ثمة وعي مطلوب في لحظة تاريخية حاسمة من عمر القضية الفلسطينية، ويجب النظر إلى حقيقة، مفادها أن خطر المشروع الإسرائيلي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل هو خطر قائم على الأمن القومي العربي ككل.

ثمة رسائل سجلتها كتائب القسام من خلال مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين المهيبة في قطاع غزة، يمكن الوقوف عندها بالنظر إلى آخر دفعتين أفرجت فيهما المقاومة عن أسرى إسرائيليين.

من يدقّق في طرح ترامب يدرك أنه استخدم أكثر من مرّة تصريحات وظّف فيها نظرية الصدمة لإرباك جميع الأطراف وتحقيق أهدافه بكلفة قليلة، وهنا يكمن السؤال، ما الذي يريده ترامب من وراء هذه التصريحات؟ 

ما جرى لـ"إسرائيل" في السابع من أكتوبر ليس حدثا عابراً بل هو حدث هز أركان "اسرائيل"، ولا تزال تدفع ثمنه حتى اليوم، لتتفاجأ بزلزال من الاستقالات التي تفضح حجم الفشل والإخفاقات.

دخلت غزة مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ مرحلة جديدة عنوانها طوفان الأحرار لتحرير الأسرى والوفاء بالوعد، رسمت فيها لوحتها الخاصة، علّمتنا أن لا مكان للقهر أو الذلّ أو الاستسلام.

التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة بين حماس و"إسرائيل" قاب قوسين أو أدنى، وسط تساؤلات بشأن أسباب ارتفاع منسوب التفاؤل هذه المرّة ودلالات ذلك مع قرب تنصيب الرئيس دونالد ترامب. 

خسرت "إسرائيل" في حربها مع حماس وحزب الله بعد استهدافهما مواقع حساسة فيها على مدار أربعة عشر شهراً، مشروعاً استراتيجياً كـ"دولة" تطمح إلى لمّ شمل يهود العالم.

الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية، تقطع مسافة تصل إلى 2040 كيلومتراً، وتصل إلى قلب فلسطين المحتلة، في غضون 11 دقيقة ونصف دقيقة.

تقوم المعادلات الإسرائيلية هذه المرة على مرتكزات مكشوفة لتحقيق حلم نتنياهو تزامناً مع وصول الرئيس الأميركي الجديد ترامب إلى سدّة الحكم مرة أخرى، أملاً في تحقيق أكبر قدر من أحلام نتنياهو.

ثبت في كل المحطات السابقة أن السياسية الأميركية تعاني من مشكلات كبيرة، ولا سيما في قراءة ملفات المنطقة وتفكيكها، وفهم بيئتها وتعقيداتها وتقديم الحلول المناسبة لكل ملف منها.