عندما يتحدث فوكوياما عن الهوية

تنمو الهوية في المقام الأول من تمييز بين ذات المرء الداخلية الحقيقية والعالم الخارجي ذي الأعراف والقواعد الإجتماعية التي لا تعترف بقيمة الذات الداخلية

كتاب "الهوية" لفرانسيس فوكوياما

 

أين أصاب وأين أخطأ فرانسيس فوكوياما في تناوله لسياسات القومية والهوية.

هل لاحظ القراء تراجعاً في عدد النيويوركيين الذين يرتدون قبعات فريق اليانكي في مانهاتن؟ بالطبع لا أمتلك أية بيانات خارج إنطباعاتي الشخصية ولكنني أعتقد أن مبيعات مثل تلك العُدد في إرتفاع. ظننت عام 2003 أنني لن أذهب لأي مكان  لا أرى فيه  ما يذكرني بإهتمام سكان مانهاتن بذلك الفريق ولكن الحالة تغيرت اليوم إلى حد كبير.

وإذا ذهبت إلى بوسطن أو فيلادلفيا أرى دعماً واسع الإنتشار للفرق المحلية.(وسأعود إلى هذه النقطة فيما بعد.)

عندما لا أحسد فرانسيس فوكوياما أشعر بالشفقة عليه. قدم كتابه الأول الساحق "نهاية التاريخ والرجل الأخير" فرضية أقل غطرسة وأكثر إقلاقاً مما يستذكره أي كان. يعتقد الناس أنه كان كتاباً عن الشماتة الليبيرالية لنهاية الحرب الباردة وإنه ساعد على إطلاق حرب العراق. ويُصب عليه اللوم أحياناً لكافة أفعال الدمار والمهاللك التي تبعتها.

كان في الحقيقة كتاباً أكثر إزعاجاً مما كانت النية المعقودة عليه. والأسوأ من ذلك بالنسبة لفوكوياما تأثير الذاكرة الخاطئة لفرضية كتابه أكثر من الفرضية الأساسية. جلست ذات مرة في غرفة تعج بالليبيراليين ذوي المشاعر الشعبية والذين يواجهون ترامب والبريكست، ولكنهم تابعوا الإعتقاد بأن سجال السياسات قد أوشك على النهاية إلى حد ما سوى بعض الإشارات التي مررنا بها مؤخراً. كان أحد إقتراحات المشاركين الجدية لحل مشكلة الغضب الشعبوي هو إعادة توجيه الرجال المهمشين وغير المنافسين في السوق إلى قطاعات المنتجات الحرفية. وقالت متهكمة منتجات حرفية مثل خبز الموز. وبدا أن النخبة الجديدة تثّمن تلك الجهود المحزنة للبروليتاريا القديمة للمساهمة في العالم، وبالتالي إعادة أواصر العرى الإجتماعية اللازمة لدولة فعالة. دعهم يقدمون لنا الكيك.

وبهذه الذاكرة الحاضرة في أذهاننا أقدر أن فوكوياما يدافع عن نفسه وعن نهاية التاريخ في الصفحات الأول من كتابه الجديد "الهوية: السعي نحو الكرامة وسياسة الإمتعاض" والذي يشير إلى تطور وتغيّر في تفكيره.

يبدأ فوكوياما بفرضية ملفتة حول سياسة الهوية. ويقول "تنمو الهوية في المقام الأول من تمييز بين ذات المرء الداخلية الحقيقية والعالم الخارجي ذي الأعراف والقواعد الإجتماعية التي لا تعترف بكرامة الذات الداخلية وقيمتها." ويضيف: "لطالما وجد الأفراد أنفسهم على مدار التاريخ في مواجهة مجتمعاتهم.  لم تحظَ الذات الداخلية بالتقدير إلا في العصور الحديثة لقيمتها الجوهرية وأخطأ المجتمع الخارجي بشكل منظم ومجحف في تقييمه لها. ولا يتعين على الذات الداخلية التغيّر لمواجهة قواعد المجتمع ولكن على المجتمع أن يتغير بحد ذاته."

