"تحية وفاء" إلى جبور الدويهي

وزارة الثقافة اللبنانية وبلدية زغرتا إهدن وأصدقاء جبور الدويهي يكرمونه في حفل بعنوان "تحية وفاء"، وتخلل الحفل كلمات وفيلم فني ومسرحيتان وغناء وتقليد وسام جمهوري. 

  • جانب من الحضور
    جانب من الحضور

شارف الصيف على نهايته، ولم تنته الذكريات. إذ بادر أصدقاء الروائي اللبناني الراحل جبور الدويهي، برعاية وزارة الثقافة وبلدية زغرتا - إهدن، الى إحياء ذكرى الكاتب الاهدني في حفل أقيم مساء أمس السبت 25 أيلول/سبتمبر في فندق "البيلمون"، حيث كان الكاتب يتردد كل صيف. توافد الاصدقاء من مختلف المناطق لحضور حفل تكريم الدويهي تحت شعار "تحية وفاء" وتخللته كلمات، وفيلم فني، ومسرحيتان، وغناء، وتقليد وسام جمهوري. 

فقد منح رئيس الجمهورية ممثلاً بوزير الثقافة محمد مرتضى الراحل الدويهي وسام الاستحقاق اللبناني البرونزي، تقديراً لعطاءاته الأدبية، وحضر الحفل النائب المستقيل ميشال معوض، والمدير العام لشؤون الثقافة علي الصمد، وأصدقاء الراحل من أهل السياسة، والثقافة، والإعلام، الى جانب أفراد عائلته.

في كلمته، وصف مرتضى جبور الدويهي بــ "مؤرخ لجغرافيا لبنان، وقد شكلت رواياته تأريخاً حياً للواقع اللبناني"، مضيفاً أن الراحل "يحكي قصص الأمكنة، وهو المتجذر في هذا المجتمع". 

وتطرق مرتضى الى أعمال الدويهي الأدبية قائلاً إن روايته "شريد المنازل" تؤكد على أن "المحبة قادرة على إزالة الفوارق". أما رواية "حي الأميركان" فهي "مرآة غنى العلاقات الإنسانية في أحياء مدينة طرابلس". 

ثم تسلمت أرملة الراحل تيريز دحدح الدويهي وسام الاستحقاق البرونزي، وألقت كلمة قالت فيها إن "الراحل كان زغرتاوياً قبل أن يكون لبنانياً، وهو أحبّ طرابلس التي بادلته الحب". 

من جهته، أكد رئيس بلدية زغرتا أنطونيو فرنجية، أن الدويهي "رفع إسم منطقته وذكّرنا بنشاط جبور المسرحي حين كان جزءاً من "فرقة الديوان المسرحية"". 

أما أجمل ما في حفل التكريم فكان غناء ابنة الراحل ماريا التي سحرت الجميع بصوتها في أغنية "غاب النهار" من كلمات فوزي يمين، وتلحين وتوزيع بشير العاقوري. 

وعلى وقع الموسيقى الهادئة والحزينة، حملتنا ماريا، وهي تغني لوالدها، الى عالم الذكريات الذي لا ينطفئ رغم مرور الزمن. وقد نالت كلمات الأغنية إعجاب الجمهور: "غاب النهار بنا، والليل لم يعد. والعمر مرّ ولم يسأل على أحد. لا الأمس يعرف أن يمضي بلا عتب. ولا يقول غد شيئاً لبعد غد". هكذا، تناول هذا العمل مسألة مرور الوقت الذي لطالما تشابك مع إشكالية الموت. ثم نوّه جان هاشم بفارس ساسين، صديق جبور الدويهي الذي رحل معه في اليوم نفسه. 

  •  مرتضى مقلداً أرملة جبور الدويهي وسام الاستحقاق اللبناني بحضور نجلتي الراحل
     مرتضى مقلداً أرملة جبور الدويهي وسام الاستحقاق اللبناني بحضور نجلتي الراحل

أما الكاتب ألكسندر نجار فتكلم عن ديمومة جبور الدويهي، وتجربته الصحافية الغنية في جريدة لوريان ليتيرار L’Orient Litteraire، واعتبر أن موت صديقه "أضعف من حبنا له". كما استذكر كلام الراحل ضمن فقرة Questionnaire de Proust حين سأله: كيف تريد أن تموت؟ فأجابه جبور: "قبل الذين أحبهم". 

من حانبه، نوّه شبلي الملاط بالصداقة الروحية والأدبية التي ربطته بالراحل، مشيراً إلى جبور الدويهي "كان يتحلى بالنعمة"،  فيما ألقى جان هاشم كلمة الوزير الأسبق طارق متري قائلاً: "عرفت جبور عن قرب في أيام الشباب، وعرفته من بعد من خلال رواياته". 

ثم قدمت ماريا الدويهي مشهداً مسرحياً مقتبساً من رواية والدها "مطر حزيران" من إخراج ميرانا النعيمي، فغصّ قلب الجماهير حين ظهرت بالأسود. 

ولفت سيمون القندلفت النظر بإلقائه الرائع والمعبر، كما شارك في هذا المشهد المسرحي جان هاشم، وجانيت الشدراوي، وأنطوانيت القس حنا فنجحوا بإدائهم المميز بتحفيز الحضور الى قراءة أدب الدويهي.

  • ماريا الدويهي وسيمون قندلفت في العرض المسرحي
    ماريا الدويهي وسيمون قندلفت في العرض المسرحي

وإلى وزير الثقافة الأسبق ريمون العريجي الذي ذكرنا بكلمات الدويهي حين قال: "لولا من إهدن لكنت شخصاً آخر"، وتطرق الى رواية "مطر حزيران" التي "تعبر عن جرأة الروائي الرافض للعنف"، بينما سخرت قراءات فوزي يمين وسيمون القندلفت من الواقع الطائفي في بلادنا. 

ثم أدت ماريا الدويهي أيضاً أغنية "ستعود" المقتبسة من آخر أعمال الدويهي "سم في الهواء" التي خفق قلب الجمهور للحنها الحزين. وقد رافق صوت ماريا الأوبرالي قراءات فوزي يمين لأعمال والدها. 

أما الختام كان مع عرض فيلم "هبة الحياة الأميرة" من اخراج سميح زعتر، واعداد فوزي يمّين. ويقول المخرج "هذا الفيلم كان بمثابة صورة وداعية لخصّ فيها الروائي جبور الدويهي مسيرته الأدبية، وكانت مرحلة التصوير مؤثرة لأنه وضع فيها عصارة حياة".