البرازيل: التحرك لحماية غابات الأمازون أولوية استراتيجية لإدارة دا سيلفا

وزير البيئة البرازيلية السابقة مارينا سيلفا تؤكّد أنّ "البرازيل ستعزز حماية الأمازون من دون أن تربط تحركها هذا بمساعدة دولية"، خلال حديثها في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27).

  • خسرت غابات الأمازون في البرازيل آلاف الهكتارات من مساحاتها الخضراء
    خسرت غابات الأمازون في البرازيل آلاف الهكتارات من مساحاتها الخضراء

أكّدت وزير البيئة البرازيلية السابقة مارينا سيلفا، والعضو في فريق الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم السبت، في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27)، أنّ "البرازيل ستعزز حماية الأمازون من دون أن تربط تحركها هذا بمساعدة دولية".

ووصفت سيلفا التي يرجح توليها حقيبة البيئة مجدداً، هذا النضال على أنه "أولوية استراتيجية" بعد ولاية جايير بولسونارو التي امتدت 4 سنوات وشهدت ارتفاعاً كبيراً في قطع أشجار الغابات وحرائق واسعة في أكبر غابة مدارية في العالم.

وخلال لقاء مع الصحافيين في شرم الشيخ إلى حيث ينتظر مجيء لولا الأسبوع المقبل، رأت الوزيرة السابقة أن البرازيل ستكون "قدوة" على الصعيد العالمي بمواصلتها هدف إعادة تشجير 12 مليون هكتار.

وأكّدت سيلفا أن بلادها ستتحرك "بوسائلها الخاصة" من دون أن تربط جهودها هذه باستئناف المساعدة الدولية التي علقتها دول عدة بسبب سياسات بولسونارو التي أعطت امتيازات للصناعات الغذائية على حساب غابة الأمازون.

إلا أن سيلفا رحبت بإعلان النروج وألمانيا إثر فوز لولا استعدادهما لمعاودة الدعم المالي الذي توقف في 2019 بعيد وصول بولسونارو إلى السلطة. وأشارت إلى أن البرازيل تبحث عن شركاء آخرين.

واعتبرت وزيرة البيئة السابقة أنّ زيارة لولا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي إلى شرم الشيخ، علماً أنه لن يتولى مهامه إلا في الأول من كانون الثاني/يناير، تظهر أن "البرازيل تستعيد مكانتها كشريكة في التحرك البيئي في نظام متعدد الأطراف".

وشدّدت الوزيرة السابقة على ضرورة استحداث آلية محددة لتنسيق التحرك المناخي بين الوزارات المختلفة في الحكومة المقبلة.

وتشكل الأمازون أكبر بئر للكربون  في العالم وهي حيوية لمكافحة التغير المناخي إلا أنها في وضع ضعف راهنا. وأظهرت دراسة نشرت في آذار/مارس الماضي أن  الغابة تقترب بوتيرة أسرع من المتوقع من "نقطة لا عودة" قد تحولها إلى سافانا.

بولسونارو "عدو الأمازون"

وعام 2021، خسرت البرازيل 16 ألفاً و557 كيلومتراً مربعاً (1.65 مليون هكتار) من مساحات الغابات الأصلية، أي مساحة أكبر من إيرلندا الشمالية. وأفاد تقرير شبكة "مابيوماس" التي تضم منظّمات غير حكومية وجامعات وشركات للتكنولوجيا بأنّ  نحو 60% من الأراضي التي أزيلت غاباتها حينذاك تقع في منطقة الأمازون، مبيناً أنّ "الغابات أزيلت بوتيرة 111.6 هكتار في الساعة أو 1.9 هكتار في الدقيقة، أي ما يوازي (قطع) نحو 18 شجرة في الثانية".

لولا يواجه تحدياً كبيراً لإنقاذ الأمازون

وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية البرازيلية، كانت قضية الأمازون تتصدر حديث الصحافة والإعلام مع تأكل الغابات واستمرار اندلاع الحرائق فيها. واليوم مع فوز لولا دا سيلفا يتوقع البرازيليون، والعالم أيضاً، إصلاحاً بيئياً وقرارات حاسمة بشأن الأمازون وإجراءات عملية للحفاظ على "رئتي العالم"، بعدما شهدت فترة حكمه السابقة (2003 - 2019) خطوات ومساعيَ للحد من إزالة الغابات في منطقة الأمازون، وتراجع معدل تجريف الغابات في منطقة الأمازون إلى أكثر من 70%، رغم الانتقادات التي وجهت إليه أيضاً، على خلفية سياسته في بناء السدود.

وفي حملته الانتخابية، أعلن لولا دا سيلفا أن أولوياته في السلطة ستكون السياسات الاجتماعية وحماية منطقة الأمازون، وتعهد مكافحة الجرائم البيئية، مثل قطع الأشجار غير القانوني وتحقيق أهداف البرازيل المتعلقة بخفض الانبعاثات على النحو المتفق عليه في اتفاق باريس للمناخ.

اقرأ أيضاً: الحياة أو الموت.. الأمازون تصوّت في انتخابات البرازيل