جبل قمامة أكبر من 50 ملعب كرة قدم!

بيانات الأقمار الصناعية تكشف أنّ هذا الموقع هو نقطة ساخنة لانبعاثات غاز الميثان - وهو غاز دفيئة قوي أقوى بنحو 84 مرة في تسخين الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون على مدى فترة 20 عاماً.

  • جبل دلهي بؤرة عالمية لانبعاثات غاز الميثان
    جبل دلهي بؤرة عالمية لانبعاثات غاز الميثان

يمتدّ مكبّ نفايات "غازيبور "وهو جبل القمامة في دلهي"  على مساحة 70 فداناً- حيث يتعرّض السكان القريبون "للتسمّم ببطء"

إنه بؤرة عالمية لانبعاثات غاز الميثان، وهو أحد أكبر مكبّات النفايات في البلاد، ويُطلق عليه أيضاً اسم "جبل القمامة في دلهي"، وله تأثير مدمّر على حياة ملايين الأشخاص القريبين - على الرغم من وعود الحكومة بإصلاحه.

يقول د. أرشاد خان الذي مارس الطب لمدة 14 عاماً في مستعمرة مولا، المجاورة لمكبّ نفايات "غازيبور".: "إنه تسمّم بطيء يصيب الناس الذين يعيشون هنا. يدخل السمّ أجسامهم عبر الهواء ما يضعف مناعتهم والأدوية ليست فعّالة كما ينبغي".

أكثر من 200 قدم

ويبلغ ارتفاع هذا الجبل من القمامة أكثر من 200 قدم ويغطي مساحة تبلغ نحو 70 فداناً - أي أكثر من 50 ملعب كرة قدم ـــــــــ وفي إثر الوقوف على قمة أكثر من 14 مليون طن متري من النفايات، يمكن للمرء أن يدرك حجم ونطاق هذه الكارثة من صنع الإنسان. رائحته كريهة، والتنفّس صعب وطعم سامّ يحيط بالفم والحلق.

 

وفي وقتٍ تتغذّى فيه الطيور والذباب والحشرات والماشية على هذا المنحدر الذي يبلغ ارتفاعه 20 طابقاً من النفايات، غالباً ما تشتعل فيه النيران السامّة التي تستمر لأيام، وخاصة خلال فصل الصيف، وفي بعض الأحيان تنهار أجزاء من الموقع المشبّع بالمياه، ما يؤدّي إلى سحق الناس. ففي أيلول/سبتمبر 2017، انهار أكثر من 50 مليون طن من القمامة ودفن الناس والمركبات.

نقطة ساخنة لانبعاثات غاز الميثان

ومؤخّراً، كشفت بيانات الأقمار الصناعية أنّ هذا الموقع هو نقطة ساخنة لانبعاثات غاز الميثان - وهو غاز دفيئة قوي أقوى بنحو 84 مرة في تسخين الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون على مدى فترة 20 عاماً.

شاركت شركة Kayrros، وهي شركة استخبارات الطاقة والبيئة، بيانات الأقمار الصناعية مع Sky News والتي أظهرت انبعاثات غاز الميثان بين تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وأيار/مايو 2024، بمعدّل تدفّق متوسط يبلغ 2.91 طن في الساعة.

يمنع موسم الرياح الموسمية الشركة من التقاط البيانات خلال الأشهر الأكثر دفئاً حيث من المتوقّع أن تكون الانبعاثات أعلى.

ونظراً لأنّ الملاحظات قد تكون على الجانب الأدنى، فإنّ الميثان المنبعث بهذا المعدل الثابت يبلغ نحو 25 طناً سنوياً، وهو ما يعادل تأثير الاحتباس الحراري لمدة 20 عاماً لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من 500 ألف سيارة تعمل في الوقت نفسه طوال العام.

ومع تحلّل النفايات، تتسبّب التفاعلات الكيميائية داخلها في ارتفاع درجات الحرارة. يشتعل الميثان ذاتياً عند درجات حرارة عالية، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة في مواقع مكبّات النفايات بسبب حرارة الصيف جنباً إلى جنب مع النفايات القابلة للاشتعال مثل البلاستيك.

 

اخترنا لك