مواقع التواصل وفلسطين: صوت الحق يتجاوز الحدود

لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وإبراز الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تمكين الأفراد من نقل الأحداث والأصوات والصور بشكل مباشر.

  • مواقع التواصل والقضية الفلسطينية: صوت الحق يتجاوز الحدود (غيتي)
    مواقع التواصل والقضية الفلسطينية: صوت الحق يتجاوز الحدود (غيتي)

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين الرأي العام، يشكل جانباً هاماً ومثيراً للجدل في العصر الحديث. إذا ما نظرنا إلى العالم اليوم، نرى أن هذه الوسائل لم تعد مجرد وسيلة للتواصل بين الأفراد، بل منصة رئيسية لنقل المعلومات وتبادل الأفكار، مما يؤثر بشكل كبير على تشكيل الرأي العام.

كما أنّ أحد أهم التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل تمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم والمشاركة في الحوارات العامة بشكل لم يكن ممكناً في الماضي. فهي توفر منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الأشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات. هذا يُمكّن الأصوات التي كانت مهمشة سابقاً من الظهور والمساهمة في تشكيل الرأي العام.

لكن يترتب على ذلك بعض التحديات والسلبيات. فالتأثير السلبي الرئيسي لوسائل التواصل الاجتماعي يتمثل في انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات غير الموثقة. إذ بسبب سهولة نشر المحتوى، يمكن للمعلومات الكاذبة أو المضللة الانتشار بسرعة واسعة، مما يؤثر سلباً على تشكيل الرأي العام ويخلق ضبابية في المعلومات التي يتلقاها الناس.

علاوة على ذلك، قد تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من الانقسامات في المجتمعات، حيث يمكن أن تؤدي الفلترة الانتقائية والخوارزميات التي تعتمدها تلك المنصات إلى تكوين فقاعات معرفية، حيث يتفاعل الأفراد فقط مع الأفكار والآراء التي تتماشى مع اعتقاداتهم السابقة. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الانقسامات وصعوبة بناء الحوار والتواصل بين الأشخاص الذين يختلفون في وجهات نظرهم.

ولتحقيق تأثير إيجابي أكبر لوسائل التواصل الاجتماعي في تكوين الرأي العام، يجب على المستخدمين تعزيز الوعي بأهمية التحقق من مصادر المعلومات ومحتوى الأخبار التي يتم تبادلها. كما يتعين على الشركات المسؤولة عن هذه المنصات تطبيق سياسات صارمة لمكافحة الأخبار الزائفة وتعزيز الشفافية في عرض المعلومات.

بعد هذه المقدّمة عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في تكوين الرأي العام، لا بد لنا من الاضاءة على الدور الذي لعبته هذه المواقع في إحياء القضية الفلسطينية وإظهار صوت الحق ليعلو على الباطل، لأنّ الحرب اليوم في عصر التحول الرقمي حربان، حرب على أرض الواقع بالنار والبارود، وحرب وجود على مواقع التواصل الاجتماعي.

لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في إلقاء الضوء على القضية الفلسطينية والأحداث والظروف التي يواجهها الشعب الفلسطيني، حيث أتاحت هذه المنصات للأفراد والجماعات التعبير عن دعمهم للقضية بشكل فوري وعالمي.

لقد قدمت وسائل التواصل منصة للمشاركة المباشرة للأفراد في الأحداث التي تجري غزة، مما سمح للصور والفيديوهات والقصص الشخصية بالانتشار بسرعة كبيرة، حيث أدى ذلك إلى زيادة الوعي العالمي بمعاناة الشعب الفلسطيني. وذلك، لأن تصبح القصص الشخصية والشهادات المباشرة من المتضررين في غزة أو الضفة الغربية أو القدس، وغيرها من الأماكن المتضررة، قابلة للوصول عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤثر بشكل كبير على تشكيل الرأي العام الدولي.

كما مكنت وسائل التواصل من تنظيم الحملات والمظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية على الصعيدين الوطني والعالمي، من خلال استخدم النشطاء لهذه المنصات لجذب الانتباه إلى قضايا محددة، وتحفيز المشاركة والدعم للقضية.

بشكل عام، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وإبراز الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تمكين الأفراد من نقل الأحداث والأصوات والصور بشكل مباشر.

 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.