كأنك سهمٌ تفلّت من كربلاء

سيدي سيّد المستحيل، إنّ خلف الخيول خيولاً، وخلف النخيل نخيل.

(إلى سيّد شهداء الأمة، السيّد حسن نصر الله)

أسودُ وجهُ أيلول

بيضاءُ طلةُ تشرين 

بيضاء كالصّاعقة

دامعٌ قلبُ أحلامنا

الثواني.. الدقائقُ

ساعاتنا دامعاتٌ

وأيامُنا الحارقة

لا أقولُ دموع الجنوبِ الأحبّ إليكَ

ولكن أقول دموع البلاد التي عاهدتك على النّصر

عشرين عاماً

ولمّا تزل واثقة

نحن يا سيّد الشهداء بكينا

-  وإن القلوب لتحزنُ –

لكنّنا أبداً واقفون على تلّةِ الريحِ

نهتفُ باسمكَ.. نضرب باسمكَ

باسمك نمضي إلى ما يسمّى الحدودْ

وكما عوّدَتْنا خطاكَ

بنصرٍ وتحت جناحك منتصرين نعودْ

الترابُ الطهورُ الذي من خطاكَ

توضّأ حتى يصلّي صلاة الشهيدْ

التّلال التي باركتها يداكَ

الرّجالُ أساطير هذا الزّمان

الرّجالُ الكمائنُ

باسمك يا سيّدي يهتفونَ

ولبيك لبيك حتى صراخ الجنودْ

ممطرون من الدّمعِ

لكنّهمْ كالهواء يجوبون في كلِّ أرضٍ

ومما تركتَ لهمْ من ندى في الكرامةِ

يستلهمون الصّمودْ

أسودُ وجه أيلول

والشّمس أوسع مما تظنُّ العصافيرُ في الغرف المغلقة

قلقونَ وأحوالهم مقلِقةْ

صاغرون يمدّون أعناقهمْ للأساطير والمطرقة

لا نراهمْ

سوى ما يرى فارسٌ نملةً

أتعبتها الرياحُ فمالت على جنبها مرهقة

سيّدي

أيها الحيُّ مثل الحسين ومثل عليّ

كل شيءٍ جليّ

فترى القدس مشرقةً والبراقَ

وأنت على طهرها كالنبيّ

وفلسطين زغرودة الشهداءْ

أسْلَمَتكَ مفاتيحَها

وتحييك حتّى السّماءْ

كلُّ روحٍ بغزّةَ عالقةٌ

سوف تمضي مَعَكْ

كلُّ نفسٍ تقاتلُ

من جرحنا في الشمالِ

إلى جرحنا في الجنوبِ

تتوقُ لأنْ تتبَعَكْ

كلُّ عينٍ كعينيَ عاجزةٌ في البلاد البعيدةِ

ترقبُ عين الفضاءِ وتلهجُ لكْ

كلّ أغنيةٍ عن رحيل الطّغاةِ

وكلّ نشيدٍ لضاحية الكبرياء

يؤمّلنا مثلما أمّلكْ

لستُ أرثيكَ

إنَّ يداً زرعتكَ إلهيةٌ

هي أولى بأن تكتبكْ

فأنا من ترابٍ

وأنت مَلَكْ

أسودُ وجه أيلول

بيضاءُ طلةُ تشرينَ

بيضاءُ كالفاتحة

يا حسينَ الجنوب

- كأنّك سهمٌ تفلّت من كربلاءَ –

طغى المالحون

وما كانت الأرضُ مثل زعاماتها مالحة

فلا النّيلُ نيلٌ

ولا أدرك النفطُ بعد العمى صالحة

مالحونَ

كطعم الحصار علينا

غريبون من لغةٍ كالحة

الحفاة أناشيدهمْ

العراة قصائدهمْ

الذّباب على شكلهِ الآدميّ

العقاربُ واللّسعة الفاضحة

يرقصون لقاتلهم بالسّيوفِ

وتلك فلسطين في دمها سابحة

نابحونَ

- وليتهمُ كالكلاب –

وأفعالهمْ نابحة

أسود وجه أيلول

بيضاء طلّة تشرين 

بيضاءُ كالغيم والماء واللاهبات المغيراتِ

من كلِّ فجٍّ حبيبْ

كمْ صرخنا ولا من مُجيبْ

كم بكينا إلى أن محانا النّحيبْ

نحن يا سيّدي مرجل الكون

من كربلاءَ

إلى كربلاءَ

نمدُّ يدَ الغيبِ حتى تفوح الطّيوبْ

للحسين على كلِّ أرضٍ نمدُّ يداً

للفُراتين حتّى جنوب الجنوبْ

سيدي سيّد المستحيلْ

إنَّ خلف الخيول خيولاً

وخلف النخيل نخيلْ

وحسبكَ أنّكَ تصعد هذا الصّهيلْ

فالسّلام على الشّهداء

أبا الشّهداءِ

القويّ الأمينَ العفيفَ الأصيلْ

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك