نصائح تقلل من مخاطر البلاستيك

تناول ماء الحنفية المغلي يقلّص امتصاص الجسم للمواد النانوبلاستيكية، والمايكروبلاستيكية، كما أن هنالك طريقة رخيصة، وطبيعية للتخلص من البلاستيك في مياه الشرب وهي غلي المياه ثم تركها تبرد

  • إرشادات تقلل من مخاطر البلاستيك
    إرشادات تقلل من مخاطر البلاستيك

منذ دخول العالم عصر البلاستيك، تغيّرت معالمه، ومواصفاته، والنتائج الصحية الناجمة عنه. وإذا كان مردود البلاستيك الاقتصادي كبيراً حيث استبدل بالكثير من المعادن، والاخشاب، والمواد الطبيعية الأخرى، إلّا أن نتائجه على الصحة العامة قد تكون قلبت الحياة رأساً على عقب.

حتى ستينيات القرن الماضي، كانت بعض الأمراض نادرة، منها السكري مثلاً، وضغط القلب، وتعطّل الكليتين وسواها من أمراض، لكن الأسوأ كان انتشار السرطان بشكلٍ شبه وبائي غير مسبوق في التاريخ.

وحتى خمسينيات وأوائل ستينيات القرن الماضي، كانت الإصابة بالسرطان نادرة، لكن مع تقدّم الزمن، بات كثير من الأمراض يتكاثر باطّراد، حتى باتت راهناً ظاهرة تدعو للتساؤل، والريبة. 

اقرأ أيضاً: تلوُّث البلاستيك يتزايد عالمياً

وبعد انتشار فيروس الكورونا منذ سنوات قليلة، وما رافق انتشاره من كشف عن أنه مرض مُصَنّع، صارت التساؤلات تتكاثر حول سبب انتشار بقية الأمراض، وخصوصاً السرطان، وإن كانت مصطنعة لغايات تجارية، على أقل تقدير.

كما طرح انتشار الكورونا كمرض مُصنّع إمكانية التساؤل عن الأمراض التي ضربت العالم في فترات كثيرة، واستخدمت كحروب جرثومية، في أزمنة السلم كما في أزمنة الحرب. 

ولكم تصاعدت في السنوات الأخيرة تحذيرات طبيّة من استخدام المواد المصنّعة، والملوّنات، والمأكولات الجاهزة، والمعلّبة، بسبب ما وصفه الأطباء، وخبراء التغذية بأنها مواد مسرطنة، ومعطّلة للعديد من الأعضاء، خصوصاً الكليتين، ومن المواد التي جرى التحذير منها "البلاستيك".

وقيل إن أوعية "البلاستيك" مسرطنة، وجاءت ردود تميّز بين صنف وآخر، خصوصاً في الاستخدام للمواد الساخنة كالشاي، والقهوة، والأطعمة المختلفة، ولم تتّضح بعد حقيقة ما هو ضار، وغير ضار من "البلاستيك".

عبوات المياه

خبير التغذية الدكتور رالف عيراني رفع الصوت مجدّداً محذّراً من مخاطر أكثر الأصناف انتشاراً، واستخداماً، وهي عبوات حفظ المياه.

يفيد عيراني أنّ موجةً من دراسات حديثة وجدت أنّ المواد الميكروبلاستيكية موجودة افتراضياً في كلّ الأصناف التي نستهلكها، من المياه المقنّنة، إلى اللحوم، والأطعمة ذات المصدر النباتي.

وقال إن أبحاثاً جرت منذ مدة قصيرة في جامعة نيو-مكسيكو الأميركية للعلوم الصحية ( University of New Mexico Health Sciences) استخدمت وسائل تحليلية حديثة لقياس المايكروبلاستيك في المشيمة (غلاف الجنين). 

  • عيراني: المواد الميكروبلاستيكية موجودة افتراضياً في كل الأصناف التي نستهلكها
    عيراني: المواد الميكروبلاستيكية موجودة افتراضياً في كل الأصناف التي نستهلكها

وأفاد عيراني أن دراسة جرت في 17 شباط/فبراير الماضي في مجلة "علوم المواد السامة"  (Toxicological Sciences) بواسطة فريق برئاسة الدكتور ماتيو كامبن ( Matthew Campen) وهو بروفسور تدريس في دائرة الأمم المتحدة الطبية (UNM) للعلوم الصيدلانية، وجدت مواد مايكروبلاستيكية في كل المساطر المأخوذة من المشيمات التي جرى فحصها، بتركيز تراوح بين 6.5-790 ميكروغراماً في الغرام الواحد للأنسجة، ذاكراً أنّ "العلماء وجدوا البلاستيك في الماء واللحوم، والنبات، وحتى في خلاص النساء". 

نصائح طبيعية

بهدف تخفيف مضار "المايكروبلاستيك"، والتخلّص منها جزئياً، نصح عيراني بتناول بعض المواد الطبيعية، منها: مُقطّر الأرضي شوكي standardized، وُمقطّر القرصعنّة standardized، وبودرة عصير ورق الشعير الأخضر، وبودرة ورق القمح الأخضر، والكلوريللا، والسبيرولينا، ومستخرج العقدة الصفراء 95%، والطين الأخضر food grade، وهناك أيضاً مواد طبيعية أخرى.

اقرأ أيضاً: كيف يلوّث البلاستيك أجسامنا؟

ورأى عيراني أنّ تناول ماء الحنفية المغلي يقلّص امتصاص الجسم للمواد النانوبلاستيكية، والمايكروبلاستيكية، كما أن هنالك طريقة رخيصة، وطبيعية للتخلص من البلاستيك في مياه الشرب وهي غلي المياه ثم تركها تبرد، وستظهر ترسبات كلسية في الوعاء، فتتم تصفيتها، وبذلك تصبح المياه شبه خالية من الـ micro والـ nano plastics، لافتاً إلى أن "هذه الترسبات الكلسية تحبس داخلها حبيبات البلاستيك".

و"تبيّن أن الأشخاص الذين لديهم انسداد في الشرايين وتحتوي هذه الانسدادات على مواد البلاستيك في شرايينهم هم أكثر عرضة للذبحة القلبية، أو السكتة الدماغية بمرتين أكثر من الأشخاص الذين لا يحتوي انسداد شرايينهم على مواد البلاستيك"، بحسب عيراني.

*مرجع الدراسة: 

Environ. Sci. Technol. Lett. 2024, XXXX, XXX, XXX-XXX