منتدى يحتفي بأصناف الفنون في الجامعة اللبنانية
شهد المنتدى ورشة فنية طيلة أيام عمله حتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث قام طلاب المعهد بتنفيذ العشرات من الأعمال الفنية، كل من اختصاصه، ووضعوا جدارية كبيرة أشرف عليها الفنان اللبناني العالمي، تميم مثلج.
-
أثناء العمل على الجدارية وإنجازها
بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقة الفرع الثالث (طرابلس) في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، نظمت الكلية "المنتدى البصري الثاني للفنون والعمارة" في مركزها في الهيكلية بطرابلس.
تحوّل فرع الكلية إلى معرض شامل في أكثر من ست طبقات منه، توزّع في طبقاته المتحف الدائم للفنانين العشرة، الذي انطلق العام المنصرم في المنتدى الأول، وانضمّ إليه هذا العام، افتتاح المعرض الدائم لأساتذة الجامعة، وهم من الفنانين التشكيليين الروّاد لبنانياً، إلى جناح خاص لقسم الترميم والحفاظ على الأوابد التاريخية، ومعارض ممتدة عمودياً وأفقياً للطلاب من كلّ فروع الكلية الأربعة، ومن كل السنوات.
وشهد المنتدى ورشة فنية طيلة أيام عمله حتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث قام طلاب المعهد بتنفيذ العشرات من الأعمال الفنية، كل من اختصاصه، ووضعوا جدارية كبيرة أشرف عليها الفنان اللبناني العالمي، تميم مثلج.
وتناول مدير الفرع، عصام عبيد، منتدى هذا العام متحدثاً لــ "الميادين الثقافية" عن أهميته، ومما جاء في حديثه، أن المنتدى هو باكورة سلسلة بدأت العام المنصرم في المنتدى الأول، وتزامن هذا العام مع الذكرى الـ 45 لتأسيس الفرع في الشمال.
عبيد ذكر أيضاً أن المنتدى الثاني يشهد عدة مضامين، منها معرض للفنان مصطفى عبيد، أستاذ الفن التشكيلي في الكلية، وافتتاح المعرض الدائم للفنانين التشكيليين الأساتذة في الكلية، بعد أن تمّ تأسيس متحف الفنانين العشرة في المنتدى الأول العام المنصرم، وهم الفنانون الذين أسسوا فرع الكلية.
على صعيد الطلاب، تميّز هذا العام بمشاركة قسم الترميم والحفاظ على الأوابد التاريخية بعد أن عُرضت في قسم الترميم مشاريع متعددة أنجزها طلاب المعهد، ولفتت النظر ببراعة إنجازها، منها على سبيل المثال خان الخياطين، وخان المصريين، وحمام عز الدين، وحمام النوري، وسواها من معالم أثرية تاريخية في المدينة القديمة المملوكية. وقد تولّت بلدية طرابلس عملية ترميم بعضها. واللافت مشروع معد لتأهيل سكة الحديد في الميناء، مع رؤيا ترميمها، ووجهتها. علماً أن مركز الترميم هو من أهم المراكز من نوعه في المنطقة، وهو الاول بين معهدين آخرين في تركيا ومصر.
المشاركات الأخرى كانت مروحة واسعة من أعمال الطلاب في الفروع الأربعة للكلية: الفنون التشكيلية، وهو أول فرع تأسس في الكلية، والعمارة، والهندسة الداخلية، والفنون الإعلانية الذي تأسس سنة 2006، وشارك فيه الطلاب من السنوات كافة، ولفتت مشاركة طلاب السنة الأولى بمشاريع رائدة تقدّموا بها للمعرض. ثم المحترفات أي المقررات العملية مثل الفسيفساء، والطباعة، والحفر والرسم، وهناك العديد من الطلاب اشتغلوا ارتجالياً طوال نهار العرض الأول.
