"عيد ميلاد ليلى": الاحتلال يعيق وصول الفلسطينيين إلى ديارهم

المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي يُعتبر أول من صوّر فيلماً – حتى إشعار آخر - بالكامل في فلسطين، وتركزت كل أشرطته على مواطني الداخل بينها: عيد ميلاد ليلى – 2008 – الذي رصد العوائق التي تواجه المواطنين من الممارسات الإسرائيلية اليومية.

  • عيد ميلاد ليلى: ملصق الفيلم
    عيد ميلاد ليلى: ملصق الفيلم

عرف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي كيف يكون ميدانياً في مواضيع أفلامه التي غطّى فيها جوانب القضايا وتفاصيل الحياة الصعبة والمستحيلة أحياناً للفلسطينيين في يومياتهم التي يتحكم بها جنود الاحتلال الإسرائيلي ويمارسون على جواجزهم ومن خلال دورياتهم كل أنواع الإذلال وعرقلة كل ما يقدرون عليه من شؤون الناس.

  • ليلى - نور - ووالدها - محمد بكري - في سيارته التاكسي
    ليلى - نور - ووالدها - محمد بكري - في سيارته التاكسي

وقد التقط مشهراوي قبل 16 عاماً صورة اجتماعية إنسانية في شريطه الجميل والمؤثر: عيد ميلاد ليلى. وليلى هي الطفلة البريئة - تلعب دورها: نور زوبي - لأبوين حنونين: محمد بكري، وعرين عمري - زوجة المخرج - وأبو ليلى قاض سابق وسائق تاكسي حالياً، وقد أراد مع زوجته بث الفرحة في روح ليلى من خلال احتفال بسيط بعيد ميلادها، وتم تجهيز المطلوب على أن يكون الأب على الموعد في المنزل.

هنا تبدأ عقدة الفيلم، ما بين السائق ومنزله مسافة قصيرة لكن الحواجز الإسرائيلية العديدة والأسلوب اللامبالي للجنود بطول انتظار الناس على الحواجز جعل المهمة معقدة ومهددة بعدم وصول الأب في الموعد المحدد للإحتفال. لكنه رغم الإجراءات الكثيرة من الإسرائيليين للعرقلة وصل في الموعد المتفق عليه، واحتفل مع زوجته بعيد ميلاد ابنتهما ليلى رغماً عن كل افتراءات الحواجز، والعوائق المصطنعة بغية تيئيس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام.

الصورة هنا متفائلة بالغد، بالمستقبل، بأن الفرح قادم مهما غالت قوات الاحتلال في ممارساتها وصلفها وعدوانيتها، وهي تحديداً النموذج المؤثر في الرأي العام العالمي بدليل استقبال الفيلم بحفاوة في أكثر من مهرجان سينمائي دولي، فرغم بساطة الفكرة إلا أن مؤداها عميق شاسع ومؤثر. 

الشريط ساعة و11 دقيقة، شارك في لعب أدواره أيضاً: حسام أبو عيشة، خالد الماسو، نجاح أبو لحيجة، محمود عواد، روان عودة، فلانتينا أبو أكسا، أحمد أبو سلوم، صالح بكري، يحيى بركات، بدران بدران، محمود الشيخ، وفادي الغول.