معرض موسم الأعياد: شجرة وعطاء

"غاليري جانين ربيز" يقيم معرضاً لمجموعة من الفنانين عماده "الشجرة"، حيث يوحِّد عنصر الشجرة بين الأعمال المختلفة المشارب والانتماءات لــ 8 فنانين وفنانات.

في موسم الأعياد، والشجرة طاغية بأشكالها ومعانيها، أقام "غاليري جانين ربيز" معرضاً لمجموعة من الفنانين عماده "الشجرة"، فكان العنوان "إشترِ لي شجرة للعيد"، يوحِّد عنصر الشجرة بين الأعمال المختلفة المشارب والانتماءات لــ 8 فنانين وفنانات، منهم المخضرم، ومنهم الناشىء.

غالبية القطع الفنية المعروضة نسخ أصلية، وبعضها مطبوع بنسخ محدودة، للفنانين حسين ماضي، ونبيل نحاس، وهانيبال سروجي، ومحمد الروّاس، ونزار ضاهر، ووسيم السعدي، وفتاة بحمد، ولوليا.

تشارك في إقامة المعرض مجموعة "The Young Collector Sale"، المنصّة التي أنشئت لتشجيع هواة جمع اللوحات الناشئين على شراء وجمع أعمال أصلية، أو منسوخة، بأسعار مشجّعة عبر المزادات العلنية، والمعارض، والعروض الالكترونية. 

"العطاء هو أفضل ما نلج به موسم الأعياد المقترب منّا"، بحسب نشرة المعرض، وشراء شجرة، هو هدية وعيدية تصيب معنى المناسبة في الصميم.

تنتشر في الصالة مجموعات من اللوحات لكل من الفنانين، إلّا أن الفنان سرّوجي يشارك بأعداد أكبر من غيره، وتتصدّر إحدى لوحاته العرض بدءاً من يمين الداخل إلى الصالة، وهي من الحجم الكبير، يطغى عليها طابعه الشفّاف، وألوانه الأنيقة، الفاتحة، الفرحة، ولمساته الفنية التي تقطع انسياب الألوان الطاغية، وتظهر الشجرة فيه بخجل، جموماً، وأغصاناً متناثرة.

  •  زاوية محمد الرواس
     زاوية محمد الرواس

وسرّوجي (1957) فنان بيروتي، عمل متنقلاً بين بيروت وباريس، ونال الماستر في الفنون من جامعة كونكورديا الكندية 1987، ونظراً لخبرته عيّن استاذا مشاركاً في الجامعة الأميركية في بيروت، ورئيساً لدائرة الفنون والتصميم فيها، وذلك بعد أن مارس التدريس في جامعات أميركا وكندا وفرنسا ولبنان. شارك في العديد من المعارض الدولية، ونال تنويهات متعددة، وله معارض خاصة، وتُعرض أعماله بصورة دائمة في عدد من غاليريهات العالم.

بعده، تُعرض لوحة انطباعية لــلوليا، مشهد طبيعي يمثل الشجرة، عنوان المعرض بوضوح.

لوليا مواليد السعودية عام 1984، تقيم في بيروت مستلهمة أعمالها من الاجواء البيروتية لصالح سلسلتها المخصّصة للجامعة الأميركية في بيروت. تمحورت اعمالها السابقة على الزهور المتكسرة، والمفككة، في وضعيات متنوعة، معتمدة تقنية الزيت على الكانفا.

أما أبرز أعمال وسيم السعدي فلوحة "لا شيء يكسرنا"، حروفية حديثة، أكريليك على كانفا، بألوان خضراء زاهية تقارب ألوانها عنوان المعرض حول الأشجار.

والسعدي فنان فلسطيني سوري نال شهادة الهندسة ودبلوم الدراسات العليا من جامعة دمشق 2004، وعمل في قطاع الاعمال والنفط، وفي سنة 2014 تحول للعمل الانساني لمساعدة اللاجئين في المخيمات، متنقلاً بين العراق ولبنان وأوكرانيا، ومنذ العام 2021، ركز أبحاثه على علاقة لغة الفكر بالعمل الفني.

إلى زاوية الصالة حيث تحتشد 3 لوحات للفنان محمد الرواس (1951) من الحجم المتوسط، تتراوح بين التعبيري، والخطوطي بالأسود والأبيض، والانطباعي التي تسودها رمزية عابرة لأعماله، وتتضمن اللوحات حضوراً بارزاً للشجرة.

