علماء بريطانيون يصممون منصة لتتبع الكربون في التربة دعماً للزراعة الذكية مناخياً

علماء في المملكة المتحدة يصممون منصة بحثية متنقلة جديدة لتتبع تحرك الكربون في التربة لجعل الزراعة في البلاد أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ واستدامة بيئية.

  • منصة بحثية متنقلة جديدة صممها علماء جامعة لانكستر لتتبع حركة الكربون عبر الأراضي الزراعية
    منصة بحثية متنقلة جديدة صممها علماء جامعة لانكستر لتتبع حركة الكربون عبر الأراضي الزراعية

صمم علماء في جامعة "لانكستر" lancaster University في المملكة المتحدة، منصة بحثية متنقلة جديدة، لتتبع كيفية تحرك الكربون عبر الأراضي الزراعية في البلاد، ولدعم الزراعة الأكثر استدامة وذكاءً مناخياً.

يأتي هذا التطور بفضل الاستثمار الجديد من مجلس أبحاث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية التابع لمعهد المملكة المتحدة للأبحاث التقنية (BBSRC) وجامعة "لانكستر".

وتُعد منصة تتبع الكربون واحدة من 31 مشروعاً حصلت على تمويل من خلال الجولة الأخيرة من برنامج ALERT بقيمة 27 مليون جنيه إسترليني التابع لمجلس البحوث البيولوجية والعلوم البيولوجية، وهو مخطط يمنح العلوم البيولوجية في المملكة المتحدة إمكانية الوصول إلى أدوات عالمية المستوى من أجل علوم عالمية المستوى.

تمّ تطوير هذه المنصة، حيث ستجمع بين غرف تدفق ثاني أكسيد الكربون الآلية ومحللي الغاز النظيري في الوقت الحقيقي لقياس كمية الكربون التي يتم امتصاصها أو إطلاقها بواسطة المحاصيل والتربة والمراعي.

وسيتم احتضان المنصة في مركز التربة المستدامة الذي تمّ إنشاؤه حديثاً في جامعة "لانكستر"، ونشره عبر الأنظمة الزراعية المتنوعة في المملكة المتحدة لتتبع كيفية تأثير ممارسات إدارة الأراضي المختلفة على تخزين الكربون، وصحة التربة، وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري – وهي معلومات بالغة الأهمية بينما تعمل المملكة المتحدة نحو أهدافها الصافية الصفرية.

وفي هذا الإطار قال البروفيسور ديفيد جونسون، رئيس قسم علم البيئة الميكروبية للتربة في جامعة "لانكستر"، والذي يقود المشروع: "التربة هي واحدة من أهم أحواض الكربون لدينا، ولكن فهم كيفية تأثير الزراعة على قدرة التربة على تخزين الكربون في المزرعة كان صعباً للغاية".

وأضاف: "ستزودنا هذه المنصة بالبيانات التي نحتاجها لجعل الزراعة في المملكة المتحدة أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ واستدامة بيئية".

ووفق العلماء فقد صُممت المنصة لتكون معيارية ومتحركة، مما يتيح استخدامها في ظروف واقعية في جميع أنحاء البلاد، بدءاً من المزارع والمراعي وصولاً إلى أنظمة الزراعة الحراجية، وستوفر المنصة رؤى حيوية ليس فقط للباحثين، بل أيضاً لصانعي السياسات والمزارعين والقطاع الصناعي الذين يعملون جنباً إلى جنب لتحقيق أهداف إنتاج الغذاء والمناخ.

وسوف يدعم هذا البرنامج أيضاً قاعدة الأبحاث في المملكة المتحدة في علوم النبات، وعلم أحياء التربة، والتكنولوجيا الزراعية، مع وجود روابط مباشرة مع مشاريع متعددة ممولة من قبل BBSRC وNERC وThe Wolfson Foundation.

ودعم برنامج ALERT التابع لمجلس أبحاث العلوم البيولوجية والبيولوجي (BBSRC) في عامه العاشر، أكثر من 300 جائزة، مما أتاح لمجتمع العلوم البيولوجية الوصول إلى المعدات الأساسية التي تُحفّز الابتكار، وقد أتاحت التقنيات السابقة الممولة من ALERT تحقيق إنجازاتٍ كبيرة، بما في ذلك تتبع متحورات كوفيد-19، وتطوير تشخيص لمرض باركنسون قائم على الشم، ودعم تطوير اللقاحات من خلال أبحاث الأعضاء على الرقاقة.

وقالت الدكتورة أماندا كوليس، المديرة التنفيذية لاستراتيجية البحث والبرامج في مجلس أبحاث العلوم البيولوجية والبيولوجي البريطاني: "يعزز هذا الاستثمار قدرة المملكة المتحدة في مجال العلوم البيولوجية من خلال الاستثمار في معدات البحث المتقدمة، وتمكين العلوم التحويلية وتعزيز التعاون".

وأضافت: "من خلال القيام بذلك، فإننا ندعم البنية التحتية ذات المستوى العالمي التي تعمل على تحفيز الاكتشاف والابتكار الضروريين لتحقيق التأثيرات الواقعية وتحويل حياة الناس".

وتتماشى الجوائز مع الطموحات الموضحة في نظرة BBSRC المستقبلية لعلوم الأحياء في المملكة المتحدة، ودعم الأبحاث المدفوعة بالفضول والأولويات الاستراتيجية بما في ذلك الزراعة المستدامة، وصافي الانبعاثات الصفرية، والأمن الغذائي العالمي.

كما يحظى المشروع بدعم استثماري يزيد عن 1,150,000 جنيه إسترليني من مجلس أبحاث العلوم البيولوجية والبيئية و100,000 جنيه إسترليني من جامعة "لانكستر".

ويضم الفريق المشارك في قيادة مشروع المنصة المتنقلة لتتبع الكربون من خلال النظم البيئية الزراعية باحثين من مركز المملكة المتحدة لعلم البيئة والهيدرولوجيا وجامعات أبردين وإدنبرة وشيفيلد.

اقرأ أيضاً: تقرير: مستوى قياسي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية

اخترنا لك