متخلياً عن مراسمه الاحتفالية.. مهرجان عمان السينمائي: هنا غزة

"مهرجان عمّان السينمائي الدولي" يلغي مراسم السجادة الحمراء تضامناً مع غزة، ويختار 53 فيلماً تمثل 28 دولة للتنافس على جوائز المهرجان.

وسط غياب للمظاهر الاحتفالية وإلغاء مراسم السجادة الحمراء، تعبيراً عن التضامن مع غزة، انطلقت أمس في العاصمة الأردنية فعاليات الدورة الـخامسة من "مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم".

وشهد حفل افتتاح المهرجان، الذي يستمر حتى الـ11 من تموز/يوليو الجاري، بمشاركة أكثر من 50 فيلماً من 28 دولة، تركيزاً على واقع القضية الفلسطينية وما يجري في غزة عبر فيلمين هما: "لا"، من فئة الأفلام القصيرة التي تحمل اسم "من المسافة صفر"، للمخرج الفلسطيني الغزي رشيد مشهراوي، و"باي باي طبريا"، للمخرجة الفلسطينية لينا سويلم.

وقال مشهراوي، في حديث إلى "الميادين الثقافية"، إن "الحضور الفلسطيني في مثل هذه المهرجانات يحمل أهمية كبيرة، وخصوصاً أن الثقافة والفنون المتعددة كانت ولا تزال وسيلة مؤثرة ومساندة للحراك الفلسطيني المقاوم، منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف أن أهمية فيلم "من المسافة صفر"، الذي يضم 22 فيلماً قصيراً، تأتي من كونها أُنتجت في ظروف معقدة من داخل القطاع، وتحديداً خلال "العدوان الصهيوني الهمجي" المتواصل على غزة، مشيراً إلى أن تلك الأفلام تنقل حجم معاناة الغزي اليومية في تأمين المأوى والمأكل والمشرب.

وكذلك، نقل الوثائقي الفلسطيني الطويل، "باي باي طبريا"، جمهور المهرجان إلى عام 1948، ليشاهد عن قرب الخيارات الحياتية الصعبة للنساء الفلسطينيات "خلال النكبة وما رافقها من تهجير ونفي، وإقامة إسرائيل"، وفق حديث المخرجة لينا سويلم.

وقالت سويلم لـ"الميادين الثقافية" إن الفيلم لم يكن مجرد نص مكتوب تم تمثيله، بل هو مقتبس من قصة حقيقية تعود إلى والدتها وجدتها، وسائر أفراد عائلتها الذين انقسموا إلى منفيين ومشردين ومنفصلين، بعضهم عن بعض، مع إدخال "تسجيلات الفيديو المنزلية والحنين واللقطات الأرشيفية الغنية للحياة الفلسطينية على مر العقود".

وأشارت سويلم إلى أن القضية الفلسطينية كانت على لسان كل من شارك في حفل افتتاح المهرجان، الذي كان بمنزلة منصة مهمة لتقديم وجهة نظر أصحاب القضية، مع ما يقع عليهم من ظلم "ليس من الاحتلال الصهيوني، بل من دول العالم المشاركة معه، أو الصامتة عن إجرامه".

السردية العربية

وتحمل الدورة الخامسة من "مهرجان عمان السينمائي الدولي - أول فيلم" شعار "إحكيلي"، في إشارة إلى أهمية إعادة صياغة الأحداث التي تجري في العالم العربي، والأزمات الإنسانية والسياسية والاجتماعية، عبر السردية العربية، بعيداً من وجهة النظر الغربية، التي لا تتوافق في كثير من الأحيان مع ما يجري فعلياً في أرض الواقع، كما تصف مديرة المهرجان، ندى دوماني.

وقالت دوماني إن الدورة الجديدة ركزت على السينما العربية، في كل أشكالها، وتم اختيار 53 فيلماً من أصل مئات الأفلام المتقدمة للمشاركة، وتشمل مجموعة متنوعة من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية العربية والدولية، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة العربية. وكانت أغلبية ما تم اختياره بــعناية يهدف إلى نقل موضوعات القضايا والمعاناة الإنسانية في غزة والسودان، والمشكلات الاجتماعية في العالم العربي.

وأوضحت دوماني أن العروض ستشمل 12 فيلماً تُعرض لأول مرة في العالم العربي، وسيُعرض فيلمان لأول مرة عالمياً، وهي العروض الأولى على الإطلاق لهذه الأفلام. بالإضافة إلى ذلك، ستُعرض 5 أفلام لأول مرة دولياً، وهي العروض الأولى لهذه الأفلام خارج بلدها الأصلي.

