دراسة جديدة عن تأثير "الشيخ والفلاح في العراق"

تعد دراسة "الشيخ والفلاح في العراق 1917 – 1958"، الدراسة الرائدة في تحليل المجتمعات العربية ومنها العراقية، ليس بسبب الحيادية والموضوعية التي تميزت بها فحسب، بل لأن المؤرخ حنا بطاطو اعتمد رؤية جديدة جمعت بين منهجية كارل ماركس ورؤية ماكس فيبر.

دراسة رائدة عن تأثير "الشيخ والفلاح في العراق"

صدر عن دار "سطور" فى العاصمة العراقية، بغداد، كتاب "الشيخ والفلاح في العراق 1917 - 1958"، تأليف: حنّا بطاطو، وترجمة: الدكتور صادق طريخم، ومن تقديم وتعليق: الدكتور سلمان رشيد.

وتزامن صدور الكتاب مع حلول الذكرى السنوية لرحيل "بطاطو" في شهر حزيران/يونيو، فقد توفي في مدينة "وينستد"- كونيكتيكوت بالولايات المتحدة، في يوم 24 يونيو 2000.

وحسبما يذكر إبراهيم خليل العلاف، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل، فإنه "لم تتيسر لأي مؤرخ عراقي الفرصة للاطلاع على وثائق دوائر الأمن في أواخر العهد الملكي الهاشمي (1921-1958 ) وفي عهد الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة (1958-1963) مثلما تيسرت للمؤرخ الفلسطيني حنا بطاطو. فلقد أعانه الاطلاع على تلك الوثائق، وما تضمنته من معلومات في غاية الأهمية والسرية على إنجاز:

- رسالته للماجستير سنة 1960 في جامعة هارفرد بعنوان: "الشيخ والفلاح في العراق 1917 – 1958، التي تعد الدراسة الرائدة في تحليل المجتمعات العربية ومنها العراقية، ليس بسبب الحيادية والموضوعية التي تميزت بها فحسب، بل لأن بطاطو اعتمد رؤية جديدة جمعت بين منهجية كارل ماركس ورؤية ماكس فيبر. فالدراسة تغطي أربعة عقود وعاماً واحداً من تاريخ العراق، هى تقريباً عمر التاريخ الملكي للعراق، وتتناول العلاقة بين الشيخ، أي الزعيم العشائري (شيخ العشيرة)، والفلاح، خلال هذه الفترة الهامة من تاريخ العراق الحديث.

- رسالته للدكتوراه "الطبقات الإجتماعية والحركات الثورية في العراق" التي نشرت بالإنجليزية سنة 1978 في مجلد ضخم. وقد أحدث نشرها ضجة، ليس في العراق، وإنما في الأوساط العلمية التاريخية في العالم لما تضمنته من معلومات ووثائق وحقائق عن العراق المعاصر، حتى عدهُ بعض الأوروبيين "إنجيل العراق"، كما سماه عالم أنثربولوجي ألماني، لما تضمنه من ولوج غير مسبوق في تفاصيل التاريخ العراقي وكيف يتفاعل ما هو اجتماعي وسياسي وإثني مع المال والسلطة والحكم.

يؤكد بطاطو في عمليه الأول والثاني على أهمية ودور العوامل الاقتصادية والاجتماعية في سير حركة التاريخ العراقي الحديث. وقد اعتمد على تحليل النصوص، وإجراء المقابلات الشخصية، واستنطاق الوثائق.

وقدم بطاطو دراسة مماثلة لما قدمه عن العراق حين قام بدراسة حول سوريا بعنوان: "فلاحو سوريا: سليلو الوجهاء القرويين الأقل شأناً، وسياستهم".

ولد حنا بطاطو في مدينة القدس بفلسطين سنة 1926، وترك فلسطين بعد عام النكبة سنة 1948 متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهناك درس في مدرسة ادموند ويلش للشؤون بجامعة جورج تاون. وبعد حصوله على الدكتوراه اشتغل في الجامعة الأميركية ببيروت 1962-1982. ومنذ سنة 1982 وحتى تقاعده درس في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة.