الموسيقار ملحم بركات، هو من المواهب الفذّة التي تخرجت من مدرسة الأخوين رحباني، مع إيلي شويري، عصام رجي، وآخرين، ورسم لنفسه نهجاً نغمياً وغنائياً خاصاً طبعه بطابعه، وبات نتاجه يُعرف من النغمات الأولى التي تنطلق فتدلّ عليه، لكنّه مات وفي نفسه حرقة، لقد أمل دائماً أن يُلحن لصوت السيدة الكبيرة فيروز، لكنّه لم يَفز بذلك، وهو الذي قال إنه "كان يتحدث إليها هاتفياً من وقت لآخر".

الموسيقار، مفردةٌ كان يحب دائماً أن تسبق اسمه، أمّا موقفه المعلن الذي لم يتراجع عنه أبداً هو الاهتمام باللهجة اللبنانية دون غيرها، مما سبّب له جفاءً مع القاهرة فلم تتح له الفرصة للغناء في مصر وسبق له أن اتهم فنانة بالاسم أنها تقف وراء قرار منعه من الغناء في مصر، وواجهته حملةٌ في لبنان حين غنّى ما يوحى بأن البلد احترق وذهب إلى غير رجعة، وكان قراره صائباً في التلحين لابنة منطقته كفرشيما الفنانة ماجدة الرومي، وشكّلت أغنية "اعتزلت الغرام"، محطةً محورية متميزة في مسيرة ماجدة وفي لائحة أعمال ملحم الذي كان يتحضر لمسرحية "ومشيت بطريقي 2" التي سبق وقدّمها بنجاحٍ فنيٍ وخسارة مادية على خشبة مسرح قصر البيكاديللي في بيروت.

عام 1984 أقنعه المخرج يوسف شرف الدين بدخول ميدان السينما، وصورا: "حبي الذي لا يموت"، مع هلا عون، وداليدا رحمة، وجان خضير، وعندما سئل ملحم عن التجربة قال: "تسلينا".

لم يُعد الفنان ملحم بركات الكرّة في عالم السينما، واكتفى بحفلاته في المغتربات وبعض العواصم العربية وخصوصاً دمشق، التي كان يقول عنها: "لقد حضنتنا ودعمتنا وقدمت لنا الشهرة".

وكان هناك مشروعٌ مسرحي مع الفنان الأستاذ منصور الرحباني لم يُنجز لأن ملحم اشترط أن يرد اسمه قبل اسم الفنانة هدى مع عبارة: "منصور الرحباني يقدم، ملحم بركات في.."، لكن ملحم اعترف بأنّه قدّم مسرحية فاشلة مع الفنان غسان الرحباني في بعلبك بعنوان: "ومن الحب ما قتل".