تخرج الرواس من معهد الفنون في الجامعة اللبنانية سنة 1975، فغادر لبنان بسبب اندلاع الحرب الأهلية، ومارس الفن والتدريس في الرباط بالمغرب، وعاد 1979، ليقيم معرضه الأول في بيروت. ونظراً لتفوقه في دراسته الجامعية، نال منحة الدراسات العليا، وشهادة الماستر من جامعة "سلايد" اللندنية. وعاد للتدريس في الجامعتين اللبنانية والاميركية لمدة 27 سنة. له 12 معرضاً إفرادياً، و 40 مشاركة في معارض ومسابقات عالمية، وله سجل حافل بالجوائز والتتنويهات، وتعرض أعماله في متاحف وتجمعات فنية مختلفة في لبنان وأنحاء العالم.

على الجانب المواجه من الصالة، توزعت لوحات الأشجار تزين الجدار مواكبة موسم شجرة العيد، ومنها مجموعة لفتاة بحمد تمثل اتجاهها في رسم الزهور، والشرفات، بنزعة فرح، وإشراق، وبطابع تعبيري انطباعي. 

بحمد (1973) فنانة لبنانية عاشت طفولتها في بلدتها كفرملكي حيث الطبيعة العذراء التي تركت أثراً على مشاعرها، وطبعت أعمالها بعناصر الطبيعة. الحقت بمعهد الفنون في الجامعة اللبنانية، ثم مارست تدريس الفنون، وعرضت إفرادياً سنة 2004، ثم التحقت بمعهد الدراسات الشرقية في الجامعة اليسوعية لدراسة التربية. سجل لها 6 معارض فردية حتى 2020، ولها العديد من المشاركات في معارض عالمية، ومشاريع فنية مشتركة بين لبنان وفرنسا وألمانيا بين 2002 -2004.

  • من أعمال حسين ماضي
    من أعمال حسين ماضي

عدة رسومات تعبيرية، أقرب إلى التزيين، لشجرات متنوعة، قدّمها الفنان المخضرم حسين ماضي (1938)، بألوان زاهية، وخطوط واضحة، أخرجها بتقنية جريئة تجمع الاحتراف بالطفولة، لكنها تُكَمِّل مناخ الموسم كاشجار مزدانة بألوان براقة.

تخرج ماضي من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وجامعة روما للفنون، بالرسم والنحت والحفر، وبين أعوام 1973-1986، تنقل بين بيروت وروما، وقام بدراسات معمقة في الإرث الثقافي العربي والمصري،  وعاد سنة 1986 إلى بيروت لتدريس اختصاصه في الجامعة اللبنانية.

عرض العديد من المعارض الفنية بين بيروت ومعارض العالم، منذ 1965، وتعرض أعماله في متاحف بريطانيا واليابان، وفينيسيا.

ثلاث لوحات للفنان نزار ضاهر، أشجار لبنانية، صنوبرية، تعبر عن مشاعر الفترة، بطابع تعبيري انطباعي، وألوان قاتمة تعبر عن طبيعة شتوية، لكن لا تبتغي الحزن، والكآبة.

ضاهر فنان انتقائي مبدع، ومدير العلاقات الخارجية ل"لجنة صليبا الدويهي للشؤون الثقافية" في روسيا والشرقين الأدنى والأقصى، ورئيس المؤسسة اللبنانية للفنون. عرض في أكثر من 23 معرض عالمي، ووضعت رسوماته "التلال" و"المغيب"، اللتان طلبتا من روسيا والصين، على طوابع لبنانية.

  • لوحة لوليا
    لوحة لوليا

أما نبيل نحاس (1949) فاختار بعض لوحاته التي تجسّد طبيعة لبنان النباتية، مازجاً فيها انطباعية بسيطة مع تعبيرية رمزية.

نال نحاس الماستر في الفنون من جامعة "يال" الأميركية عام 1973، وأمضى وقته وعمله بين نيويورك وبيروت وآخر معارضه المتحفية الفنية في لبنان كان سنة 2010. ويركز أعماله على مجموعات المتاحف، كما في الدوحة بقطر، وأبو ظبي، ولندن، ونيويورك، وبوسطن وسواها. 

أول معرض عالمي له كان سنة 1997. تضمّنت أعماله عناصر طبيعية وعضوية، كصدف البحر ونجمة البحر. وفي أعماله الأكثر قدماً، حوالي سنة 2007، أدخل تخيلاً شخصياً للأشجار على معارضه مُجَسِّداً الحياة النباتية اللبنانية.