"طبيعة ساكنة" في اللوفر

المعرض يضم نحو 30 تحفة فنية من مجموعات "اللوفر"، إلى جانب قطع مُعارة استثنائياً من مجموعات خاصة وعدد من المتاحف.

افتتح في متحف "اللوفر" في باريس معرض فني يمثل نقلة نوعية في تقديم "الطبيعة الساكنة"، من خلال حوار بين تقنيات العصر كالذكاء الاصطناعي، وتاريخ هذا النوع التشكيلي الذي يتناول الأشياء والعناصر المحيطة بالإنسان، وصولاً إلى عصور ما قبل التاريخ.

ويضم المعرض نحو 30 تحفة فنية من مجموعات "اللوفر"، إلى جانب قطع مُعارة استثنائياً من مجموعات خاصة وعدد من المتاحف، من بينها "أورسيه" الباريسي و"تايت" اللندني ومتحف الفن الحديث في نيويورك و"برادو" في مدريد.

وتجمع القاعة الأولى أعمالاً للمصريين القدامى وأخرى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ جنباً إلى جنب مع لوحة "مادلين آ لا فييوز" لجورج دو لا تور من أربعينيات القرن الــ 17، إضافة إلى بطلة المشهد الأخير من فيلم "ستوكر" للمخرج أندري تاركوفسكي (1979) التي تحرك ذهنياً الأشياء الموضوعة على الطاولة.

مفوضة المعرض لورانس برتران دورلياك، وهي مؤرخة فنية، قالت في تصريحات صحفية:"حاولت تجاوز الحدود الزمنية والجغرافية، وسألت نفسي متى ظهر رسم الأشياء. إنه معرض حساس قبل أن يكون تاريخياً. يتحاور الفنانون بعضهم مع بعض عبر الزمان والمكان بلا حدود".

ويسلط المعرض الضوء أيضاً على معاناة الحيوانات، من خلال أعمال زورباران أو غويا أو كوربيه، "اللذين يظهران أصلاً تعاطفاً كبيراً مع مصير الحيوانات التي يريان فيها إنسانية"، وفق دورلياك.

وتمثّل لوحة للروماني دانيال سبوري بالأبعاد الثلاثة بقايا وجبة طعام، وتتناسب مع مشهد سينمائي من عام 1920 يبدو فيه الممثل باستر كيتون وهو يغسل الأطباق برش الماء على الحائط.

وتتنوع الأعمال، فتمثل مثلاً سوق السمك وبسطة الجزّار ورسوم الفنانين الهولنديين لقطع النقود إلى جانب أخرى من القرن الـ 19 أو أعمال معاصرة، ومنها رسوم الفاكهة لماتيس ويان دافيدز دي هيم.

ومن الصدَف إلى المواد الغذائية والزجاج والمعدن والخشب وغيرها، برز هذا النوع خلال القرن الــ 18 مع جان سيميون شاردان أو بطيخات لويس إيديجيو ميلينديز الموجود على ملصق المعرض.

وتتعايش هذه الأعمال مع حشرات هجينة خيالية ومجموعة أعشاب تفاعلية لميغيل شوفالييه، أنتجها هذه السنة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ويعالج الكاميروني بارتيليمي توغو موضوع اللاجئين من خلال كومة ضخمة من الحزم المغطاة بالقماش، والمكشوفة تحت هرم متحف "اللوفر".