وهذه بداية لتاريخ مبسط لمفاهيم الذات تتنقل بسرعة عبر الإصلاح البروتستانتي وصولاً إلى فلسفة روسو. ويموضع فوكوياما محرك الحركات الشعبوية والقومية الجديدة في الطبيعة الإنسانية والرغبة في التمييز والتبجيل وهي رغبة حظيت بدفعة قوية ومُنحت طموحاً إمبريالياً من خلال الإنعطاف العلاجي في التعليم والسياسة في أواخر القرن العشرين.

ولكنني بدأت أستشعر بالمشكلة عندما عرض فوكوياما تعريفه للقومية، حيث يقول: "القومية هي عقيدة تفيد بأن الحدود السياسية يجب أن تتوافق مع المجتمعات الثقافية بحيث تُعرّف الثقافات بأنها ما يشترك بلغة واحدة". ولا أعتقد أنه أخطأ كثيراً ولكن مفهومه كان ضيقاً للغاية.

يتحول فوكوياما في تتبعه لظهور القومية في الحداثة إلى "جون هيردر الذي ناقش بأن كل مجتمع إنساني متفرد بحد ذاته ومنفصل عن جيرانه. ويشير هيردر إلى أن المناخ والجغرافيا ذات تأثيرات هائلة على عادات الشعوب المختلفة بحيث يعبّر كل منها عن عبقريته الخاصة بالطرق التي تأقلمت مع الظروف المحلية."

يرى فوكوياما سابقة البحث الحديث عن الكرامة في  اللحظة التي "جادل فيها هيردر أن الألمان كانوا بحاجة للإعتزاز بثقافتهم وتقاليدهم بدلاً من السعي للتحول إلى فرنسيين من الدرجة الثانية."

وتلك هي المزايا الأكثر ظهوراً للجدل الشعبوي والأكثر تعرضاً لسوء الفهم على النطاق العام. فالقومية في النهاية ليست إعتقاداً ضيقاً يقول إن "أمتي أفضل الأمم على كافة الأصعدة". ولكنه ينشأ عوضاً عن ذلك من الإعتراف بقوة  أو عظمة أمة مجاورة. يبدأ القومي عادة من خلال التفجع بأن شعبه لا يعتبر نفسه مكافئاً للأمة المجاورة له ولا يحظى بذات القدر من الكرامة. وينتحب بأن شعبه خضع للدونية والخنوع والتعاون مع حكم الأسياد الإستعماريين أو ببساطة الإستسلام للانهيار البطيء لتقاليدهم.

 أحبَ القومي الإيرلندي مايكل كولينز المفاوضين البريطانيين الجديين أكثر من زملائه الرومانسيين.

وتحفز ادولف هتلر بشكل مؤلم، والغاضب بسبب إهانه بلده، لتصحيح ذلك من خلال  تقليد سعي أميركا الدامي للقدر المحتوم الذي يبرر توسع الولايات المتحدة عبر الأميركيتين.

وهناك أسباب أخرى لتصاعد القومية الراهن خارج إطار الحاجة النفسية المتأصلة بعمق والتي حصلت على رخصة لذلك.

استعار القوميون والشعبويون بسرعة لغة التنوع السائدة لدى اليسار. جادلت هنغاريا وبولندا للحصول على تنوع للرؤى السياسية ضمن الإتحاد الأوروبي. وحاججت الأحزاب المناوئة للهجرة بأن الهجرة الواسعة النطاق ستجعل العواصم السياسية الأوروبية مماثلة لبعضها البعض وأقل تميزاً. ويعارض الشعبويون الرومانسيون، وخاصة في أوروبا، الإمبريالية الناعمة للشركات الأميركية المتعددة الجنسيات التي تزرع علاماتها التجارية في شتى أصقاع المعمورة وتمارس قوتها لتحديد سياسات الضرائب في بلدان قصية.

