معرضان في إيطاليا يطاردان أعمال بانكسي

معرضان في إيطاليا يطاردان أعمال الفنان البريطاني الغامض بانكسي ويدعيان عرض أعمال أصيلة له.

  • من أعمال بانكسي
    من أعمال بانكسي

معرض في "دير برامانتي" في روما وآخر في محطة قطار ميلانو يدعي كلاهما عرض أعمال الفنان البريطاني الغامض بانكسي، ويلعب بطاقة الأصالة بشكل مختلف.

هل يمكننا أن نقول عن معارض بانسكي اليوم إن بعضها "حقيقي" أكثر من البعض الآخر، وأكثر أصالة، وأقرب إلى هذا الفنان الغامض الذي لا تُعرف هويته؟

في هذا السياق يقام حالياً معرضان مخصصان لبانكسي في إيطاليا: "كل شيء عن بانكسي" في "دير برامانتي" في روما، والآخر "عالم بانكسي" في مركز التسوق بمحطة ميلانو المركزية.

في حين أنه في عام 2006 في لوس أنجلوس، وفي عام 2008 في لندن، وفي عام 2009 في بريستول، أخذ بانكسي زمام المبادرة في إقامة معارضه. أما الآن في روما فالمعارض تفتتح في غيابه: لم يتم إطلاق أيٍّ من هذين المعرضين أو توجيههما أو دعمهما أو حتى التصريح بهما من قبل بانكسي. تم تمويل وتنظيم المعرض الموجود في روما من قبل جامعين اجتمعوا في Butterfly & David Chaumet - Butterfly Art News  لعرض جميع الأعمال التي امتلكوها وعليها توقيع بانكسي.


فن الشارع سياسي بقدر ما هو فني

بالنسبة لميلانو، فقد تم تنظيم المعرض من قبل شركة Artainment، حيث تمزج بين الفن والمشهد. معرض "عالم بانكسي" ساهم فيه هازيس فاردار، وهو بلجيكي من أصل ألباني معروف  بتواجده في مسارح باريس ويستفيد من نسخ  اللوحات حول العالم.

بينما يدعي هذان المعرضان أنهما يقدمان أعمال بانكسي منذ بداياته في عام 1999 حتى اليوم، فإن معرض روما تم طرحه على أنه "فهرس" لبانكسي ويدعي "تعميق موسوعي" لـ "الفنان المعاصر الرابع عشر الأكثر تأثيراً في العالم"، وفقاً لمجلة "آرت ريفيو".

يلعب المعرضان دوراً كبيراً في الغموض المتعلق بهوية الفنان المجهول، وكأن التوقيع يفقد عمقه بالضرورة خارج هذا اللغز، ويدل على أنه، خلف توقيع بانكسي، ربما يختبئ مجموعة من الفنانين توحدهم نفس الروح التخريبية، وهو فن احتجاج يجعل فن الشارع حركة سياسية أكثر مما هي حركة فنية.

عرض نضالات بانكسي

يقدم هذان المعرضان فهماً لنضالات الفنان على مدى 20 عاماً: ضد الشرطة التي تلاحق فناني الغرافيتي، وضد الحظر، ضد العنف الممارس ضد الأطفال، وضد الاستهلاك المفرط، وضد الحرب في العراق، وضد العنصرية، وضد إسرائيل، ضد إزالة الغابات، ضد مجتمع المراقبة، ضد الدول التي تغلق حدودها، إلخ.

ولرؤية جميع الأعمال التي تم إعادة إنتاجها حتى أصبحت أيقونات، بما في ذلك الفتاة الصغيرة ذات البالون وقاذف الزهور، جعلوا من الممكن فهم هذا النهج المميز للغاية والذي يحول الإشارات نحو الوظائف، ويعيد النظر في الأعمال الشهيرة لتخريبها.

يدعي المعرضان أن بانكسي لم يدرجهما على القائمة السوداء: "هو لا يدعمهما، ولا يأذن بهما، لكنه لا يمنعهما"، يوضح مانو دي روس، منظم معرض ميلان، لكن الأخير يتناسى أن معرض "عالم بانكسي" في باريس عام 2013 قد تم فهرسته بالفعل في "المعارض المزيفة" على موقع Banksy.co.uk.

هذا صحيح من بين أشياء أخرى كثيرة، مما يكشف عن مدى جاذبية هذا الفنان. ومع ذلك، لا يتراجع مانو دي روس: "بعد ثلاثة معارض، ترك بانكسي رسالة على حسابه على "انستغرام" تقول: "ما زلت أشجع كل أولئك الذين يرغبون في إعادة إنتاج أعمالي وتدميرها وتكييفها وتعديلها في إطار أكاديمي وترفيهي''.

لذلك يقول روس: "أخذناه بقرار منِّا. لأنه لا علاقة لنا بسوق الفن. نحن لسنا صالة عرض تسعى للترويج لأعمال بانكسي، نحن نقدر الرسالة وبُعدها الفني من خلال إحياء الأعمال التي تم محو الكثير منها".

نجاح شعبي كبير

لا يزال هناك اختلاف ملحوظ في النهج بين المعرضين الإيطاليين: يدعي معرض روما أنه يقام في مكان مؤسسي، "دير برامانتي"، ويلتزم بعرض نسخ مؤطرة وصور، وبالطبع جميع الأعمال المعتمدة من قبل نظام للمصادقة على أصالة الأعمال التي يمتلكها بانكسي.

وتدافع ناتاليا دي ماركو، المديرة الفنية للدِّير: "نحن نحترم الفنان، وأردنا توضيح عرضه فيما يتعلق بكل ما يسبب الكثير من اللبس".

ومع ذلك، فإن فن الشارع الذي يتم تقديمه في إطارات، فقد تأثيره بشكل غريب. هذا لا يمنع من أن يحقق نجاحاً عاماً كبيراً، حيث يقترب المعرض من 200000 زائر.
 

بغض النظر عن مدى ادعاء كل من هذه المعارض الاستعادية أنها وفية للفنان، فإن غياب بانكسي منتشر هنا وهناك.

وعلى عكس العروض التي نظمها الفنان الشهير بنفسه، فإن هذه المعارض تتمتع بحكمة لافتة لدرجة أنها لا تزعج المتجولين في أروقتها.