الصحافي الفلسطيني سعيد عريقات

نص الحلقة

<p> </p> <p> </p> <p>المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: نعترف بحق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها ومواطنيها. </p> <p>الصحافي سعيد عريقات: تتحدّث عن مبدأ الدفاع عن النفس، هل يشمل هذا الحق الشعب الفلسطيني؟ هل يملكون الحق في الدفاع عن أنفسهم؟</p> <p>المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: لا أريد أن يُجتزأ كلامي من سياقه. </p> <p>الصحافي سعيد عريقات: إسرائيل قتلت 13 شخصًا الآن بينهم 5 أو 6 أطفال، هل تدين ذلك؟ هل تدين قتل الأطفال؟ </p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: كلّما ارتفعت وتيرة النضال والمواجهة كلّما شعر العالم إمّا بالارتباك أو بالحَرَج، هذه العملية تُجبر الموقف العالمي وتضع الموقف العالمي في موقع عليه أن يردّ أو أن يتحمّل المسؤولية أو عليه أن يقول نحن مع المعتدين الإسرائيليين.</p> <p> </p> <p>الصحافي سعيد عريقات: سؤالي لكم بسيط جدًا، هل على إسرائيل أن تعوّض للفتاة الصغيرة عن الدراجة؟ </p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: بعد عقود من العمل الصحافي في الولايات المتحدة، تويتر يُغلق حسابه من جديد، لماذا؟ وما الذي جرى معه؟ تضييق غربي على المحتوى الفلسطيني والقضايا العربية وتغاضٍ عن الإساءات إلى المقدّسات الدينية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بأرضنا المحتلة فلسطين. كيف يستمر تمرير سياسة المعايير المزدوجة الغربية؟ تجربة صحافية طويلة في أروقة صناعة القرار الأميركي، كيف يُقيّمها؟ </p> <p>الكاتب الصحافي السيّد سعيد عريقات أهلًا وسهلًا بك ضيفًا عزيزًا في برنامج بإيجاز، نوَّرتنا.</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: أهلًا بك، شكرًا، شكرًا.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: أهلًا بك. </p> <p>وأنت أيضًا مراسل جريدة القدس التي تصدر بالقدس المحتلة. </p> <p>تويتر أغلق حسابك، كل محتوى سعيد عريقات تمّت إزالته عن تويتر، ومؤخرًا أعادوا لك الحساب، وهذه ليست المرة الأول. ما الذي جرى معك، وأسباب هذه المرة ما هي؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: هم طبعًا لم يُقدّموا أيّ سبب لإغلاقه، قاموا بإغلاقه في 3 ديسمبر وأعادوه طبعًا بعد أربعة أسابيع، لم يعطوا لي سببًا لماذا أغلقوه ولم يعطوا سببًا لماذا أعادوه، رغم الرسائل المتعدّدة عادة ما يقولون إنّه بسبب هذه المسألة وما قلته في هذه الحال، لكن في حالتي لم يقولوا أيّ شيء.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيمم: لكن هل يجب أن نعود إلى آخر ما غرّدته؟ فكرة بأنّ المحتوى يدفع للإغلاق، حتى قد يكون ذلك الذريعة أو الحجّة التي تُقدّم، نوع المحتوى وأنتَ لكَ باعٌ طويل بالعمل الصحافي بالولايات المتحدة الأميركية ودائمًا في الإيجاز الصحفي في وزارة الخارجية الأميركية لمدى عقدين أنت تحضر وتسأل عن القضية الفلسطينية، هذا يدفعنا للسؤال ربما عن المحتوى إن كان السبب أو آخر ما غرّدته أو ما يتضمّنه حسابك على تويتر لنبحث عن الأسباب ربما التي دفعت لذلك؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: نعم، كانت آخر تغريدة قمت بها وهي إعادة التغريد (رتويت) لصحافية إسرائيلية إسمها دانا بن شمعون تعمل في صحيفة إسرائيل اليوم وهي صحيفة يمينية مُتطرّفة، هي تعمل مُراسلة الصحيفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقامت بنشر تغريدة تُظهر كيف قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال