هدهد في سماء عامل
عبابَ النور قد عبروا، وخاضوا البرَّ والبحرا.
تلقّى المرسَلُ البُشرى
بأنّ هناك أقواماً
بعاملة قضوا دهرا
وقد بهروا الدُّنا سحرا
عبابَ النور قد عبروا
وخاضوا البرَّ والبحرا
فلا عرفت لهم مثلٌ
ولا رومٌ ولا كسرى
فأَرسلَ هدهداً يسعى
ويرقبُ فوق عاملةٍ
دياراً قد غدت حُرّه..
فعاد الطّيرُ ممتشقاً
لبابَ الحُبّ والبشرى
لسليمانَ مُفتَرّا ...
يقولُ رأيتُ سيّدَهم
كروح المزن عِمّته
تهادى غيثُها نصرا
قلوبُ العشق قد عرَجت
فسبحان الذي أسرى
عروسُ النّصر بلقيسٌ
دمٌ يُهدى لها مَهرا
تعانق أرضها الخضرا
بعشقٍ شمسَها الصَّفرا
ومن مجدٍ لهم عَرشٌ
يفلُّ أساسُه الصخرا
لهم في العزّ أرواحٌ
لغير الله لا تُشرى..
يقولُ رأيتُ قبضاتٍ
وظاهرُها اكتسى حِبرا
ورافعها امتلى فخرا
وباطنُها لذي بصرٍ
جرى بوفائهم نهرا
جرى بوفائهم نهرا...