• 

كشف تقرير حديث أن 83 مدينة من بين أسوأ مئة مدينة في العالم من حيث جودة الهواء للعام الماضي تقع في الهند وتجاوزت جميعها إرشادات الجودة التي حددتها منظمة الصحة العالمية بأكثر من عشر مرات.

وبحث التقرير على وجه التحديد ملوّثات الهواء متناهية الصغر (بي.إم2.5) وهي الأكثر خطورة، ولم تكن جودة الهواء في أكثر من 7800 مدينة شملها البحث تفي بمعايير منظمة الصحة العالمية باستثناء 9 بالمئة.

Air pollution crisis in India! 🇮🇳

9 out of 10 most polluted cities are in India. We need urgent action for clean air! pic.twitter.com/Vvk2uYzo9n

— Monica Jasuja (@jasuja) March 21, 2024

وتشير المعايير إلى أن مستويات المتوسط السنوي للملوّثات متناهية الصغر يجب ألّا تتجاوز خمسة ميكروغرامات للمتر المكعب الواحد.

 
وذكر تقرير آي كيو إير أن مدينة واحدة من بين أسوأ مدن العالم من حيث جودة الهواء للعام الماضي لم تكن في آسيا، فيما تؤدي أزمة المناخ دوراً حيوياً في تفاقم مشكلة تلوّث الجو ما يُعرِّض صحة الملايين للخطر.

وتنتقل الجسيمات متناهية الصغر بداخل نسيج الرئة حيث من الممكن أن تدخل مجرى الدم، وتنتج هذه الجسيمات عن مصادر مثل حرق الوقود الأحفوري والعواصف الترابية وحرائق الغابات، وترتبط بالربو وأمراض القلب والرئة والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي علاوة على ضعف الإدراك لدى الأطفال.

استناداً لدراسة أجرته منظمة الصحة العالمية حول 1600 مدينة عالمية، فإن جودة الهواء في مدينة دلهي عاصمة الهند هو الأسوأ من بين مدن العالم الكبرى.[1][2] يُقدر أن تلوث الهواء في الهند يودي بحياة 1.5 مليون شخص كل عام؛ فهو خامس أكبر قاتل في الهند. وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الهند… pic.twitter.com/zZmksOLAnI

— طقس_العالم ⚡️ (@Arab_Storms) November 11, 2023

وجاءت مدينة بيجوساراي التي يعيش فيها نصف مليون شخص وتقع بولاية بيهار في شمال الهند في المرتبة الأولى كأكثر مدينة ملوثة في العالم العام الماضي إذ بلغ تركيز الملوثات متناهية الصغر فيها 118.9 أي أكثر بـ23 مرة من إرشادات منظمة الصحة العالمية، وأعقبتها في الترتيب مدن هندية مثل جواهاتي وآسام ودلهي ومولانبور وبونجاب.

وكانت منطقتا آسيا الوسطى وجنوب آسيا الأسوأ عالمياً من حيث جودة الهواء، وفيهما تقع أكثر البلدان تلوّثاً لعام 2023 وهي بنغلاديش وباكستان والهند وطاجيكستان.

وقال فرانك هاميز، الرئيس التنفيذي لآي.كيو إير جلوبال، إنه لا يمكن تحقيق تحسّن في مستويات التلوّث بمنطقة جنوب آسيا من دون "إحداث تغييرات كبيرة في ما يتعلق بالبنية التحتية للطاقة والممارسات الزراعية".

 وتضمّنت قائمة البلدان الأكثر تلوّثاً في العالم بعض البلدان العربية التي فاقت تركيز ملوّثات الجو فيها معايير منظمة الصحة بما يتراوح بين 7 و10 مرات، وفي مقدّمتها العراق ثم الإمارات ثم مصر.

وأثّرت حرائق الغابات على مدن أميركية مثل منيابوليس وديترويت، حيث ارتفعت متوسطات التلوث السنوية بنسبة 30 بالمئة إلى 50 بالمئة مقارنة بالعام السابق. ووفقاً للتقرير فإن المدينة الأميركية الأكثر تلوّثاً هي كولومبوس بولاية أوهايو للعام الثاني على التوالي.

لكن التقرير قال إن مدناً كبرى مثل بورتلاند وسياتل ولوس أنجلوس شهدت انخفاضات كبيرة في متوسط مستويات التلوّث السنوية.

وتوصّل التقرير إلى أن الصين عكست اتجاهاً دام خمس سنوات وشهدت انخفاض مستويات التلوّث.

واعتادت المدن الصينية أن تهيمن على التصنيفات العالمية لأسوأ جودة هواء في العالم، لكن سياسات الهواء النظيف التي اتبعتها على مدى العقد الماضي غيّرت الأمور إلى الأفضل.

وتوصّل تقرير آي.كيو إير إلى أن 92.5 بالمئة من بين 7812 موقعاً في 134 دولة ومنطقة وأراضٍ تناولها لتحليل متوسط جودة الهواء فيها العام الماضي تجاوزت إرشادات ملوثات الهواء متناهية الصغر الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

واختار التقرير 10 بلدان وأراضٍ فحسب لوصف جودة الهواء فيها بأنها "صحية"، وهي: فنلندا وإستونيا وبويرتوريكو وأستراليا ونيوزيلندا وبرمودا وجرينادا وأيسلندا وموريشيوس وبولينيزيا الفرنسية.

ويموت الملايين سنوياً لأسباب صحية لها علاقة بتلوّث الهواء، ويتسبّب تلوّث الجو الناجم عن الوقود الأحفوري في مقتل 5.1 ملايين شخص على مستوى العالم سنوياً وفقاً لدراسة نشرتها بي.إم.جيه في تشرين الثاني/نوفمبر.

وعلى الرغم من أن عدد البلدان الأفريقية المدرجة في تقرير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة زاد، فإن القارة لا تزال إلى حد كبير الأقل تمثيلاً.

ووفقاً لشبكة آي.كيو إير، فإن 24 بلداً فقط من أصل 54 بلداً أفريقياً لديها بيانات كافية متاحة من محطات الرصد التابعة لها.

وحلّت سبع دول أفريقية على التقرير الخاص بعام 2023 إذ اختيرت بوركينا فاسو لتكون خامس أكثر دول العالم تلوّثاً، ورواندا في المرتبة الـ15.

ولم يتم إدراج العديد من البلدان التي احتلت مراتب متقدمة في القائمة الأكثر تلوّثاً العام الماضي لعام 2023 بسبب نقص البيانات المتاحة مثل تشاد التي كانت الدولة الأكثر تلوّثاً في عام 2022.

قال هامز  "لا يزال هناك الكثير من تلوّث الهواء الخفي على هذا الكوكب".