فلسطيني أعزل بدمٍ بارد باللغة العربية، وكل ما قمت به أنّني أعدت نشرها من دون أيّ تعليق، لأنّه حقيقة التغريدة تتحدّث عن نفسها، وهذا كان آخر شيء ولا أعرف ما إذا كان هذا الدافع وراء ذلك لكن صعبٌ عليّ أن أفكّر بأيّ شيء آخر حيث أنّ هذه كانت آخر تغريدة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: لكن ذلك يدفعنا أيضًا للخوض في التفاصيل، أنت تمّ إغلاق حسابك علمًا أنّ الصحافية الإسرائيلية التي وضعت بالأساس التغريدة لم يتمّ التعامل مع حسابها، إن كان بالأمر المنطلق هي هذه التغريدة أو الرتويت الذي قمت به. ليست المرة الأولى، لكن هل يمكن سحب هذا من سياق ما تتعرّض له في عملك إن كان في الولايات المتحدة الأميركية، لأنّ جيروزاليم بوست بعد إغلاق حسابك كتبت مقالاً هاجمتك فيه، وهناك سياق من الحملات التي تُشنّ على كلّ صحافي أو مَن يعمل حتى في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أو القضية الفلسطينية. هل من رابط؟ أمكن ربط الأمر بهذا الاتجاه؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بكلّ تأكيد، أيّ شخص يتحدّث عن حقوق الشعب الفلسطيني أو يُقدّم إدانة لإسرائيل أو ينتقد إسرائيل على أيّ شيء يتعرّض لهجمات مُكثّفة وأحيانًا يفقد عمله وظيفته، يوم أمس فقط كانت هناك مُرشّحة الرئيس بايدن لحقوق الإنسان ومجلس الشيوخ بسبب ما وجّهه لها من اتهامات أنها معادية لإسرائيل وأنّها تدعم حركة المقاطعة الخ.. اضطّرت لسحب ترشيحها بعد أشهر طويلة من هذا الترشيح. فإذًا على كل المستويات، الشخص الذي يُدافع عن حقوق الفلسطينيين يتعرّض لهجمات كبيرة،  الأسبوع الماضي كما تعرفين رئيس هيومن رايتس ووتش الحقوقية كينيث روث وهو يهودي أميركي، رُفض تعيينه في جامعة هارفرد بسبب قول البعض أو الذين يتبرّعون للجامعة أنّه معاد لإسرائيل وينتقد إسرائيل، وطبعًا أعادوه بعد أنت كان هناك حملة كبيرة في الولايات المتحدة.</p> <p>إذًا هذا ليس جديدًا، وأنا لست الشخص الوحيد الذي يتعرّض لذلك، وليس فقط في المجال الصحافي بل في مجالات عدّة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: لكننا نركّز هنا على ما حدث معك. في ما جاء في جيروزاليم بوست في هذا المقال ليس فقط هجوم عليك وإنّما أيضًا وضع عنوان منزلك، صحيح؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: نعم.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: لماذا يوضع، في أيّ إطار يوضع ذلك خصوصًا عندما نتحدّث لما يتعرّض له، ليس موضوع التضييقات وحجب المحتوى وإنّما ربما التهديد أو محاولة الإيذاء أم ماذا؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: أنا أعتقد أنّه مجرّد غياب مهني كامل في كتابة المقالات ربما ذهبوا إلى غوغل على سبيل المثال وجاؤوا بالمعلومات منه، أو قد تكون أكثر شريرةً من ذلك بأنّه للترهيب والتخويف نحن نعرف أين أنت الخ... أنا موجود في كل مكان في واشنطن، في مكتبي موجود وأدرّس في الجامعة الأميركية هنا وأنا هناك بشكل مستمر، أذهب للمركز الفلسطيني في واشنطن، معروف الأماكن التي أتنقّل بينها وليس هناك  منسرًّ في ذلك، وأشارك في الكثير من الندوات في مراكز الفكر المتعدّدة هنا في واشنطن كمشارك في تقديم الندوات أو كأحد الحاضرين، فليس هناك جديد في ذلك. </p> <p>أنا أعتقد أنّه ربما فقط حالة من الإهمال وعدم التركيز على ما يكتبونه فقط يستحضرون المعلومات من هذا المكان أو من ذاك.