53 فيلماً تتنافس على جائزة السوسنة السوداء

وتتنافس الأفلام المشاركة، بحسب المخرجة الأردنية ومديرة برمجة الأفلام في "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام"، عريب زعيتر، على "جائزة السوسنة السوداء"، عبر 4 فئات تنافسية، 3 من هذه الفئات تمنحها لجان تحكيم، وهي: أفضل فيلم روائي عربي طويل، وأفضل فيلم وثائقي عربي طويل، وأفضل فيلم قصير عربي، كما سيمنح الجمهور جائزة لأفضل عرض من الأفلام غير العربية.

ويشارك في فئة قائمة الأفلام العربية الروائية الطويلة: "إن شاء الله ولد" من إخراج أمجد الرشيد – الأردن، "وحشتيني" من إخراج تامر روجلي – مصر، و "وراء الجبل" من إخراج محمد بن عطية – تونس، و"المرهقون" من إخراج عمرو جمال – اليمن، و"عصابات" من إخراج كمال الأزرق – المغرب، و"كواليس" من إخراج عفاف بن محمود، وخليل بن كيران - المغرب/تونس، و"أنيماليا" من إخراج صوفيا علوي – المغرب.

أما فئة الأفلام العربية الوثائقية الطويلة فتشمل: "حلوة يا أرضي" من إخراج سارين هايربديان – الأردن، و"هوليوود جيت" من إخراج إبراهيم نشأت – مصر، و"إخفاء صدام حسين" من إخراج هلكوت مصطفى – العراق، و"لا أرض أخرى" من إخراج باسل عدرا، وحمدان بلال – فلسطين، و"واصلة" من إخراج رين رزوق – لبنان، و"ق" من إخراج جود شهاب – لبنان، و"مكاين الروح" من إخراج حميدة عيسى – قطر.

ويشارك في فئة الأفلام العربية القصيرة: "رولينج" من إخراج عمر الطاهر – الأردن، و "حلاوة مرة" من إخراج زاهر سمير قصيباتي – سوريا، و"سموكي أيز" من إخراج علي علي – مصر، و"عصفور كشاف" من إخراج دوان القاوقجي – لبنان، و"سكون" من إخراج دينا ناصر – الأردن"، و"في قاعة الانتظار" معتصم طه – فلسطين، و"حمل، خروف وغربان" من إخراج أيمن حمو – المغرب، و"سوكرانيا 59" من إخراج عبد الله الخطيب – فلسطين، و"الحرش" من إخراج فراس الطيبة – الأردن، و"ملح البحر" من إخراج ليلى بسمة – لبنان، و"ذكرنا وأنثانا" من إخراج أحمد اليسير – الأردن، و"ليني أفريكو" من إخراج مروان لبيب – تونس، و"أن أندُرَ" من إخراج إليو طربيه – لبنان، و"الترعة" من إخراج جاد شاهين – مصر، و"طلب زواج" ناديا الخاطر – قطر، و"الرحلة" هانية باخشوين – السعودية.

وذكرت زعيتر أن إدارة المهرجان شكلت 4 لجان تحكيم متخصصة بمجالات الأفلام المتنافسة، وتم اختيار أعضائها من أصحاب الخبرات والمساهمات المهمة في تطوير السينما وصناعة الأفلام، بهدف تحقيق أعلى المعايير الفنية والتقنية لاختيار الأفلام الفائزة.

وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية العربية الطويلة كلاً من المخرج المغربي حكيم بلعباس، الممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين، المخرجة البوسنية عايدة بيغيتش، والممثل والناشط الاجتماعي الجنوب أفريقي، بريسلي تشوينيج.

وتضم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية العربية الطويلة المنتج الأردني ليث المجالي، صانعة الأفلام اليمنية خديجة السلامي، والمنتج الجنوب أفريقي ستيفين ماركوفيتز.

وفيما يخص الفيلم العربي القصير ضمت لجنة التحكيم كلاً من المخرج والكاتب الصومالي خضر أيدروس أحمد، المخرج الأردني مراد أبو عيشة، والمخرجة الأردنية سوزان يوسف.

كما ضمت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين كلاً من الناقد السعودي أحمد العياد، الناقدة البولندية علا سلوى، المهندس المعماري الهولندي المتخصص بالنقد السينمائي رونالد بي.

وستُعرض الأفلام في عدد من المراكز في عمّان، تشمل المسرح المكشوف في "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام"، ومسرح "الرينبو"، ومسرح "تاج مول"، فضلاً عن تنظيم عروض إضافية في مختلف المحافظات، من أجل الوصول إلى جمهور أوسع، وفق تصريح عريب زعيتر.

 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.