تقدم القومية للأفراد منفذاً للمقاومة إزاء القوة المجانسة للرأسمالية: أخلاق التعاون والشرف والإنتماء لمجتمعات حيث يسعى المنطق الليبيرالي المتوسع للحقوق وفعالية الأسواق لنزع القومية عن الولاء.

يتبع فوكوياما عوضاً عن ذلك خطوطاً تقليدية عندما يشير إلى منح العولمة لجوائز فائضة الوفرة لطبقة صغيرة من الفائزين. كما أنه يبدو واقعياً في تقييمه لحدود ما يمكن للديموقراطيات الليبيرالية أن تقدمه:

"لم تلتزم الديموقراطيات الليبيرالية في العالم الواقعي قط بمُثلها في الحرية والمساواة. وتُنتهك الحقوق في معظم الأحيان ولا تُطبق القوانين بشكل متساوٍ على الأغنياء والأقوياء كما تُطبق على الضعفاء والفقراء. ولا يقوم المواطنون غالباً، رغم منحهم فرصة، بالمشاركة في الحياة السياسية. علاوة على ذلك توجد صراعات جوهرية بين أهداف الحرية والمساواة: تشمل الحرية الأكبر عدم مساواة أوسع بينما تُخفض الجهود الرامية لمساواة العوائد من الحرية. تعتمد الديموقراطية الناجحة على معاظمة مُثلها وعلى التوازن بين الحرية الفردية والمساواة السياسية وبين الدولة القادرة على ممارسة القوة الشرعية ومؤسسات القانون والمساءلة التي تسعى لتقييدها".

وكم تمنيت لو أنه تم النظر نظرة أعمق للمدن العالمية الناشئة وعولمة بعض المدن العملاقة الراهنة. رعت حقبة الدولة القومية نمو وتنامي أهمية الحواضر والمناطق ذات المرتبة الثانية والثالثة. يبدو أن نشوء المدن العالمية والتي تتشارك في أمور أكثر فيما يخص نجاح كل منها أكثر من نجاح بلدانها عودة إلى حقبة تاريخية مبكرة أقل ديموقراطية.

ويتجه تفكيري نحو الإنخفاض الظاهر لجماهيرية اليانكي في مانهاتن. وأرى تعبيري الخاص للقومية أكثر مرونةً ولا مبدئيةً من تعريف فوكوياما. أرى الشعور القومي كخاصية مستديمة للحياة السياسية الراهنة. وغالباً ما يكون هذا الشعور والذي يتميز عن الوطنية عبارة عن علاقات مسالمة مع الجوار والمشاركة بقانون في منطقة مشتركة.

ولكنه يتحول بوجود أي استفزاز إلى سياسة واعية ويحفز القوميين على إنجاز غايات محددة. وبذلك يجلب الإستفزاز المستمر سياسات قومية دؤوبة. (ويمكن النظر لتغذية ضغط روسيا المستمر للتقليد القومي الباندريتي في غرب أوكرانيا).

حكم المفكرون تقليدياً على القومية من خلال شخصيتها المستفزة أو من خلال مشاعرها المغتاظة والباحثة عن ذاتها. وأقترح عوضاً عن ذلك الحكم على الحركات القومية من خلال أهدافها ووسائلها. قد تسعى القومية للتحرير وتقرير مصيرها من إمبراطورية وتضطر إلى خلق حركة معارضة للفساد في الوطن وقد تصاعد الإدعاءات التحررية في الخارج وتلهم إرهابيين. ويعتمد الأمر على الظروف كل على حدة.

إذا أخذنا بعض الأمثلة الأوروبية من القرن العشرين، نستطيع تمييز فوارق ذكية بين الرغبة في تأسيس برلمان الحكم الوطني في دبلن عبر التحالف مع الحزب الليبيرالي والرغبة في الإستيلاء على مدينة لفيف لبولندا عبر الغزو العسكري. يجب تمييز ذلك عن الرغبة للوصول إلى المجال الحيوي للشعب الجرماني عبر تذويب اليهود وغزو أوروبا. وتلك جميعها حركات تستقي من الشعور القومي ولكنها تفعل ذلك أيضاً لأهداف يمكن الحكم عليها بمعايير أخرى.

