تجاوزت كل الحدود.. الأضرار البيئية الناجمة عن العدوان

بات نظام مياه الشرب في غزة في حالة حرجة، علمًا أنّ كمّية المياه المُتاحة قبل الحرب لم تكن كافية أساساً، حيث إنّ 90-95% من المياه الجوفية غير صالحة للشرب.

  • تجاوزت كل الحدود.. الأضرار البيئية الناجمة عن العدوان
    تجاوزت كل الحدود.. هذه هي الأضرار البيئية الناجمة عن العدوان

ألحقت الحرب المتواصلة على غزة أضراراً  بيئية جسيمة طالت الهواء والماء والأرض وكلّ الذين يعتمدون عليها.

وبحسب  تقرير لمنظمة "غرين بيس" فقد بلغت الانبعاثات الكربونية الناجمة مباشرةً عن الحرب مستويات صادمة، حيث يُقدّر متوسط الانبعاثات الكربونية بـ536,410 أطنان من ثاني أكسيد الكربون في أول 120 يوماً من الحرب، يُعزى 90% منها إلى القصف الجوي الإسرائيلي والاجتياح البري لغزة.

ويفوق هذا الرقم البصمة الكربونية السنوية للكثير من الدول المتأثّرة بتغيُّر المناخ. وسُجّل أيضاً تلوّث بالمعادن الثقيلة نتيجة للقصف المكثّف.

ويتلوّث الهواء بمواد كيميائية ناتجة عن الأسلحة مثل الفوسفور الأبيض بسبب الاستخدام المكثّف للمتفجرات.

والجدير بالذكر أنّ التعرّض لذخائر الفوسفور الأبيض يؤدّي بدوره إلى انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية، ويمكن أن يضرّ بالنباتات الموجودة. 

وقد تعرّضت الموارد المائية لأضرار بالغة، حيث يتدفّق أكثر من 60,000 متر مكعب من مياه المجاري ومياه الصرف الصحي غير المُعالجة يومياً إلى البحر الأبيض المتوسط.

وبات نظام مياه الشرب في غزة في حالة حرجة، علماً أنّ كمّية المياه المُتاحة قبل الحرب لم تكن كافية أساساً، حيث إنّ 90-95% من المياه الجوفية غير صالحة للشرب.

في نيسان/أبريل 2024، كان بإمكان سكان غزة الحصول كمعدّل متوسّط على 2 إلى 8 لترات للشخص الواحد في اليوم، مقارنةً بـ85 لتراً للشخص الواحد في اليوم قبل تشرين الأول/أكتوبر 2023.

اقرأ أيضاً: انعدام الماء والنظافة.. الأمراض الجلدية تنهش أجساد نازحي الخيام وسط غزة

وتشير الأبحاث إلى أنّ الكمية الكافية من المياه المأمونة المطلوبة لضمان الحد الأدنى من الصحة والنظافة الصحية الأساسية هي 20 لتراً للفرد في اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، قضى تدهور الأراضي والتربة على الأنشطة الزراعية في غزة. فأدّى تدمير المزارع والأراضي الزراعية، إلى جانب الحصار المستمر منذ 17 عاماً، الذي حرم المنطقة من المدخلات الزراعية الأساسية، إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ونظراً إلى كثافة القصف، من المحتمل جداً أن تكون التربة الزراعية في غزة ملوثة بالمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الأخرى المرتبطة بالمعدات والذخائر العسكرية.

وبحلول صيف 2024، بلغت نسبة الأراضي الزراعية المتضرّرة في غزة 57%. ووفقاً للأمم المتحدة، تفيد التقارير بأنّ القوات الإسرائيلية دمّرت 70% من أساطيل صيد الأسماك في غزة، أما المواشي فباتت تتضور جوعاً، ولم يُعد بالإمكان الاستفادة من منتجاتها الغذائية أو استخدامها كمصدر غذاء.