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: لكن ليست هذه المعركة الأولى إن صحّ التعبير، هناك تحريض طالك سيّد سعيد عريقات في مسار عملك، نحن نتحدّث ليس فقط في هذا المقال بهذه الصحيفة الإسرائيلية في إطار التضييق، حتى على عملك في الجامعة التحريض على أن يتمّ طردك إن صحّ التعبير من الجامعة، المجلس الأطلسي أيضًا لديك مشكلة معه يمنعك من أن تُقدّم ندوات وحوارات أو برامج وما إلى ذلك. حدّثنا عمّا تتعرّض له ومَن يقف خلف ذلك؟ هل الأمر له علاقة بالتضييق غربيًا إعلاميًا بسياسات معيّنة، أم أنّ اللوبي  الصهيوني قادر على فعل مثل هكذا خطوات؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بكل تأكيد اللوبي الصهيوني هو لوبي قوي جدًا ويعمل بشكل حثيث باستمرار ويستهدف الجميع، ليس لديه أيّ شيء يمنعه من القيام بمثل هذه الأمور ليس فقط ضدّي بل ضدّ الكثيرين، فهذا دائمًا أمر قائم. إسرائيل منذ حوالى 20 عامًا قامت بإطلاق شيء إسمه "هسبارا" وهو ملاحقة أو نشر الرواية الإسرائيلية في كل مكان وملاحقة وتقويض أيّة رواية أخرى، من أجل ذلك يستهدفون الطلاب الفلسطينيين بشكل مستمر، يستهدفون حركة المقاطعة بشكل مستمر، يستهدفون الناشطين في كل مكان، يستهدفون مُدرّسي الجامعات، استهدفوا جوزيف مسعد الأستاذ في جامعة كولومبيا، استهدفوا رشيد خالدي الأستاذ في جامعة كولومبيا أيضًا، هنك سجّل كبير جدًا من ذلك.</p> <p>أنا طبعًا استهدفت لأنّه أنا موجود هنا وأتحدّث بصوتٍ عالٍ في أماكن ومنابر ذات سمّاعات عالية مثل الإيجاز الصحفي اليومي في الخارجية أو أماكن أخرى، وبالتالي هذا يُشكّل حالة من الإزعاج للكثيرين.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: في مقال أسبوعي في صحيفة "JNS"، هذه صحيفة متطرّفة إنْ صحّ التعبير بين قوسين (صهيونية)، يقول العنوان "سعيد يقول.."، هذا في جانب من الجوانب إلى أيّ مدى يؤثّر على عملك الصحافي؟ وما مشكلة المجلس الأطلسي معك؟ الأساس الذي مُنعت من أن تُقدّم ندوات وحوارات أو برامج فيه ما هو؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: حتى أن أشارك به أو أشارك في الندوات. </p> <p>ليس حقيقة لديّ سبب، كان هناك ربما شجار كلامي بيني وبين أحد المسؤولين فيه جيفري غولدبيرغ ‏ وهو كاتب مهم هنا في العاصمة الأميركية وله حضور كبير ولكنّه عمل أبّان الانتفاضة الأولى عام 87 وحتى العام 90 عمل كحارس في أحد السجون الإسرائيلية، فأنا طبعًا واجهته بذلك في أحد المرّات، أعتقد أنّ هذا هو السبب، ليس هناك سبب أو مُبرّر آخر، بمعنى أنّ هناك ملاحقة لكلّ ما هو فلسطيني.</p> <p>دعيني أذكّرك، هناك مؤسّسة هنا في واشنطن إسمها مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي مؤسّسة أطلقها الجيش الإسرائيلي عام 2001 كي تقوم بهذا العمل التضليلي وكانت تستهدف الملف النووي الإيراني على سبيل المثال كي لا يتطوّر، وهي حقيقة نجد فيها بعض الشخصيات التي ربما تأتي من خلفية عسكرية إسرائيلية أو من هؤلاء الذين يتعاملون معهم يطرحون نفسهم وكأنّهم فكر أمام مركز الأبحاث وهم ليسوا كذلك، يُشوّهون المعلومات، يقومون بطرح معلومات مُضلّلة عن عدد اللاجئين الفلسطينيين على سبيل المثال، ويذهبون إلى البيت الأبيض، وكانوا أحد المؤثّرين إبان إدارة ترامب. فإذًا نحن نتصدّى لهم باستمرار وبالتالي نُستهدف أيضًا باستمرار.