وهناك حاجة لمثل ذلك التمييز والحكم في تقيييم كتب مثل كتاب فوكوياما.

نرى تحت تصنيف معين للشعبوية القومية دمجاً للحمائية التجارية ودونالد ترامب والبريكست وهنغاريا فيكتور أوربان وتركيا رجب طيب أردوغان وروسيا فلاديمير بوتين وبولندا حزب العدالة والقانون. ومن جانب آخر يجمع سوية النظام العالمي الليبيرالي لباراك أوباما وأنجيلا ميركل والإتحاد الأوروبي وحرب العراق والبنك المركزي الأوروبي والترويكا.

وثمة خلل في ذلك كله. عارضت حكومة فرنسية مؤيدة للإتحاد الأوروبي حرب العراق. واتخذ البطل الليبرالي الراهن لأوروبا ايمانويل ماكرون خطاً أكثر تشدداً حيال الهجرة من سابقه الإشتراكي فرانسوا هولاند والذي اتخذ بدوره خطاً أكثر تشدداً من سلفه المحافظ نيكولاي ساركوزي. حذر باراك أوباما الإتحاد الأوروبي وألمانيا على الأخص بأن الحماية العسكرية الأميركية لا يمكن الإعتماد عليها  إلى الأبد.

وبينما ركزت الصحف المعارضة على هنغاريا اوربان، فإن هناك فرقاً نوعياً كبيراً بين قرار فيديسز سحب دولارات الإعلانات من الصحف الناقدة والرغبة الحكومية الروسية بتسميم وقتل منتقديها. ومما لا شك فيه أن الحكومة القائمة حالياً في بولندا معادية لروسيا وترغب بتقوية الناتو ولكن حكومة وارسو الليبيرالية السابقة هي من شن غارات مسلحة على مكاتب الصحف.

يمكن فهم المزايا الأكثر شيوعاً لانتقادات القومية والشعبوية الجديدة بتعابير أقل رفعة من الهوية، إذ تناقصت التكاليف الإجتماعية والإقتصادية للهجرة في ما يسمى العالم الثالث بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية وبدأت الموجة الجديدة من الهجرة بتشديد الخناق على قوة الإندماج لدول العالم الأول ذات معدلات الولادة المتدنية.

ثانياً: تعرض الكثير من السياسين من اليمين الأوسط واليسار الأوسط للتكذيب لدورهم في الأزمة المالية العالمية أو للإستياء لدورهم في تطبيق السياسات التقشفية اللاحقة.

ثالثاً: تعاني الأحزاب المعارضة للقومية في بعض الأحيان من الفشل كما حدث بكل تأكيد في وسط أوروبا. كما أن فضائح الفساد للمنصة المدنية الليبيرالية تشرح نجاح حزب العدالة والقانون في بولندا مثل عدم الكفاءة الحمقاء الشيوعية والفاشية التي تفسر الإنتصار الحدي لفيديسز في هنغاريا.

ويكون فوكوياما في بعض الأحيان واقعياً بشكل مثير للإعجاب لدى رسم حدود ما يمكن للديموقراطيات الليبيرالية أن تقدمه حيث يقول: "لا تعني المواطنة في ديموقراطية ليبيرالية أن الأفراد سيُعاملون بإحترام متساوٍ من قبل حكومتهم أو المواطنين الآخرين. ويُحكم عليهم بناءً على لون بشرتهم وجنسهم وأصلهم القومي ومظهرهم وعرقيتهم أو توجههم الجنسي. يعاني كل شخص وكل مجموعة من الإزدراء بطرق متنوعة ويبحث كل منهم عن كرامته. وبالتالي تستتبع سياسة الهوية ديناميكيتها الخاصة بحيث تُقسّم المجتمعات ذواتها إلى مجموعات أصغر فأصغر بفضل "تجربتها الخاصة المعاشة" من التعرض للإيذاء".

