النجاح يجلب عداء الأقربين قبل حسد "أبناء الكار"

شريط فرنسي ذكي ممتع وساخر عنوانه "Le Bonheur Des Uns" (سعادة البعض) يقدم صورة ميدانية من العداء الذي يُكنه أقرب الناس إلى الشخص الناجح، لمجرد أن الأضواء تسلط عليه.

  • الأصدقاء الأربعة قبل أن يفجر نجاح ليا (بيجو) العلاقة.
    الأصدقاء الأربعة قبل أن يفجر نجاح ليا (بيجو) العلاقة.

في الغالب تعاني الأفلام الأوروبية عموماً والفرنسية تحديداً من قلة جماهيريتها عالمياً بإستثناء بعضها الذي يحمل نواة إختلاف جذري، مثلما حصل مع فيلم "The Artist" الذي حاز الأوسكار عام 2011 حين أدهش الفرنسي ميشال هازانافيسيوس العالم بشريطه الرائع.

وعلى صعيد جماهيري شاهدنا عرضاً خاصاً في غراند سينما - الأشرفية (شرق بيروت) لشريط بعنوان "Le Bonheur Des Uns" وعنوانه التجاري للتوزيع في العالم "A Friendly Tale"، إخراج دانيال كوين، عن سيناريو تعاون عليه مع أوليفييه دازات.

التوفيق أولاً وأخيراً في الكاستنغ كان عبر إختيار الممثلين الأربعة الذين تتمحور حولهم كامل الأحداث وهم ثنائي يضم ليا (الأرجنتينية بيرينيس بيجو -–بطلة :الفنان) ومارك (فنسنت كاسيل - طليق مونيكا بيلوتشي) وآخر لصديقين حميمين لهما: كارين (فلورانس فوريستي) وفرنسيس (البلجيكي فرنسوا داميان).

  • الممثلان الرائعان الفرنسية فلورانس، والبلجيكي فرنسوا
    الممثلان الرائعان الفرنسية فلورانس، والبلجيكي فرنسوا

الحياة طبيعية جداً بين الفريقين إلى أن تتفجر الأمور بطريقة غير متوقعة عندما تشعر ليا التي تعمل بائعة في محل للألبسة النسائية برغبة في الكتابة حول موضوع تصرفات الناس الطبيعية في الشوارع.

وحظي الملخص الذي أرسلته ليا لعدد من دور النشر يحظى بالاهتمام، ويلتزم أحدها النشر، لتبدأ سريعاً جداً حالة من عدم التركيز مع كارين التي باتت غير متوازنة بعد معرفتها أن ليال تعطي توجيهات في فروع الكتابة، وأن هناك قراراً بترقيتها لاستلام أحد الفروع.

وتتضاعف الصدمة مع كارين عدة مرات عندما تسمع بالرقم الذي تقاضته عن النسخة الأولى من الكتاب وهو 200 ألف يورو، مما دفع الصديقة للتعبير عن رغبتها في التركيز قليلاً ومباشرة وضع كتاب هي الأخرى ما دام في الأمر ثروة وشهرة، لكن المشكلة أنها كلما كتبت سطراً لم تعرف كيف تتابع، واجتهدت بكل طاقتها للقيام بعمل يجعلها حديث الجميع ولم تفلح، وكذلك فعل زوجها وأخفق هو الآخر.

الأمور لم تقتصر عليهما، بل طال الانزعاج والحسد الزوج مارك، الذي لم يعرف كيف يعبّر عن ضيق صدره، فمرة يعتبر أن الشخصية السطحية في الرواية تقصده هو، وأخرى يتعب من إلحاح الصحافيين الذي يخترق خصوصيتهما، وإذا به بعد حفل تكريمها يبلغها أنه مضطر لأن يعيش هذه الفترة لوحده، لم تناقشه ليا، وإذا بالأمور تتحسن فجأة ويُصبح الزوج أقل تصلباً والحقيقة أنه عرف بشراء ليا منزلاً فارهاً وهو ما جعله يحابي ليا ويتودد إليها ويعود إلى كنف الحياة المشتركة بينهما. في وقت لبى الصديقان كارين وزوجها دعوة ليا ومارك على العشاء ومنذ دخلا المنزل الراقي لم يستطيعا لا النظر ولا الكلام بل رفضا حتى تناول الطعام.