مطر لا يعرف الضّوء

..وأخلع نفسي كي لا تحيا مدُن الجوع على جسدي.

  • يمتدُّ مطرُ هذا العمر.. يحاصرُ فكري النّيء حتّى يروب
    يمتدُّ مطرُ هذا العمر.. يحاصرُ فكري النّيء حتّى يروب

مطرُ هذا العمرِ مشبوهٌ كاليأسْ 

كالجرحِ العاري يُماشيني..

يمْثُلُ فوقَ منديلي المُحلّى بالرّقصِ بالجنونْ..

مشحوناً بي كالنّزفِ العتيقْ

يملأني بالمنفى وارتباكِ النّاحلينَ بعدَ منتصفِ السّكوتْ..

يسقُطُ فوقَ خاصرتي فتغرق في ساقيةِ الطّينْ..

يعلو.. ينتشرُ الوهمُ 

وأنا لا أملكُ رأساً، أو وجهاً يدْفقُ منّي

أو أسدلُه 

حينَ تفاجئني المرآةُ تفتح عيني منْ ناحيةِ العشبِ المنسربِ 

من حقلٍ ينكَفئُ فيه الضّوء، 

أو تضرمُ بيَ الضّحكَ كي أغدو في هذي الوحدة

أعمقُ منْ عينيّ..

***

يمتدُّ مطرُ هذا العمر..

يحاصرُ فكري النّيء حتّى يروب..

فأُعاجلُه، وأخلعُ نفسِي

كي لا تحيا مدُنُ الجوعِ على جسدي

وتنفجرَ الفوضى بي..

وأشربَ الصّراخَ والدُّخانْ..

فأعاجِلُهُ، وأقفلُ على كفّي لئلَّا تنبُتَ الأسرارْ..

وأمضي. لا أنا كُنْتُ، ولكنَّ النّهار..