ولذلك أجد فصله الختامي محيّراً إلى حد ما. ويكتب فوكوياما في الفصل المعنون "ما الذي يتوجب علينا فعله؟": "كيف نترجم هذه الأفكار المجردة إلى سياسات صلبة في اللحظة الراهنة؟ نستطيع البدء بمحاولة مواجهة الإساءات المحددة التي قادت تأكيدات الهوية مثل العنف الشرطي غير المبرر ضد الأقليات أو الإعتداءات الجنسية والتحرش الجنسي في أماكن العمل والمدارس وغيرها من المؤسسات. ويجب أن لا يلمح أي ناقد لسياسات الهوية أن تلك ليست مشاكل حقيقية وملحة تحتاج إلى حلول فعلية".

وخارج ذلك، هناك أجندة أعرض لدمج المجموعات الأصغر في كينونات أكبر حيث يمكن تأصيل الثقة والمواطنة. نحتاج لتشجيع الهويات القومية العقائدية المبنية على الأفكار المؤسسة للديموقراطية الليبيرالية الحديثة واستخدام السياسات العامة لدمج القادمين الجدد بشكل متعمد في تلك الكينونات. وللديمقراطية الليبيرالية ثقافتها الخاصة التي يجب أن تحظى بمرتبة أعلى من الثقافات الرافضة للقيم الديمقراطية."

ويكتب فوكوياما: "وسيكون من الأمثل أن يقوم الإتحاد الأوروبي بدمقرطة نفسه من خلال تحويل السلطات من المفوضية الأوروبية إلى البرلمان ويحاول تعويض الوقت الضائع من خلال الإستثمار في الهوية الأوروبية عبر خلق الرموز والسرديات الملائمة التي يمكن تثبيتها في الذهن عبر نظام تعليمي مشترك. وسيكون ذلك خارج مقدرة إتحاد مكون من 28 دولة لا تزال كل منها غيورة على حقوقها القومية وتتأهب لمعارضة أي برنامج كهذا البرنامج."

ولا يرى فوكوياما "العولمة الليبيرالية" كوصف سياسي ولكنه يراها كهوية هائلة القوة. ولهذا يشعر الليبيرالي العالمي بالإستياء من تلك التطورات اللاحقة ويسعى إلى هدف محدد نستطيع الحكم عليه وتحديداً لتقييد الشعوب الديموقراطية في إختيارها لحكوماتها.

يرغب فوكوياما برفض سياسات الهوية المؤسسة على العرقية والعقائد الدينية، ولكنه يقترح فرض هويات عقائدية ديموقراطية ليبيرالية على الأمم التاريخية. ويجادل بأنه عوضاً عن القومية الحقيقية يفضل نموذجاً خداعاً يتحكم الليبيراليون به.

ويقترح عوضاً عن الدين كمعيار للمواطنة المقدسة، شكلاً من العضوية المجتمعية المرتكزة على القيم الليبيرالية المتوافق عليها عالمياً، والرموز والعقائد التي تحتوي جميع بذور الطغيان نفسه. وتلك هي روح ليبرالية ديموقراطية تسعى لمنع بولندا وبريطانيا أو الولايات المتحدة من التصويت على حكومة أو إختيار سياسة ما إذا قرر الليبراليين أن مسار العمل ذلك هو بأي طريقة من الطرق أقل إلتزاماً برموزهم وعقائدهم.

إذا كانت مثل تلك الإيديولوجيا هي البديل فسوف أقبل بالنموذج الأقدم من القومية حيث يمكنك أن تصبح إشتراكياً أميركياً أو محافظ أميركياً وفي الوقت ذاته تتشارك بالولاء والجيرة التي لا ترتكز على مجموعة صارمة من القيم ولكن على لغة وتاريخ واحد. ويبدو ذلك أكثر حرية وسلاماً أليس كذلك؟.

 

المصدر: ذا ناشيونال ريفيو

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو