"خلف قضبان كورونا".. بلقزيز يستعيد يوميات "الحجر المنزلي"

الأكاديمي المغربي عبد الإله بلقزيز يصدر كتاباً جديداً يغطي يومياته خلال فترة "الحجر الصحي"، حيث دوّن فيه حالاته المعيوشة في أجواء الوباء أكثر من تدوينه للحوادث.

  • "خلف قضبان كورونا".. بلقزيز يستعيد يوميات "الحجر المنزلي"

تأملات وآراء وشذرات أدبية وليدة لحظة فريدة هي "الحجر المنزلي" في بداية أزمة فيروس "كورونا"، يضمها كتاب جديد للأكاديمي المغربي عبد الإله بلقزيز بعنوان "خلف قضبان كورونا (يوميات-تأملات)".

الكتاب الصادر عن منشورات "منتدى المعارف"، أهداها بلقزيز إلى ذكرى شقيقه و"ذكرى من قضوا معه بالوباء".

وتغطي يوميات بلقزيز فترة "الحجر الصحي" في العام الماضي، أو تحيط بـ"هذا السجن الاضطراري أشهراً ثلاثة من الزمن؛ تقع بين بداية الأسبوع الثاني من الحَجر (27 مارس 2020) واليوم “الأخير” منه (24 يونيو)".

وقال المفكر المغربي: “دوّنتُ، خلال هذه التسعين يوماً، حالاتي المعيوشة في أجواء الوباء أكثر مما عنيتُ بتدوين الحوادث. كانت كفة الشعور والتأمل والرأي والموقف أرجح من كفة الإفادة الخبرية”؛ فاليوميات عند بلقزيز “ليست محضَ تقاييد تاريخية جافة”.

وتساءل الأكاديمي المغربي عن أثر الحجر في الإبداع والتفكير والكتابة، وتحدث عن مكالماته مع صديقه الفنان مارسيل خليفة، واطمئنانه على أصدقائه وأحوالهم مثل أدونيس، "ابن التسعين عاما" الذي قال إنه "يتمتع بروح شابّ وثّاب، لا مكان في كلامه لحبوط ولا لِوَسَن في الأحلام والطموحات".

كما كتب بلقزيز في يومياته عن شعب فلسطين المنكوب الواقع تحت الاحتلال "بفيروسين، الفيروس الصهيوني وفيروس كورونا"، ووضع أميركا والاحتلال نفسَيهما فوق القانون الدولي، وعن قضية معتقلي حراك الريف بالمغرب، واحتجاجات لبنان، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي هو عنده "رجل يجهل كل شيء إلا أنه يعتقد أنه ذو شأن في الأرض".

وعلّق بلقزيز على عدد من القرارات المرتبطة بتدبير الجائحة، وتطرق إلى ما يمكن أن تنبّه الفلسفة إليه في "نازلة كورونا"، وبحث عن "السرّ السماوي" في صوت فيروز، وناقش آراء مفكرين حول السياق العالمي الاستثنائي، عارضاً آراءه في الدولة والعلم، مع تسجيله أنه مع عشقه الجنوني لـ"الصمت"، فإنّه يتكلّم فيه كتابة، "دون إثارة ضجيج"، علماً أن "حِرفته" كانت "دائماً هي الكلام، منذ مطلع شبابي"، قبل أن يفضل أن يكون كاتباً يكتب لا سياسياً يخطب.

مرّ عام على بدء انتشار وباء كورونا، تغيرت الحياة وتبدلت طبائع البشر.. ألزمنا الوباء بلزوم منازلنا لفترات طويلة، والتباعد بيننا وبين أبناء جنسنا، كان سبباً في رحيل كثر، وتبقى اللقاحات اليوم هي الأمل الوحيد للخلاص من هذا الكابوس.