"Spencer" شريط عن ديانا لا يشبهها ولا يقول شيئاً

فاجأنا شريط "spencer" للمخرج التشيلي بابلو لورين الذي يروي قرار الليدي ديانا بالإنفصال عن زوجها الأمير تشارلز، لأن بطلته لا تؤشر على صورة ديانا، فيما محتوى الفيلم فارغ لا يقول شيئاً مفيداً عن موضوعه.

  •  أحد ملصقات فيلم Spencer
    أحد ملصقات فيلم Spencer

بحثنا بجهد مضاعف عن جانب إيجابي يفيد بأسباب تصوير فيلم spencer للمخرج التشيلي بابلو لورين، عن نص للإنكليزي ستيفن نايت، في 111 دقيقة بالإمكان إسقاطها على أي قصة من قصص الأميرات المظلومات في القصور المنيفة والمنتشرة ماضياً وحاضراً على مساحات واسعة من الأراضي، وليس على الليدي ديانا تحديداً، كون المطلوب إظهار مفاعيل وردات الفعل على قرارها وضع حد لزواجها من ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز الذي يظهر (عبر الممثل جاك فارثنغ) بالصورة ليقول جملة وحيدة طوال الفيلم مخاطباً ولديه الأميرين الصغيرين وليام (جاك نيلان) وهاري (فريدي سبراي) عندما نادتهما ديانا لترك ميدان الرماية بالرصاص الحي، قائلاً: إذهبا إلى والدتكما. وما عدا ذلك مرّت عليه عين الكاميرا راصدة وجهه في ردات فعله الصامتة على تصرفات ديانا حيال ممارساته العاطفية مع المرأة (كاميلا باركر) التي لطالما أحبها وتزوجها بعد مصرع ديانا مع صديقها دودي الفايد في تحطم سيارتهما بباريس عام 1997.

فيلم بارد حتى الصقيع، لذا فهو إنكليزي في الصميم، كتبه نايت مستبعداً بشكل مطلق الزوج تشارلز من أي فاعلية، فقط نعرفه من خلال حديث ديانا عن هداياه لصديقته كاميلا وإضطرارها لشراء مثيل لها لإغاظته، لكن السيناريو لم يجمعهما أبداً في الفيلم وقام بتهميشه والتركيز على عدم قدرتها تحمل الضغوطات المريعة (لم نر منها شيئاً) التي عاشتها في القصر الملكي، ورغبتها الجامحة في ترك القصر لوحدها من دون ولديها بعدما وضعتهما في صورة رغبتها هذه، رافضة البوح لهما بأي تفاصيل حول الجهة التي ستقصدها ومع من ستكون، ويلحظ الشريط وجود رقابة من القصر، أو من الزوج بشكل مباشر على تحركاتها وتصرفاتها، منعاً من مغادرتها على حين غرة إلى مكان غير معلوم، ويُكثر النص من إظهار حضور الخدم في حياة الليدي إلى حد أن الأمن أبعد أقربهن عن مكان إقامة ديانا، وعندما عادت كان لقاء حاراً جداً لا ينسجم مع تفاوت الفارق بين الأميرة وإحدى موظفات القصر.

Spencer لم يقل لنا شيئاً على الإطلاق، وإذا كان همه الوحيد إظهار قلق وضيق الليدي من حياة القصر، وعلاقة زوجها بـ كاميلا، فإن ما واكبناه لم يقل ما يزيد على ما نعرفه، من دون تفاعل بين الشخصيات، وتستطيع كريستن ستيوارت الأميركية أن تكون أي إمرأة غير الليدي مادونا لأنها لم تكن هي، بحيث نستطيع أخذ شخصيتها وإسقاطها على أي أميرة مظلومة في واحد من قصور العالم. إضافة إلى ذلك غاب حضور المخرج، وكانت الموسيقى (جوني غرينوود) مؤثرة وأفضل ما في الفيلم الذي شاهدناه ليل الأربعاء في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في عرض خاص بإحدى صالات غراند سينما في الأشرفية – شرق بيروت.