• 

حالة أقرب إلى الجنون، لكنها عرفت ضبطاً مثالياً في تنظيم دخول وتوزّع الجمهور في مساحة رحبة من الواجهة البحرية لكن في مكان أقرب إلى: زيتونة باي، جرى إعداده وفق خطة مُحكمة راعت كل شيء، فيما تواجدت في مكان ملاصق لمكان الحفل أكشاك بأحجام مختلفة تمثل أشهر المطاعم والمرابع والمكسرات والعلامات التجارية المتعددة الإهتمامات، والتي شهدت طوال ساعات سبقت الإفتتاح إقبالاً مكثفاً عزز المشروع الذي كان واضحاً أن ما صُرف عليه كان باهظاً وبدا ذلك جلياً في كل التفاصيل التي لاحظها وباركها الرواد بحرارة.

نعم اللون الأبيض كان سيد المشهد، وقد إلتزمته جحافل الصبايا اللواتي  في أضعف تقدير تمثلن في 85 بالمئة من الحضور الذي قُدر بـ 15 ألفاً، بينما قلّة من الشباب القلّة أيضاً من بين الحضور إلتزمت باللون الأبيض. ووزع مندوبون عن المهرجان ساعات مضيئة بعدة ألوان: الأبيض، الأحمر، الأزرق، والأخضر مما أسبغ على المشهد العام ألفة خاصة كانت ترصدها على مدار وقت الحفل مسيّرة ترون كانت تحلق على إرتفاع شاهق وتدنو من وقت لآخر إلى موقع مشرف على كامل موقع الحفل لرصد كامل التفاصيل الميدانية.

• 

أكثر من ساعة سبقت صعود نجم الحفل إلى المسرح ملأها دي جي بتشكيلة منوعات موسيقية عربية وعالمية مع أغنيات شائعة لمشاهير، وحيز رحب لأغنيات وطنية تتحدث عن لبنان الوطن والجمال والصبر على المحن بينها أغنيات للسيدة فيروز وأخرى لـ ماجدة الرومي، عاصي الحلاني، نانسي عجرم، وشاب خالد. كما صعدت المغنية باسكال صقر وغنت مقاطع من: إشتقنالك يا بيروت، وعدوني ونطروني،ورقصني دخلك يا حبيبي.

عند العاشرة والربع جاء دور عمرو دياب الذي أحسن المنظمون في ترتيب ظهوره مصحوباً بإستعراض مفرقات، وموسيقى صاخبة، مع عد عكسي من عشرة حتى الصفر، ثم ظهر بملابس بيضاء كالتي طلبها من جمهوره وباشر أوسع ريبيرتوار لعشرات أغنياته المعروفة التي أدى مقاطع من عدد لا بأس منها بحيث يتسع المجال لغناء أكبر عدد منها والتي تبين أن الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، في وقت رقص وقفز وزرع مقدمة المسرح طولاً وعرضاً في حركات لم تهدأ على مدار ظهوره وهو بادر الحضوربأنهم أهم وأروع جمهور عرفه في حياته، وكانت مناسبة لشركة أنغامي أن سلمته على المسرح درعاً يمثل إعتباره المطرب الأكثر إستماعاً وقد بلغ عدد متابعيه ملياراً و500 مليون شخص.

• 

بدأ عمرو حفله بأغنية: أنا مهما كبرت زغير، لتتدفق باقي الأغنيات ومنها: أعمل إيه، بحبو، يا أجمل عيون، كان وشك حلو علي، وياك، تملّي معاك، يتعلمو، قمرين، حبيبي يا نور العين، حبيبي ولا على بالو، تعالى، ما بلاش نتكلم في الماضي، ما تخافيش أنا مش ناسيكي، شوقنا، من كام سنة وأنا ميال.

حفل نشهد له بأنه كان مذهلاً بالأضواء، والبرمجة، وتميز الجمهور بالإندفاع الكامل والتجاوب المطلق مع الخشبة، وهي صورة مبهجة لمدينة لطالما عرفت الضوء والفرح والسهرات المتميزة، ومثل حفل عمرو دياب أعادها لساعات إلى ماضيها الذهبي السعيد.