-
الطلاب بعد إنجاز الجدارية
من الفنون التشكيلية، تمّ تسليط الضوء على 2 من خريجي الكلية بلغا العالمية بأعمالهما، الأول تميم مثلج الذي كان طالباً يخضع لغسيل الكلى، ومن معاناته، وضع لوحة التخرّج من المعدات والعناصر التي كانت تتمّ بواسطتها عملية الغسل، فكانت اللوحة رائعة، وحلت الأولى بين المشاريع، ورغم أن المشاريع عادة تبقى في الجامعة، إلا أنه تم استصدار قرار ببيع لوحته لمساعدته في عملية زرع كِلْيَة، ونجح بذلك. واليوم أصبح فناناً عالمياً، بأسلوب خاص، وعرض في العديد من عواصم العالم، وتولى الإشراف على عمل جدارية كبيرة في المنتدى بمشاركة عشرات الطلاب الذين أخذ كل منهم لوحة بقياس مربع 60 سنتمتراً، وظل بناء الجدارية مستمراً طوال فترة المنتدى حتى تم إنجازها.
ومن خلال المنتدى، برزت فنانة متخرجة من الكلية هي ساميا حمصي داغر، منفردة برسم البورتريهات بقلم الحبر، وتقوم حالياً بإعداد لوحة ضخمة للسيدة فيروز مساحتها 108 أمتار مربعة، ويرتقب أن تدخل موسوعة "غينيس" بأكبر بورتريه بالعالم مرسومة بالحبر.
وتمّ عرض أصناف من الفنون بنفحة لبنانية، حيث تولت طالبة محجبة رسم أيقونة، كذلك أصناف من النحت والسيراميك الذي يُخصّص له فرن في الكلية.
وتنوّعت الفنون الإعلانية حيث طُلب من الطلاب التوجّه إلى ناحية مقهى موسى في باب الرمل بطرابلس، وتولى الطلاب رسم مشاهداتهم في الموقع الذي يعج بالمعالم التراثية والأثرية، والمهن والحرف، وسواها. ونظراً للنجاح الباهر، والتنوّع الجميل، تمّ تخصيص جناح خاص لهذه الأعمال لصناعة الحلويات، والحرف، والأماكن الأثرية الكثيرة في المحلة، منها الجامع المعلّق، والحمام الجديد، والخانقاه، وقصر السنجق، وسواها. كما جرى عرض أفلام وفيديوهات، وأصناف أخرى من الفنون.
-
قسم الفسيفساء
وفي قسم العمارة تمّ التركيز على مشاريع تراعي البيئة، والأخلاق العامة. ويوضح عبيد مفهومها قائلاً إن: "الكلية ترسي مفاهيم العمارة الأخلاقية كمفهوم من المفاهيم العلمية، أي العمارة التي تتلاءم مع النسيج الاجتماعي، وتراعي خصوصية المناحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع".
وأضاف: "كذلك المشاريع المستدامة، أي العمارة الخضراء، التي يؤخذ بعين الاعتبار فيها مثلاً كيفية تخفيف استهلاك الكهرباء، أو المياه، وتحافظ على البيئة، ومشاريع تراعي التنظيم المدني، وهندسة الحدائق، والهندسة الداخلية، ومشاريع متنوّعة لها جذورها في المدينة مثل "الفيتراي" المنتشرة في أبنيتها التراثية، وأعمال لها صلة بالمشاريع ذات المنفعة العامة".
ورعى افتتاح المنتدى رئيس الجامعة اللبنانية، بسام بدران، ممثّلاً بعميد كلية الفنون الجميلة والعمارة، هشام زين الدين، الذي تحدّث في حفل الافتتاح قائلاً إنه "بمناسبة الانتخابات البلدية في لبنان، فإننا في كلية الفنون الجميلة والعمارة نرشّح المواهب المتميّزة، ونصوّت للإبداع، وننتخب الفكر، والجمال زعيماً لنا، ونسعى في كل فروعنا لكي يبقى لبنان كما كان دائماً قبلة الفن والإبداع".