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: اللافت إن صحّ التعبير تمرير سياسة المعايير المزدوجة الغربية خصوصًا مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي باتت الصورة حتى أوضح، اليوم قضية شيرين أبو عاقلة مثلًا من القضايا التي شغلت الرأي العام وتمّ التعامل معها وكانت مُحرجة بالنسبة للإدارة الأميركية، عمليّة التصفية التي قامت بها إسرائيل، نتحدّث عن صحافية على أرض الميدان ولديها الجنسية الأميركية. يُحرق القرآن الكريم في السويد ويمرّ الأمر تحت عنوان حريّة التعبير، فيما إذا تحدّث أيّ أحد عن إسرائيل يُقال إنّ هذا مُعاداة للسامية، حتى موضوع المثليين عندما يتمّ الحديث عنه أو رفضه يكون في تضييق على المحتوى وأنّه معاد وكاره للحريات وما إلى ذلك. كيف تستمر سياسة المعايير المزدوجة بالمرور حتى في قضايا كبيرة تشغل الرأي العام، على المستوى الغربي كيف يقومون بذلك؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: أولًا هنا في الولايات المتحدة أستطيع أن أتحدّث عن الإعلام الأميركي، الإعلام الأميركي هي آلة ضخمة وكبيرة تاريخيًا والمؤثّر الأول عبر التاريخ الأميركي، يُمكننا القول إنّ الولايات المتحدة قامت على أساس الإعلام وقدرة الإعلام وسلطة الإعلام إذا ما عدنا إلى أيام الثورة الأميركية. هناك طبعاً خلفية طويلة وسجل طويل لهذا الإعلام وقدراته، نتذكّر كيف تمكّن صحافي الواشنطن بوست سنة 1974 من الإطاحة بـ"ريتشارد نيكسون"، فدور الإعلام قوي باستمرار يستطيع تسويق شيء ويستطيع تدمير شيء آخر. عندما تأتي الأمور للسياسة الخارجية الإعلام تقريبًا من دون استثناء يصطفّ وراء قرارات الإدارة وقرارات الحكومة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: يصطفّ أو يتلقّى التوجيهات؟ أعطينا أمثلة، في كُبريات وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأميركية معقول أيضًا هناك اصطفاف أو يتمّ التوجيه؟ مثل مَن؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بكلّ تأكيد، أنا أعتقد هي ليست توجيهات بمعنى أنّه عليكم أن تقولوا كذا وكذا وكذا، لنأخذ ما يجري بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية اليوم، أنا واثق تمامًا وأعرف أيضًا أنّه يوميًا تقوم وكالات الحكومة المختلفة والمختصّة بالقول إنّ هذا ما حدث في الميدان على سبيل المثال وهي طبعًا أخبار مُضلّلة وغير صحيحة سواء عن عدد القتلى أو عدد الدبابات أو ما جرى من مجازر الخ.. مجزرة بوتشا على سبيل المثال في الحرب الأوكرانية، طبيعة الدبابات، مثلًا الكل يعلم أنّ روسيا تحققّ إنجازات ميدانية، هنا يقولون العكس وكأنّ العكس هو الصحيح. فإذًا على مستوى السياسة الخارجية الإعلام القوي التقليدي مثل "CNN" و "CBS" و "MBC"، الإعلام كبير وليس صغيراً يقوم باتخاذ موقف الحكومة خاصة بكافة قضايا السياسة الخارجية، لأنّ هناك موقفاً أميركياً أو شعاراً أميركياً يقول إنّ الخلافات تقف على حدود البحر، بمعنى نحن خلافاتنا بيننا ولكن في الخارج نقف دائمًا مع دعم الإدارة وكان هذا واضحًا أبّان غزو العراق، سأعطيك مثالًا، في معهد بروكينغز ‏على سبيل المثال وهو من أهم المعاهد في العاصمة الأميركية ومعهد وسط الطريق وأحيانًا ليبراليًا، هناك عدد من الليبراليين فيه، كانوا باستمرار يتحدّثون عن معارضة الحرب، في يوم 19 مارس 2003 وقف المعهد مع الإدارة تمامًا، وراء الإدارة، هذه هي السياسة الأميركية. الوضع الداخلي يختلف، هم يستطيعون وهناك مهنية عالية جدًا في التحقيق بما تقوم به الإدارة من انتهاكات على المستوى الداخلي.