العراق يواجه التغير المناخي بزراعة هذه الأشجار

تم اختيار أشجار المانجروف (القرم) بسبب قدرتها العالية على تحمّل الظروف القاسية، والتربة الطينية الملحية الموجودة في جنوب العراق، إضافة لقدرتها العالية على مكافحة التغير المناخي، فهي قادرة على امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون بنسب عالية.

  •  أشجار المانجروف (القرم)
    أشجار المانجروف (القرم)

في إطار حربها المستمرة لمواجهة التغيّرات المناخية التي تعصف بالبلاد، بدأت الحكومة العراقية حملة واسعة لزراعة غاباتٍ من أشجار المانجروف (القرم) في السهول الطينية المترامية الأطراف في جنوب العراق، تحديداً في منطقة خور الزبير في البصرة.

ويهدف المشروع لزراعة أكثر من 4 ملايين شتلة من أشجار المانجروف (القرم)، بتمويل من هيئات حكومية ودولية، وبدعمٍ من البنك الدولي. 

واختيرت أشجار المانجروف (القرم) بسبب قدرتها العالية على تحمّل الظروف القاسية، والتربة الطينية الملحية الموجودة في جنوب العراق، إضافة إلى قدرتها العالية على مكافحة التغيّر المناخي، فهي قادرة على امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون بنسب عالية.

وستعمل هذه الغابات من المانجروف على حماية الساحل وإيواء كائنات باتت اليوم تواجه خطر الانقراض.

وكان جنوب العراق معروفاً فيما مضى بالأهوار الغنية التي جرى تجفيفها منذ عقود في كارثة بيئية نجم عنها تدمير نظام بيئي معقّد، وهلاك العديد من الكائنات التي كانت تعيش فيها.

ومن بين جميع الأنواع في الطبيعة، يعتبر القرم من الأنواع الأكثر روعة وفائدة للبشر.

وتقوم هذه الشجرة القوية بدور المصدّ الطبيعي للرياح، حيث تساهم في الحماية من العواصف المدية وتنقية المياه المحيطة. كما أنها فعّالة للغاية في احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وبالتالي المساهمة في مكافحة تغيّر المناخ. توفّر غابات القرم أيضاً مأوىً آمناً ومحمياً لمئات الطيور والأنواع البحرية، التي تعزز التنوع البيولوجي وتساعد على زيادة المخزون السمكي.