• 

كشفت وزارة الثقافة في بنين عن خطة لبناء 4 مؤسسات ثقافية جديدة تختص في كل من قضايا الهوية والاقتصاد. هنا، لا يوجد مهندسون معماريون نجوم، أو مبانٍ بارزة، أو أوهام من العظمة، لكن هناك مشاريع راسخة في الحاضر.

الأكثر توقعاً بلا شك هو متحف ملحمة الأمازون وملوك داهومي، الذي من المقرر افتتاحه في نهاية العام 2024 في أبومي، في قلب موقع فخم صنفته منظمة "اليونيسكو" موقعاً تراثياً عالمياً، حيث ستعرض مستقبلاً مجموعة من نحو 350 قطعة أثرية، ستكون إحياء للعظمة الماضية من خلال سرد قصة ولادة دولة متعددة الأعراق.

اعتباراً من نهاية العام 2022، ستفتتح الدولة، وهي من بين الأكثر تضرراً من تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، متحفاً لتاريخ الرق في مدينة العويضة الساحلية، حيث تم بيع مليون رجل وامرأة وطفل بالمزاد العلني.

بعد ذلك، ولأن دمى "الفودو" ولدت في بنين قبل عبور المحيط الأطلسي في سفن العبيد، يجب أن يرى المتحف الدولي المخصص لهذه العبادة الوثنية النور في العام 2023 في بورتو نوفو.

ويقول مدير برنامج "المتحف" التابع للوكالة الوطنية: "نريد أن نظهر أن "الفودو" ليست دمى ذات إبر للوخز أو سحر أسود، بل هي لتعزيز التراث وتنمية السياحة".

أخيراً، وبما أن البلاد مليئة بالمواهب، فإن إنشاء متحفاً للفن المعاصر لا يزال غامضاً وقيد الدراسة في موقع قرية كوتونو الحرفية.

هذه الإنشاءات الجديدة سيتم توحيدها في إطار اجتماع وطني للمتاحف على غرار النموذج الفرنسي، وهي مصحوبة بإعادة تأهيل نسيج المتحف الحالي. وللتعهد بطموحه، أشار وزير الثقافة جان ميشيل أبيمبولا  أيضاً إلى أنه يريد "اقتراح مشروع متحف اللوفر كوتونو في غضون 5 أو 10 سنوات".

"الثقافة كحق"

ومن أجل تنفيذ هذه المشاريع ستكون بنين مضطرة أن تتورط في الديون. يكلف إنشاء "متحف أبومي" 50 مليون يورو. الدولة التي التزمت بتقديم 10 ملايين يورو، يجب أن تقترض 25 مليون يورو من وكالة التنمية الفرنسية (AFD)، التي، في المقابل، تضع 10 ملايين يورو على الطاولة. ولترميم قلعة عويضة البرتغالية سيقرض "البنك الدولي" بنين 30 مليون يورو.

ولتدريب المنسقين والمديرين التنفيذيين والوسطاء، تعتزم بنين الاعتماد على الوكالة العامة Expertise France، التي تهدف إلى المساعدة في إنشاء معهد فنون متعدد التخصصات في غضون عامين في كوتونو. كما تجري دراسة شراكة مع الدولة المغربية.

من جانبه، يؤكد المؤرخ آلان دوجونو أن الهدف هو "إحياء هذا القطاع من المتاحف لخلق فرص عمل جديدة. إن تراثنا هو أحد الأصول الاقتصادية التي يجب أن تشارك في تنمية البلاد". والهدف؟ أن كل متحف سيجتذب 80 ألف زائر بعد عامين من افتتاحه.

في الوقت نفسه، يعمل مجلس إدارة المعرض الوطني، الذي تم إنشاؤه قبل عامين لدعم المشهد المحلي، على إحياء بينالي الفن المعاصر، الذي تم وقفه في العام 2012 بعد دورتين، وإطلاق جناح بنيني في بينالي البندقية، أولمبياد عالم الفن حيث تركت غانا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي بصماتها بالفعل.

في غضون ذلك أنشأ الرسام الشاب رافي أوكيفولاهان مركزاً للمعارض في بورتو نوفو قبل 10 سنوات كرهان تجاه السكان، كما يمول المصور لويس أوكي أغبو مركزاً للعلاج بالفن منذ العام 2017 لمساعدة 15 طفلاً في التغلب على إعاقاتهم من خلال الرسم.

ترجمة: حسن عبد الله