أكاديميون ينددون بدخول ماريو بارغاس يوسا إلى "الأكاديمية الفرنسية"

أكاديميون وجامعيون يوقعون بياناً ينددون فيه بدخول ماريو بارغاس يوسا إلى "الأكاديمية الفرنسية"، ويتهمون الكاتب البيروفي بــ "العداء للشيوعية" و"دعمه لأنظمة ديكتاتورية" في أميركا اللاتينية.

  • ماريو فارغاس يوسا لا يستحق دخول
    انتُخِب ماريو فارغاس يوسا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عضواً في "الأكاديمية الفرنسية"

وقّعت مجموعة كبيرة من الأكاديميين الجامعيين بياناً نددوا فيه بما وصفوه "العداء للشيوعية " و "المواقف المتطرفة" للكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا الحائز عل جائزة نوبل للأدب، والذي دخل الشهر الماضي إلى الأكاديمية الفرنسية، كما انتقد الموقعون دعم الكاتب لخوسيه أنطونيو كاست، المرشح اليميني المتطرف للانتخابات الرئاسية في تشيلي.

وجاء في البيان أن دخول يوسا (1936) إلى "الأكاديمية الفرنسية" كان "خطأ"، معبرين عن مرارتهم وسخطهم من "اللامبالاة الواضحة من جانب الأكاديمية لهذا الموضوع". 

ومن بين الموقعين على البيان اللغوي سيزار أيتيير، والجغرافي إيفلين ميسولييه وعلماء الأنثروبولوجيا فاليري روبن أزيفيدو، وبابلو ديل فالي، والمؤرخ سيلفي تاوسيغ، حيث أشاروا إلى ما وصفوه ب"المشاكل الأخلاقية الخطيرة لماريو فارغاس يوسا نتيجة دعمه العديد من الشخصيات من اليمين المتطرف، حتى أقصى الحدود، في أميركا اللاتينية".
 
وبحسب موقعي البيان فإن يوسا "دعم على التوالي الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، والمرشح للانتخابات الرئاسية في بيرو كيكو فوجيموري، وكان راضيا عن نظام بينوشيه في تشيلي، وقريب من فرانكو في اسبانيا".

وأضاف الموقعون: "ربما تعتبر الأكاديمية أن الكاتب البيروفي يجسد المثل الأعلى للكتابة الملتزمة بالتنوير"، لكنه "يشوه صورة فرنسا في أميركا اللاتينية حيث المواقف المتطرفة ليوسا معروفة وأثارت الرفض الشديد لفترة طويلة".

ومن بين الإنتقادات التي وجهها هؤلاء ليوسا تهنئة الأخير لإيفان دوكي بعد أشهر عدة من القمع الدموي للمتظاهرين الكولومبيين، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وسقوط مئات الجرحى، وكذلك تأييده الناري لصالح كيكو فوجيموري وتحديه لنتائج الانتخابات  في بيرو هذا الصيف، والتي انتهت بانتصار مرشح اليسار الراديكالي، بيدرو كاستيو.

ومن المخاطر التي يراها الموقعون لإدخال يوسا إلى حرم "الأكاديمية الفرنسية"، "إضفاء الشرعية على المواقف التي تضرب عرض الحائط بقيم الديمقراطية الفرنسية ولا سيما المرتبطة بحرية التعبير، وقبول نتائج الإقتراع . والحق في الدفاع عن قضية من دون المخاطرة بفقدان حياة واحدة". 

ولم ينس الموقعون أن يذكروا بــ "التهرب الضريبي الذي مارسه ماريو بارغاس يوسا" الذي كشف عنه من خلال وثائق ثم "أوراق باندورا".

وانتُخِب يوسا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عضواً في "الأكاديمية الفرنسية"، رغم كون عمره البالغ 85 عاماً يفوق السن القصوى للترشّح إليها.

وحصل يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، على 18 صوتاً في الدورة الأولى، في مقابل صوت واحد للمخرج فريديريك فينيال.

وقُبل ترشيح يوسا لعضوية الأكاديمية مع أن نظامها ينص منذ العام 2010، على أن المرشحين ينبغي أن يكونوا دون الخامسة والسبعين من العمر. ولا شروط تتعلق بالجنسية.

ويوسا الذي يعيش الآن في مدريد، ليست لديه اي مؤلفات بالفرنسية، رغم أنه يتحدثها بطلاقة، نظراً إلى كونه هاجر إلى باريس العام 1959.

ولم تضم "الأكاديمية الفرنسية" أياً من الحائزين على جائزة نوبل منذ انتخاب فرنسوا مورياك العام 1933. 

ومن بين المقاعد الــ 40 في المؤسسة التي تعتبر حارسة اللغة الفرنسية، ما زالت خمسة شاغرة ، فيما يشغل 29 رجلاً و6 نساء المقاعد الـ35 الأخرى.