاتبة الفرنسية آني إرنو الفائزة بجائزة "نوبل للأدب" هذا العام

فقدت شخصيات ولوبيات صهيونية فرنسية صوابها، بعد منح الكاتبة الفرنسية آني إرنو جائزة "نوبل للأدب". ولم تتوقّف حملة الكراهية والحقد على الكاتبة الفرنسية منذ إعلان اسمها من قبل الأكاديمية السويدية، ويرجع السبب في ذلك إلى تأييد إرنو للقضية الفلسطينية، ومساندتها لحركة مقاطعة "إسرائيل"، بالإضافة إلى دفاعها الثابت عن كلِّ من يعبّر عن رأيه بصراحةٍ وجرأةٍ في الاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

الكاتبة والإعلامية اللبنانية الفرنسية هدى إبراهيم، والتي تتابع الشأن الثقافي في فرنسا، كتبت على صفحتها في "فيسبوك" أنَّ حملةً منظَّمةً تستهدف آني إرنو وقيمتها الأدبية. وأوضحت أنَّ من "يقود هذه الحملة، التي تفوح منها رائحة الحقد والكراهية، كهنة معبد معروفين، يتصدّرهم الصهيوني الحاقد برنار هنري ليفي، الذي لم يسّره أبداً حصول إرنو على نوبل، انطلاقاً من موقفها المساند للقضية الفلسطينية، والداعي إلى مقاطعة إسرائيل".

وأضافت الإعلامية إبراهيم أنَّ "هذه الحملة تنتشر على نطاقٍ واسعٍ، ما دفع الكثيرين للوقوف في صف إرنو، والدفاع عنها وعن مواقفها"، وتابعت: "يذكّرني ذلك براحلٍ كبيرٍ غادرنا قبل مدة وجيزة، هو (جان لوك) غودار، الذي لم يلقَ التكريم الذي يستحقه بعد موته أيضاً، بسبب موقفه من فلسطين، وشنّت الأوساط نفسها هجوماً كاسحاً عليه، واتّهمته بمعاداة السامية".

وأردفت إبراهيم أنّه "في حالة آني إرنو، يزيد في الهجوم كونها يسارية في فرنسا ماكرون، رئيس الأغنياء، وحيث الطبقة الغنية والبورجوازية محافظة إلى أبعد الحدود، وتتّبع مسار من أسمّيهم بـ’المحافظين الفرنسيين الجدد‘، الذين نسفوا تاريخ فرنسا الثقافي كلّه، وأفرغوه راهناً من معناه، أو هم يحاولون ذلك".

ليفي يريد سلمان رشدي

وأطلق الثري الفرنسي، والمدافع الشرس عن الصهيونية، برنارد هنري ليفي، حملةً لمنح جائزة "نوبل للأدب" لـ"صديقه" سلمان رشدي، وذلك في مقالٍ له في صحيفة "جورنال دو ديمانش". كما شكِّك باستحقاق الكاتبة آني إرنو للجائزة. وقال ليفي: "لستُ متأكِّداً من أنَّ الأكاديمية السويدية تقدر أن تملي اختياراتها، خاصّةً عندما يهدد مثل هذا الأمر بإحياء أخطاء الماضي".

لوبيات صهيونية غاضبة

لم تجد المجلة اليهودية الفرنسية حرجاً في نشر عنوانٍ رئيسيٍّ يقول "ومنحت جائزة نوبل في الأدب لآني إرنو، أكثر الكُتّاب معاداةً لإسرائيل". وبعد أن تحدّثت عن أصولها الاجتماعية المتواضعة، حيث كان والداها يملكان محل بقالة في مقهى ويديرانه بنفسيهما، بعد أن كانا عاملين في مصنعين، كتبت المجلة التي تعكس أجواء صهاينة فرنسا: "تمكّننا من اكتشاف الانحراف الأخلاقي والفكري لهذه المرأة الأدبية الرائعة".

ولم تترك المجلة اليهودية صفةً بشعةً للحطِّ من قدر الكاتبة الفرنسية إلا واستعملتها، في تهوّرٍ بعيدٍ عن أصول الإعلام والتعبير الحر، حيث قالت إنَّ "إرنو نسوية جديدة، عنصرية، أصيلة، شيوعية، معادية للسامية، ضد كولونيالية، بيئية جديدة، مؤيدة للفلسطينيين، عدو لإسرائيل، ومقاتلة منذ 10 سنوات مع ’حزب فرنسا غير الخاضعة‘ اليساري، وهي أيضاً من المعجبين بزعيم هذا الحزب، الإسلامي اليساري جان لوك ميلانشون، الذي يحبّ أيضاً التسكّع مع المعادين للسامية، من حزبه أو من أيِّ اتجاهٍ آخر".

وعبّرت المجلة اليهودية عن حنقها لدعم الكاتبة إرنو إحدى المناضلات ضد "إسرائيل"، وهي حورية بوتلجة، التي قالت إنّه "لا يمكن أن يكون المرء إسرائيلياً ببراءةٍ".

موقع "أخبار إسرائيل 24" لم يجد في فوز إرنو غير أنّه يكرّم "معاديةً لإسرائيل، وأيضاً معادية للسامية بشكل علني، ويكرّم من أعلنت تأييدها العلني لمقاطعة إسرائيل، كما دعت إلى مقاطعة ’يوروفيجن‘ عندما تمَّ تنظيمه في إسرائيل".