رصد حركة غير طبيعية لـ"تيتان" أكبر أقمار زحل في الغلاف الجوي تحير العلماء

ظاهرة تمايل "تيتان" أكبر أقمار زحل مع تغير الفصول تحيّر العلماء بعد توصل فريق علمي بريطاني إلى هذا الاكتشاف المدهش بعد تحليل دقيق لبيانات الأشعة تحت الحمراء التي جمعت على مدار 13 عاماً.

  • رصد حركة غير طبيعية في الغلاف الجوي لـ
    رصد حركة غير طبيعية في الغلاف الجوي لـ"تيتان" أكبر أقمار زحل

رصد علماء ظاهر غريبة للغاية في الغلاف الجوي المحيط بـ"تيتان"، أكبر أقمار زحل، حيث أنه لا يبقى ثابتاً بشكل دائم مع سطح القمر، بل يتمايل مع تغيّر الفصول، وفق موقع "Sience Alert"، والدراسة التي نشرت في مجلة Planetary Science Journal.

فقد توصل الفريق العلمي من جامعة "بريستول" في المملكة المتحدة، إلى هذا الاكتشاف المدهش بعد تحليل دقيق لبيانات الأشعة تحت الحمراء التي جمعت على مدار 13 عاماً، حيث اكتشفوا تغيرات غير مسبوقة في درجة الحرارة وتركيب الغازات في الغلاف الجوي للقمر.

وتعليقاً على هذا الاكتشاف، قالت الدكتورة لوسي رايت، عالمة الكواكب بجامعة "بريستول": "إنّ سلوك الغلاف الجوي لتيتان يشبه إلى حد كبير حركة الجيروسكوب (البوصلة الدوامة) في الفضاء، حيث يحافظ على توازنه بطريقة غامضة أثناء الدوران".

وأضافت: "الأكثر إثارة أننا وجدنا أنّ مقدار هذا التمايل يتغير مع تعاقب الفصول على القمر".

ويعتقد العلماء أنّ هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بالدورة المدارية الطويلة لـ"تيتان" حول الشمس، والتي تستغرق ما يعادل 30 سنة أرضية، ما يؤدي إلى تغيرات مناخية كبيرة على سطحه.

لكن اللغز الحقيقي الذي حيّر العلماء هو أنّ اتجاه هذا التمايل يبقى ثابتاً دائماً، رغم أنّ مقداره يتغير. وهذا ما جعل العلماء في حيرة من أمرهم، لأنهم كانوا يتوقعون أن يتأثر اتجاه التمايل بجاذبية زحل أو الشمس.

ويوضح البروفيسور نيك تينيبي، أحد المشاركين في الدراسة: "الأمر المحيّر حقاً هو كيف يحافظ الغلاف الجوي على اتجاه ثابت، دون أن يتأثر بجاذبية زحل أو الشمس، وهو ما يجعلنا أمام لغز جديد تماماً".

وقد طرح العلماء عدة فرضيات لتفسير هذه الظاهرة، من بينها احتمال تعرض "تيتان" في الماضي البعيد لاصطدام هائل تسبب في هذه الحركة الغريبة لغلافه الجوي، ما أدّى إلى تغيرات مناخية كبيرة على سطحه.

يأتي هذا الاكتشاف في توقيت بالغ الأهمية، حيث تستعد وكالة "ناسا" لإطلاق مهمة "دراغون فلاي" في عام 2034، والتي تهدف إلى استكشاف "تيتان" عن قرب. وسيكون فهم هذه الظاهرة الجوية حاسماً لضمان هبوط المركبة الفضائية بنجاح على سطح هذا القمر ذي الأجواء المضطربة.

ويؤكد العلماء أنّ دراسة "تيتان" لا تقتصر أهميتها على هذا القمر الغريب فحسب، بل قد تقدم مفاتيح لفهم تطور الأغلفة الجوية للكواكب بشكل عام، بما في ذلك الأرض، نظراً للتشابه النسبي بين الغلاف الجوي لـ"تيتان" ونظيره الأرضي.

بدوره يقول الدكتور كونور نيكسون من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لـ"ناسا": "إنّ سلوك الغلاف الجوي لتيتان يشكل تحدياً كبيراً لفهمنا لفيزياء الأغلفة الجوية، وقد يفتح الباب أمام اكتشافات جديدة غير متوقعة في علم الكواكب".

اقرأ أيضاً: اكتشاف عنصر أساسي للحياة على أحد أقمار زحل

اخترنا لك