اتفاق "كوب 30": يُعزّز تمويل المناخ ويُهمل مناقشة الوقود الأحفوري

بعد تأخر صدور مسودة الاتفاق في قمة المناخ "كوب 30" الحكومات المشاركة في القمة تتوصل إلى اتفاق من دون الإشارة إلى الوقود الأحفوري الذي كان صلب الخلافات بين الدول.

  • اتفاق
    اتفاق "كوب 30": يُعزّز تمويل المناخ ويُهمل مناقشة الوقود الأحفوري

توصّلت حكومات العالم، أمس السبت، إلى اتفاق خلال أعمال قمة "كوب 30" COP30، في مدينة بيليم البرازيلية، يعزّز التمويل لمواجهة آثار الاحتباس الحراري في الدول الفقيرة، لكنّه يجنّب – عن قصد – أي إشارة إلى دور الوقود الأحفوري في التغيّر المناخي.

وجاء الاتفاق بعد تمديد للمفاوضات، في إثر خلافات عميقة بين الدول الغنية والنامية، وبين مؤيدين ومعارضين لذكر الوقود الاحفوري والفحم والنفط والغاز في النص النهائي لمسودة الاتفاق.

واعترف رئيس المؤتمر أندريه كوريا دي بصعوبة التوصل إلى هذا الاتفاق، وقال: "نعلم أن بعضكم كان لديه طموحات أكبر تجاه بعض القضايا المطروحة".

ومن جهته، قال مسؤول مفاوضي المناخ في بنما، خوان كارلوس مونتيري، إنّ "أي قرار بشأن المناخ لا يتضمّن حتى ذكر الوقود الأحفوري، لا يُعد حيادياً بل إنه تواطؤ".

وكان الاتحاد الأوروبي أكبر رافض لصياغة النص الذي تجنب الإشارة إلى الوقود الأحفوري، لكنه وافق في النهاية عقب إعلان مجموعة دول منها السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أن هذه المسألة خارج إطار المناقشة.

فيما قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية إنّ مفاوضات القمّة وكأنّ "الأمر أشبه بالجدال مع الروبوتات": المفاوضون يتحدّثون عن حالة محادثات مؤتمر الأطراف الثلاثين.

وينصّ الاتفاق على إطلاق مبادرة طوعية لتسريع الجهود المناخية، ودعوة للدول الغنية لزيادة دعمها المالي للدول الفقيرة (النامية) حتى عام 2035 بما لا يقل عن ثلاثة أضعاف، في ظل حاجة ماسة لتمويل التكيف مع آثار الاحتباس الحراري.

كما ينصّ الاتفاق على مراجعة كيفية مواءمة التجارة الدولية مع العمل المناخي، وسط مخاوف من تزايد الحواجز التجارية التي قد تعيق اعتماد التكنولوجيا النظيفة.

ومع ذلك، تمّ الاتفاق على إصدار نص منفصل بشأن الوقود الأحفوري، وحماية الغابات خارج إطار الاتفاق الرسمي، لعدم وجود توافق حولهما في المحادثات بين الدول المشاركة في القمة.

غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: قمة المناخ تخيّب آمال منطقتنا

وتعليقاً على الاتفاق، قالت غوى النكت، المديرة التنفيذية لغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلةً: "كان من الممكن أن يُشكّل مؤتمر الأطراف الثلاثين (كوب 30) نقطة تحوّل وفرصةً للحكومات لرفع مستوى طموحها واتخاذ إجراءات حاسمة. لقد دفعنا بقوّة نحو تحقيق العدالة المناخية لمنطقتنا، وكنّا نريد أن نرى تقدماً ملموساً على صعيد التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري وسد فجوة الطموح للوصول إلى هدف إبقاء ارتفاع متوسط حرارة الكوكب ضمن حدود 1.5 درجة مئوية. لكن للأسف، أخفقت الحكومات في تقديم الالتزامات اللازمة، ليس فقط لمنع التداعيات الكارثية لأزمة المناخ على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، بل أيضاً لدعم المجتمعات في التكيّف مع التداعيات المناخية الحالية والتعافي منها".

وفي تعليقها حول موضوع التمويل المناخي، أضافت النكت: "لقد تُركت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرّة أخرى من دون تمويلٍ مناخي كافٍ، فغياب الإجراءات الملموسة بشأن التمويل المناخي أبقى المجتمعات الأكثر ضعفاً في المنطقة، والتي ساهمت بأقل نسبة في أزمة المناخ، من دون الموارد اللازمة للتكيّف والتعافي من تفاقم ظواهر الطقس المتطرّف وفقدان سبل العيش".

وأشارت إلى أنه "مع استمرار فجوة التمويل من دون معالجة، يتم دفع دولنا نحو مزيد من الديون، الأمر الذي يُفاقم هشاشتها ويُضاعف تحدياتها".

ورأت أنه "يتعيّن على المُلوِّثين التاريخيين أن يكونوا أول المبادرين والأسرع في التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري. وفي الوقت نفسه، يجب على منتجي النفط والغاز الأثرياء في منطقتنا الذين يمتلكون القدرات المالية الأكبر، أن يتحملوا مسؤولياتهم بالكامل، ويعملوا على تنويع اقتصاداتهم وأنظمة الطاقة لديهم، ويدعموا انتقالاً واضحاً بعيداً عن الوقود الأحفوري، بما ينسجم مع الإجماع التاريخي الذي تحقّق في الإمارات".

ولفتت النكت إلى انه "سيكون لدورهم القيادي على المستوى الإقليمي في مؤتمر كوب 31 أهمية بالغة لضمان التوصل إلى اتفاق عالمي موثوق يحافظ على الهدف المتمثّل في إبقاء إرتفاع درجة حرارة الكوكب ضمن 1.5 درجة مئوية".

وختمت  المديرة التنفيذية لغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلةً: "رغم الإخفاقات التي شهدها مؤتمر كوب 30، فإننا لن نتراجع أبداً عن المطالبة بالتحرّك العاجل الذي بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. كما أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتّع بموقع فريد يمكّنها من الدفع نحو انتقال عادل ومنصف"

وتابعت: "وإلى أن تحصل منطقتنا على آلية تمويلٍ عادلة وشفافة وخالية من الديون، تتحمّل فيها دول الشمال العالمي المسؤولة تاريخياً عن الانبعاثات وشركات الوقود الأحفوري الدولية مسؤولياتها عن الأزمة المناخية، ستظل غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعمل بلا كللٍ لرفع أصوات شعوب منطقتنا".

اقرأ أيضاً: "كوب 30".. الوقود الأحفوري وخارطة الطريق يعطلان مسودة ختام قمة المناخ في البرازيل

اخترنا لك