"فرصة لغرامٍ أخير" لحسن داوود: حيرة ناس الوباء

الكاتب اللبناني حسن داوود يتناول وباء "كوفيد-19" في روايته الجديدة "فرصة لغرامٍ أخير"، وتأثيراته على الناس في فترة الحجر، وعلى العلاقات الناشئة فيما بينهم.

  • تصدر الرواية قريباً عن دار
    تصدر الرواية قريباً عن دار "هاشيت أنطوان/نوفل"

تصدر قريباً عن دار "هاشيت أنطوان/نوفل" في بيروت، رواية "فرصة لغرامٍ أخير"، للكاتب اللبناني حسن داوود، الذي يتناول فيها وباء "كوفيد-19".

تبدأ العلاقات وتنتهي في هذه الرواية مثل الوباء نفسه. من على شرفته البيروتية، يلمح عزّت ضوءاً وحيداً على شُرفةٍ وحيدة، في المبنى المقابل. مِن تلك اللحظة، لحظة الحَجْر، تبدأ العلاقة العابرة للمسافة الخالية بين المبنيين، في الهواء وبالإشارات.

تتوالى الأحداث بعد خروج صاحبة الظِل إلى الشُرفة، لتواجه المتلصص، فتشاركه الوقت والحيرة، والرغبة أيضاً. في موازاة ذلك، تستجدُّ صداقةٌ بين عزّت وتامر، أحد معارفه القدامى، وهي صداقة حذرة تقوم على تبادل يوميات اللقاءات العابرة، التي ما تلبث أن تتطوّر إلى صيغٍ أكثر خطورة. ولا تنتهي القصة بالتعادل، بل بوجود خاسرين.

نقرأ في النبذة التي وضعتها دار النشر على الغلاف الخلفي، مقطعاً من رواية داوود ذي الأسلوب المميز:

"أرادت أن تبلّغ شيئاً بوقوفها على شرفتها، مع أنّها لم تنظر ناحية بنايتنا، إذ لم تشأ أن تضيف شيئاً على ما قد يعنيه ظهورها بتلك الثياب. لم أعرف إن كانت لمحتني وأنا أخطو خارجاً إلى الشّرفة. ولا إن كانت رأتني فيما هي تنتظر، هناك في الأسفل، ارتفاع العارض الحديدي للمرأب كي يتيح خروجها بسيارتها. رغم ذلك رحت أفكّر أنّ ظهورها على الشّرفة كان لي، لتخبرني أنا. وهي ظلّت مبعدةً نظرها عن بنايتنا لكي يظنّ عزّت، إن رآها هو أيضاً، أنّها خرجت هكذا، ليس من أجل أن يراها أحد. لكنّني في الوقت الّذي تلا راحت تخطر لي تفسيرات أخرى لظهورها ذاك. فكّرت مرّاتٍ أن أتّصل بعزّت، لعلّي أفهم شيئاً، لكنّي لم أفعل. ثم خلصتُ إلى أنّ تشوّشي حيال ظهورها يعود إلى اضطرابها، ربّما بين علاقة توشك أن تنتهي وعلاقة على وشك أن تبدأ".

صدرت للكاتب حسن داوود 3 مجموعات قصصية والعديد من الروايات، كان آخرها "نساء وفواكه وآراء"، التي صدرت عن الدار نفسها قبل عامين. وقد ترجمت رواياته إلى لغات عدّة، منها الإنكليزية والفرنسية والإيطالية.