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: إذا عدنا لموضوع العراق وأنت لديك تجربة  في العراق، أنت كنت المتحدّث الرسمي باسم الأمم المتحدة بين عامي 2005 و2010، هذا يعيدنا للرواية التي تُقدّمها الولايات المتحدة الأميركية وعلى ما يبدو حتى الآن أنّ الرواية التي تُقدّمها الولايات المتحدة الأميركية تسير، أقلّه حتى في مثال العملية الروسية في أوكرانيا، لكن ومن مجال عملك وشهدناك أكثر من مرة تطرح الأسئلة، تحرج في مكان ما المتحدّثين إن كان في البيت الأبيض أو حتى في الخارجية الأميركية مؤخّراً لمدى عقدين، وتناولت الكثير من القضايا لاسيما موضوع القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال الأميركي، وحتى في قضية شيرين أبو عاقلة وطرحت السؤال الذي كنت أطرحه على مدى عشرين سنة بمعنى هل أنتم تثقون بإسرائيل كما طرحت السؤال، وهل جاؤوا إليكم وقالوا لكم هذه هي الحقائق في هذه القضية؟ ما الخلاصة التي نأخذها من خلال هذه التجربة وهذه السياسة الأميركية، طريقة الطرح حتى على مستوى الخلاصات أو ما يُقدّم للصحافة في قضية مثل شيرين أبو عاقلة وطريقة التعاطي مع قضية مهسا أميني في إيران؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بكل تأكيد شكراً لطرح المثال ما بين مهسا أميني وما جرى لشيرين أبو عاقلة، شيرين أبو عاقلة أغتيلت مع سبق الإصرار والترصّد، زميلي أيضًا علي صمودي في الجريدة كان مع شيرين وأصيب أيضًا برصاصة بالكتف، هو أصيب أولًا وكانت الرصاصة الثانية لشيرين، كان هناك استهداف حقيقي للصحافيين، الكل يعرف ذلك، التحقيق الذي أجرته "CNN" يقول ذلك، التحقيق الذي أجرته نيويورك تايمز يقول ذلك، التحقيق الذي أجرته واشنطن بوست يقول ذلك، الكل يعرف المعطيات وخرجت الولايات المتحدة في اليوم الأول والأمور ساخنة وقالت نحن سنتابع وبكل شفافية وسنطالب بتحقيق شفّاف الخ... لكن ما رأيناه بعد ذلك هو تمامًا ينسجم مع ما تفعله الولايات المتحدة بالنسبة للقضية الفلسطينية، شيئًا فشيئا يقولون إنّه علينا أن نستمع إلى كافة التفاصيل، هذا أمر قيد التحقيق، تحدّثوا عن طبيعة الرصاصة، تحدّثوا عن أمور كثيرة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: النوايا؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: عن النوايا، ومن ثم قالوا في نهاية المطاف أنّ هناك المنسّق الأمني الأميركي الذي يُنسّق مع السلطة الفلسطينية ومع إسرائيل وهو موجود هناك خرج بنتيجة أنّه نعم الرصاصة إسرائيلية ولكن لم تكن هناك نيّة للقتل، فكيف نعرف أن هناك نيّة للقتل!؟</p> <p>في المقابل ذكرتِ الفتاة الإيرانية.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: مهسا أميني.</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: مهسا أميني التي كانت قيد الحجز في أحد مراكز الشرطة والتي قالت الولايات المتحدت أن النيّة كانت قتل هذه الفتاة أو تمويتها أو وضعها في ظروف قد تقضي على حياتها الخ...  وبالتالي فرضت عقوبات على الفور، على الفور، لم  تنتظر حتى ساعة واحدة بعد ذلك، بل قامت على الفور بفرض عقوبات، هذه هي المعايير المزدوجة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: والتي حتى الآن تستمر، لكن المقارنة مهمة جدًا في ما عقدناه، لأننا ذكرنا العراق وأنت لديك تجربة وربما ما لا يعرفه كثر أنّك كنت في العراق كالناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة وفي مرحلة صعبة جدًا على مستوى المنطقة وما كان المشروع الأميركي في العراق وما أريد بالفعل. لكن أنت حتى كنت في مرحلة وضع الدستور الجديد بعد الاحتلال، و كنت تتحدّث عنه بإيجابية وتراجعت لماذا؟ علماً أنك كنت تتحدّث باسم الأمم المتحدة وليس حتى باسمك، أخبرنا؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بكل تأكيد، أنا أعتقد أنّ الأمم المتحدة رغم كلّ النوايا الطيّبة وأنا زملائي باستمرار لديهم دوافع طيّبة ودوافع إنسانية للعمل في الأمم المتحدة في كل مكان فأنا أعرفها على هذا المستوى الفردي ربما باستثناءات بسيطة جدًا، لكن المؤسّسة حقيقة ليس لها قرار مستقل، المؤسّسة تعمل وفق الرغبة الأميركية، ففي العراق بالتحديد المؤسّسة كانت عندما أنا كنت هناك موجودًا وهي الآن ختم زور إن شئت، كُنّا نتحرّك وفق الرغبة الأميركية 100%، لأنّه كانت الأمور هي أمور عسكرية طارئة، بمعنى إن كان لديّ اجتماع مع أحد العراقيين يجب عليّ أن أتنقل بالعربة المدرّعة الأميركية، هم ينقولونني من هذه النقطة أو إلى تلك النقطة، أو بهذه المروحية من هذه البلد إلى هذا البلد الخ... فهم يُسيطرون على كل لحظة وكلّ ما نقوله.</p> <p>بالنسبة للدستور، الدستور العراقي منذ اللحظة الأولى أُسّس كي يُبقي على العراق مجزّأ نقطة تحت السطر. وأنا لست الوحيد الذي يقول ذلك، بل أحد هؤلاء الذين قاموا على  صكّ الدستور البروفوسير نواه فيلتمان  من جامعة هارفرد عمل على هذا الدستور وعندما رأى أنّه في نهاية المطاف هو تجزئة العراق تراجع عنه، وبالتالي عندما ذهبنا في بداية مرحلتي كناطق باسم الأمم المتحدة عام 2005 وعندما بدأنا نعمل على الدستور وطبعًا شأني كشأن الكثير من العاملين سواء في مجال حقوق الإنسان أو في المجال الإعلامي، كنّا بعثة صغيرة حقيقة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: فتراجعت وتركت لنائبك أكثر أن يتحدّث بإيجبية عن الدستور.</p> <p>هناك سؤال على مواقع التواصل الاجتماعي لأنه نريد أن نحسم في موضوع السياسة الأميركية خصوصًا موضوع القضية الفلسطينية. مهند حبيب يقول "هل فعلًا يوجد تأثير بسبب نوع الحكومة الإسرائيلية الحالية على استراتيجية أميركا في دعم إسرائيل؟ بإيقاع، بإيجاز الجواب لطفًا، جملة.</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بجملة واحدة أنا أعتقد أنّ كلّ الحكومات الإسرائيلية لها تاثير على السياسات الأميركية، هم الآن محرجون كون أنّ هذه الحكومة يمينية متطرّفة.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: أنت لك عقود في الولايات المتحدة الأميركية تعمل في المجال الصحافي، غادرت فلسطين من أبوديس جانب القدس التي درست فيها الثانوية إلى الولايات المتحدة الأميركية وممنوع لا بالجواز الأميركي ولا حتى بالجواز الدبلوماسي للأمم المتحدة من دخول أرضنا المحتلة فلسطين. كان لديك تجربة سياسية حتى ضمن حركة فتح ولن نتحدّث أكثر، لكن بماذا تُقيّم هذه التجربة بين إطار سياسي افترقت مع الراحل ياسر عرفات عام 83 من القرن الماضي في المسار الذي اتّجه إليه وصولًا إلى اليوم سيّد عريقات؟</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: بكل تأكيد الدرس الأول والأخير بالنسبة لي أنّ قضية فلسطين هي قضيّتي الأولى وستبقى القضية الأولى ليس فقط لي بل لكل الأشراف في العالم لأنّها حقيقة تُعبّر عن الظلم وتُعبّر عن عدالة غير مسبوقة في تقديري.</p> <p>في هذا أنا لست وحيدًا، العديد من المقيمين هنا في الولايات المتحدة  ينتهجون نفس النهج سواءً كانوا أميركيين أو فلسطينيين، وكل ما يُمكن أن أقوله أنّه رغم كل المآسي أيضًا هناك باستمرار ومضات تفاؤل بسب نضال الشعب الفلسطيني والدعم الذي يلقاه، الفلسطينيون يلقون دعمًا كبيرًا حتى هنا في الولايات المتحدة الأمريكية.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: شكرًا جزيلاً لك الكاتب والصحافي الفلسطيني سعيد عريقات، أبو كرمل كما سمّيت إبنتك وهي محامية نشيطة في الولايات المتحدة الأميركية، جزيل الشكر لك على هذه المشاركة في برنامج بإيجاز.</p> <p> </p> <p>سعيد عريقات: شكراً.</p> <p> </p> <p>راميا الابراهيم: شكراً لكم مشاهدينا أينما كنتم، موعد جديد يتجدّد الأسبوع المقبل ودائمًا بإيجاز، إلى اللقاء...</p>