أفلام خالدة: "حتى إشعار آخر"من الأفلام الفلسطينية المؤثرة

قبل 28 عاماً أطلق المخرج اليافاوي الذي يعيش في قطاع غزة رشيد مشهراوي فيلمه المؤثر: "حتى إشعار آخر" الذي صوّره في مخيم الشاطئ عام 1993 عن طبيعة حياة الفلسطينيين خلال فترات حظر التجول التي تفرضها من وقت لآخر قوات الإحتلال الإسرائيلي.

  •   حتى إشعار آخر:: شريط عن حية الفلسطينيين خلال فترات حظر التجول في غزة
    حتى إشعار آخر:: شريط عن حية الفلسطينيين خلال فترات حظر التجول في غزة

ينطلق المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي (60 عاماً) في رصد طبيعة حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي خلال فترات حظر التجول على المواطنين الفلسطينيين.

ويختصر مشهراوي من منزلٍ الصورة بكل تفاصيلها وتفرعاتها، من الصمود والصبر، والتراحم بين العائلات في أعلى وأرقى درجات التآخي والتلاحم الإجتماعي بين الأفراد وفتح البيوت بعضها على البعض الاخر، واللقمة التي تجهز هنا تنتقل إلى الجار ومنه إلى جار آخر في صورة تعكس أهمية التعاضد والتماسك والتماهي حتى تجاوز المحن المتتالية بكثير من الاتحاد الذي يفجّر القوة التي ترفع القبضة الصلبة في وجه الاحتلال الإسرائيلي وأدواته.

  • مخرج الفيلم الفلسطيني رشيد مشهراوي
    مخرج الفيلم الفلسطيني رشيد مشهراوي

شريط "حتى إشعار آخر"، نجح معه مشهراوي في نقل صورة البيوت الفلسطينية في أكبر مخيم بقطاع غزة، مخيم الشاطئ عام 1993، في فترة سبقت الانتفاضة الكبرى ما يعني أن الصمود شحن الفلسطينيين بطاقة الغليان التي هزّت بعد ذلك أركان الاحتلال الإسرائيلي.

كان الفلسطينيون يتجهزون لرد الضيم ودفع الهوان الذي يُمارس ضدهم في كل وقت بغية الوصول بهم إلى اليأس والإستسلام، لكن ما كشفه الفيلم من واقع الوحدة وانصهار المشاعر والإرادات بين العائلات وأفرادها شكّل ردّاً مدوياً على أحلام الإسرائيليين، خصوصاً ما استطاعته المرأة الفلسطينية من استيعاب الحالة الإستثنائية وتحقيق التوازن الأسري، ومد أواصر التعاون مع الجيران، أكسب الرجال الفلسطينيين درعاً واقياً يحمي عائلاتهم لكي ينطلقوا في التفرغ لمقاومة الإحتلال، وتحولت البيوت الفلسطينية بيتاً واحداً لعائلة واحدة.

هو درس عميق الأثر يقدمه الفيلم من خلال عائلة أبو راجي، مع زوجته وأبنائه وتفاعلهم مع كل الجيران لتقوية الإرادات وشحذ الهمم وعدم السقوط.

وتحضّر فرقة "صابرين" مع صوت الفنانة كاميليا جبران، على مدى 71 دقيقة لأول فيلم روائي طويل صور في قطاع غزة، وحصل على جائزة الأنتيغونة الذهبية كأفضل فيلم من مهرجان مونبلييه السينمائي.

كثيرة هي الأسماء في الشريط: عرين عمري (زوجة المخرج) سليم ضو، نائلة زياد، سلوى حداد، يونس يونس (جسد شخصية الرادار الذي يراقب جميع تحركات قوات الاحتلال بدقة وذكاء) محمود قدح، وعاصم زعبي. ويبقى الرباط الإجتماعي المتين أروع صورة صمود فلسطيني تفرض نفسها بقوة.