مشهد من بحر لبنان.. إنقاذ سلحفاة ضخمة من "شباك الشبح"

الشِباك هي "العدو المستتر" للأسماك والمخلوقات البحرية، وهي التي تتسبب بنفوق السلاحف المائية حتى لو كانت ضخمة. ومؤخراً، أنقذ الغوّاص يوسف جندي سلحفاة مهددة بالانقراض عالقة بشباكٍ صيد مربوطة بلوح ثقيل على عمق 27,7 متر في بحر صور.

  • مشهد من تحت الماء.. انقاذ سلحفاة ضخمة من
    المركز اللبناني للغوص: الشباك هي "العدو المستتر" للأسماك والمخلوقات البحرية (غرافيك: اسماعيل آغا)

بين 5 أيار/ مايو الذي يعتبر "اليوم الوطني للسلاحف في لبنان"، و 23 منه "اليوم العالمي للسلحفاة"، لا يقتصر نشاط رئيس نادي الغوص اللبناني الكابتن يوسف جندي على رعاية هذه المخلوقات البديعة الصديقة للبحّارة والغواصين والصيادين وكل من يرتاد البحر.

الدور يتخطى ذلك بكثير، فجندي ابن بحر الجنوب اللبناني "البرمائي" بامتياز، يعرفه حتى حدود المياه الإقليمية "عن ظهر قلب"، سابراً أعماقه، عارفاً بمخلوقاته،وصديقاً للكثير منها، وخاصة السلاحف البحرية.

وهو لطالما نفّذ حملات تنظيف لقاع البحر، بمساعدة غواصيه ومتطوعين، وفضلاً عن هيئات وجمعيات بالتعاون مع البلديات المعنية، خاصة بلدية صور، المعروفة  بحرصها على البيئة ونظافة البحر والشاطىء، وتستحق التكريم على الجهود البيئية الانمائية.

أطنان من الشباك

واللافت أن التلوّث البحري لا يقتصر على النفايات ومجاري الصرف الصحي وحسب في قعر البحر، بل هنالك ملوّثات غير مرئية، في قعر البحر أيضاً، تتمثّل في أطنان من شِباك الصيادين.

وهذه الشباك، هي "العدو المستتر" للأسماك والمخلوقات البحرية، وهي التي تتسبب بنفوق السلاحف المائية حتى لو كانت ضخمة.

ومؤخراً، أنقذ الفريق سلحفاة مهددة بالانقراض عالقة بشباكٍ صيد مربوطة بلوحٍ ثقيل على عمق 27,7 متر في بحر صور بعد أن وجدها الفريق تلفظ انفاسها الأخيرة.

وقال جندي الغوّاص العالمي الناشط في عالم البحار والبيئة في إثر حملة عام 2022: "بعد جولات غوص دامت أكثر من شهر، استطعنا في المركز اللبناني للغوص وبالصور والفيديوهات أن نوثّق عدداً من المخاطر على الأحياء البحرية، ومنها الشِباك وخيوط النايلون وبعض النفايات البلاستيكية، ونحن نعمل مع الغواصين لانتشال عدد من الشِباك الغارقة.

أضاف: "أن الشِباك التي يفقدها الصيادون، تسمى  "الشِباك الشبح"، نظراً إلى خطرها على الكائنات البحرية، حيث تتسبب بنفوق كثير من الكائنات البحرية، ومنها المهددة بالانقراض (كالسلاحف)".

اقرأ أيضاً: سلاحف صغيرة إلى البحر الواسع!

ونشر جندي يومها فيديو حول المهمة موضحاً أن "إزالة شِباك الصيد من البحر  جرت على عمق تجاوز 40 متراً لما تسببه من خطر على الحياة البحرية".

وسبق لبلدية صور أن أطلقت عام 2017 بالتعاون مع المركز اللبناني للغوص، حملة لتنظيف قعر البحر من المخلّفات والملوّثات التي يرميها بعض أصحاب المراكب وروّاد البحر، بهدف الحفاظ على نظافة البحر، وخلوّه من الملوّثات التي تؤثّر سلباً في البيئة البحرية والثروة السمكية.

يذكر أن المركز ساهم في رفع ركام العدوان الإسرائيلي الذي غرق في البحر قرابة شاطىء مدينة صور منذ أشهر، كما ساهم في تنظيف الشاطىء اللبناني من مخلفات السفن، ونال جائزة عام 2021 منظّمة NAUI العالميّة جائزة  Environmental Enrichment Award  بعد أن اكتشف الإعتداء البيئيّ من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يرمي النّفايات مقابل الشاطئ اللبناني في كانون الأوّل/ ديسمبر 2019 وقدّم تقريراً للجنة البيئة النّيابيّة وتمّ رفع دعوة لبنانيّة في الأمم المتّحدة. 

اقرأ أيضاً: "الميادين نت" يواكب إزالة ركام العدوان من بحر صور

وأيضاً ساهم في مسح وتنظيف شاطىء الجنوب خاصة في منطقة الجية قرب صيدا، بعد قصف الاحتلال لخزانات الوقود في عدوان تموز 2006.

اقرأ أيضاً: بين نفق الناقورة و"كاريش".. ظهورنا محمية والخيارات مفتوحة (فيديو)

يبقى أن أي رحلة استكشاف من صور إلى الناقورة قرب فلسطين المحتلة، تحلو مع غطس علميّ لا يخلو من الإثارة يقوده جندي مع أعضاء النادي المتمرسين في عالم البحر،وسبق للميادين نت أن نفّذ رحلة استكشافية علمية تضمنت غوصاً  إلى داخل مغاور الناقورة الطبيعية، وصولاً إلى تخوم منشأة "كاريش" للكشف عن الغاز.

اقرأ أيضاً: لوحة الميادين

يذكر أن الغواص جندي وضع مع فريق نقابة الغواصين المحترفين في لبنان عام 2014 وفي عيد الميادين الثاني في 11 حزيران/ يونيو لوحة على بئر مياه عذبة تمثل ثروة وطنية وقومية على بعد 7 كيلومترات من مدينة صور اللبنانية، وعلى عمق 38 متراً، وسميّ المكان: "بئرة الميادين".

 

 

 

 

 

اخترنا لك