"غرينبيس" تسأل: من يدفع ثمن الأزمة المناخية؟
يعد إقليم طاطا من أقدم مراكز العمران البشري في المغرب، حيث استقر فيه الإنسان منذ عهود غابرة و هذا ما تؤكده النقوش الصخرية والأدوات الحجرية التي توجد في جميع أنحاء الإقليم.
-
"غرينبيس": حرائق المغرب والمنطقة تشكّل تذكيراً صارخاً بحجم التحدّيات المناخية
في تعقيبها على استمرار الحرائق في المغرب واندلاع حريق مهول في واحة أكادير الهناء بإقليم طاطا المغربي، علّقت مديرة الحملات الإقليمية في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كنزي عزمي: "تشكّل هذه الحرائق تذكيراً صارخاً بحجم التحدّيات المناخية المتزايدة التي تواجه المغرب والمنطقة بأكملها.
وبينما تستمر النيران في التهام مساحات واسعة من الغابات وتُنهك فرق الإطفاء والطوارئ، نعرب عن تضامننا الكامل مع المجتمعات المتضرّرة ومع فرق الإطفاء التي تخاطر بحياتها للسيطرة على الكارثة".
وأضافت عزمي: "لم تعد هذه الحرائق حوادث معزولة، بل أصبحت جزءاً من نمط متصاعد من الظواهر المناخية المتطرّفة، التي تتكرّر بوتيرة أعلى وبحدّة أكبر نتيجة لتغيّر المناخ. فقد ساهمت درجات الحرارة المرتفعة، وفترات الجفاف الطويلة، واختلال أنماط هطول الأمطار في تهيئة الظروف المثالية لاندلاع حرائق بهذا الحجم".
في عالمٍ يتغيّر بسرعة تحت وطأة التغيّر المناخي وتداعياته القاسية، أصبحت موجات الحرّ الشديدة واقعًا مفروضاً يؤثر بشدّة على حياتنا اليومية، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.#heatwaves #Climatecrisis
— Greenpeace غرينبيس (@GreenpeaceAR) June 1, 2025
وتابعت: "من يدفع ثمن الأزمة المناخية؟ المغرب خصّص 16 مليون درهم للاستعداد لموسم الحرائق هذا العام، رغم أنه، كغيره من دول الجنوب العالمي، لم يتسبّب في أزمة المناخ.
اقرأ أيضاً: المغرب: فرق الإطفاء تكافح لإخماد حرائق غابة بطنجة لليوم الخامس على التوالي
لذلك، ندعو قادة المغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جعل استراتيجيات التكيّف مع تغيّر المناخ أولوية قصوى، والمطالبة بمحاسبة دول الشمال العالمي وشركات الوقود الأحفوري العالمية على ما تسبّبوا فيه من أضرار مناخية وبيئية. هذه التعويضات المالية ليست منّة، بل حقّ لدولنا وشعوبنا التي تدفع الثمن اليوم بالفعل".
إتلاف هكتارات من أشجار النخيل
وفي آخر سلسلة الحرائق، تسبّب حريق اندلع يوم الاثنين 2 حزيران/يونيو الجاري بواحة أفرا، الواقعة بمنطقة أكادير الهناء في إقليم طاطا، في إتلاف ما يقارب 3,4 هكتارات من أشجار النخيل، وفق ما أعلنت عنه "المديرية الإقليمية للفلاحة".
#المغرب.. حريق ضخم يلتهم أكثر من 3 هكتارات من النخيل جنوبي البلاد (
— habiba nina (@ninasafacha) June 3, 2025
أدى #حريق اندلع يوم أمس بواحة "أفرا"، الواقعة بمنطقة أكادير الهناء، بإقليم طاطا المغربي إلى إتلاف مساحة إجمالية تقدر بـ3.4 هكتارات من أشجار النخيل. pic.twitter.com/Xgl5CFZyzD
وأكدت أسماء مرشد، المديرة الإقليمية للفلاحة، في تصريح صحافي، أن الحريق ألحق أضرارا بنحو 500 نخلة. وأضافت أنّ تدخّل فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية مكّن من السيطرة الكاملة على الحريق، بعد تعبئة وسائل لوجيستية هامة، من بينها آليات صهريجية ومعدات إخماد متخصّصة.
كما تمّ إنشاء خطوط عازلة لحماية باقي أجزاء الواحة من انتشار النيران، مما ساعد على الحدّ من الخسائر بشكل كبير.