دراسة: أزمة المناخ تجعل الأيام أطول!

الباحثون يصلون إلى نتيجة مؤدّاها أنّ معدل التباطؤ في دوران الأرض تسارَع إلى 1.3 مللي ثانية/سنة منذ عام 2000، مع تسارع الذوبان، الذي يفضي إلى إبطاء دوران الكوكب، ويمكن أن يعطّل حركة المرور على الإنترنت والمعاملات المالية ونظام تحديد المواقع.

  • دراسة: أزمة المناخ تجعل الأيام أطول!
    التغيّرات في طول الأيام تكوّن في إطار المللي ثانية

كشفت دراسة جديدة عن أن أزمة المناخ تتسبّب في زيادة طول الأيام، حيث يؤدي ذوبان الجليد القطبي إلى إعادة تشكيل كوكب الأرض.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد قال الباحثون إن هذه الظاهرة دليل صارخ على كيفية تأثير تصرّفات البشرية في الأرض.

وأشار الفريق إلى أن "التغيّرات في طول الأيام تكوّن في إطار المللي ثانية، لكن هذا يكفي لتعطيل حركة المرور على الإنترنت، والمعاملات المالية، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وكلّها تعتمد على ضبط الوقت الدقيق".

اقرأ أيضاً: عطل تقني عالمي.. شلل يصيب مطارات وهيئات حيوية

وأوضح الباحثون أن "طول يوم الأرض ازداد بشكل مطّرد على مرّ الزمن الجيولوجي مع تغيّر المناخ، حيث إن ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي بسبب الاحتباس الحراري الذي يسبّبه الإنسان أدى إلى إعادة توزيع المياه المخزّنة عند خطوط العرض العليا إلى محيطات العالم، ما أدى إلى وجود مزيد من المياه في البحار القريبة من خط الاستواء. وهذا يجعل الأرض أكثر تفلطحاً، أو أكثر بدانة، ما يبطّئ دوران كوكب الأرض ويطيل النهار بشكلٍ أكبر".

وقال البروفسور بينيديكت سوغا من جامعة إيه تي إتش زيورخ، في سويسرا: "يمكننا أن نرى تأثير البشر في نظام الأرض بأكمله، حيث إننا غيّرنا كيفية تحرّكها ودورانها. لقد قمنا بذلك خلال 100 أو 200 عام فقط. وهذا أمر لافت للنظر".

وأضاف سوغا: "جميع مراكز البيانات التي تدير الإنترنت والاتصالات والمعاملات المالية، تعتمد على توقيت دقيق. كما نحتاج أيضاً إلى معرفة دقيقة بالوقت المناسب للملاحة، خصوصاً بالنسبة للأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية".

وأشار الباحثون إلى أن معدل التباطؤ في دوران الأرض تسارَع إلى 1.3 مللي ثانية/سنة منذ عام 2000، مع تسارع الذوبان.

وقال الباحثون: "من المرجّح أن يكون هذا المعدل الحالي أعلى من أي وقت مضى خلال آلاف السنين القليلة الماضية. ومن المتوقّع أن يظل عند مستوى 1.0 مللي ثانية تقريباً خلال العقود القليلة المقبلة، حتى لو تمّ كبح انبعاثات الغازات الدفيئة بشدة".

وقالوا إنه إذا لم يتمّ خفض الانبعاثات، فإن معدل التباطؤ سيرتفع إلى 2.6 مللي ثانية/سنة بحلول عام 2100، متجاوزاً المدّ القمري بوصفه أكبر مساهم منفرد في التغيّرات طويلة المدى في طول الأيام.