كاميليا جبران: لحن فلسطين المتجدد
⚠️تم تصوير الحلقة قبل السابع من اكتوبر من عام 2023⚠️ انه الصباح في باريس باكراً، تفتحت امرأة في بيت فنيّ، غادرت من شواطىء عكا، وحارات القدس، إلى شتاء أوروبا عزفت العود حبّاً وغربةً ووطناً…وجازفت بشجاعة في عالم الالحان والموسيقى. كاميليا جبران، فنانة فلسطينية حملت ارثها وهويتها بروح معاصرة، هل كان الابتعاد عن المألوف صعباً، أم لا شيء مستحيل؟
نص الحلقة
<p> </p>
<p> </p>
<p>إنه الصباح في باريس، باكِراً تفتّحت امرأةٌ في بيتٍ فني، غادرت من شواطئ عكّا وحارات القدس إلى شتاء أوروبا. عزفت على العود حبّاً وغُربةً ووطناً، وجازفت بشجاعةٍ في عالم الألحان والموسيقى، كاميليا جبران فنانةٌ فلسطينيةٌ حملت إرثها وهويّتها بروحٍ مُعاصرة، هل كان الابتعاد عن المـألوف صعباً أم لا شيء مستحيل؟ </p>
<p> </p>
<p>لانا مدوّر: 21 عاماً في باريس، هل بتِّ تشبهينها؟ </p>
<p>كاميليا جبران: لا أعرف، ربّما مَن يراني يشعر بذلك.</p>
<p>لانا مدوّر: إذا قُدِّر لنا اختيار الأمكنة التي نعيش فيها والتي تُشبهنا وتشبه شخصيّاتنا فهذا أمر جيِّد لأن المكان يؤثّر عليكِ وعلى تفكيرك وعلى شكلك ورؤيتكِ للحياة، هل أصبحتِ باريسية إلى حدٍّ ما؟ </p>
<p>كاميليا جبران: أنا باريسية بحُكم الوقت وبحُكم المُمارسات بالتحديد في مجال الموسيقى الذي أعمل فيه، أنا اخترتُ المجيء إلى هنا بناءً على زياراتٍ سابقةٍ قمتُ بها قبل انتقالي إلى هنا. </p>
<p>لانا مدوّر: هل شعرتِ بأن التطوّر الطبيعي لموسيقاكِ وهويّـتك الفنية هو بانتقالكِ من القدس إلى فرنسا؟</p>
<p>كاميليا جبران: حين انتقلتُ في العام 2002 أقمتُ محطّةً في سويسرا لأنني تلقّيتُ منحةً للإقامة الفنية لتنفيذ مشروعي، كنتُ أحتاج للتغيير في تلك الفترة للبحث عن مصادر إلهام أخرى.</p>
<p>لانا مدوّر: أريد أن أعرف كيف لشخصٍ مثلكِ، بنت البلاد، بنت ال 48 انتقلت إلى القدس ومنها إلى سويسرا ومن ثم استقرّيتِ في فرنسا، أيٌّ من تلك الأماكن يُعبِّر عنكِ أكثر؟ </p>
<p>كاميليا جبران: الهوية مثل الفُسيفساء، لا أرى أن الهوية تتكوَّن من عنصرٍ واحدٍ أو مُكّونٍ واحد، هي ليست شيئاً ثابتاً وصُلباً بل هي تتنفّس.</p>
<p>لانا مدوّر: حقاً؟ لا شيء ثابت في الهوية؟ </p>
<p>كاميليا جبران: لا شيء ثابت، هذه ليست نافِذة نُغلقها وتبقى الأشياء مُجمَّدة فيه. </p>
<p>لانا مدوّر: هذا الكلام من امرأةٍ عربية لأنه في بلادنا العربية ما من مجال للتنفُّس من خلال هويّتك، أن تكتشفي وتعيدي تعريف نفسكِ مع الوقت، ليس لديكِ هذه الحرية، ولهذا السبب تضطرّين إلى المُغادرة، هل هذا ما حصل معكِ؟ </p>
<p>كاميليا جبران: لهذا السبب ولأسبابٍ أخرى كذلك، أنا أعمل في مجال الموسيقى وهو مجال تعلو فيه الحاجة إلى التعبير، ويتطلَّب مساحةً من التحرُّر والحرية، وأيُّ مكانٍ يُتيح هذا الشيء نعتبره مكاناً صديقاً.</p>
<p>لانا مدوّر: أين شعرتِ بأن حريَّتكِ مُقيَّدة؟</p>
<p>كاميليا جبران: حين انضممتُ إلى فرقة صابرين وعشنا سوياً لمدة 20 عاماً بين عمل مُكثَّف ومشاريع ومُغامرات، ما كنا نفعله كان غريباً على المجتمع والمحيط الذي كنا فيه، ولكن ما من شيء حدَّنا أو منعنا من القيام بما نريده رغم أن الشارع هو شارع تقليدي ورغم أن المجتمع مُحافظ إلى حدٍّ ما. هذا الأمر يتطلّب نَفَساً طويلاً وتعاوناً مع المُحيط، لقد كنتُ شغوفة بما أقوم به مع هذه المجموعة وكانت السماء حدودي. والدي رحمه الله كان موسيقياً، لم يكن يفهم ما أقوم به، كان يسألني ما هذه الموسيقى، ولكنه فَهِم لاحقاً.</p>
<p>لانا مدوّر: متى قال لكِ إنه فَهِم إلى حدٍّ ما؟ </p>
<p>كاميليا جبران: تابع معي في مشروع صابرين لفتراتٍ مُعيَّنة، كان يحضر العروض هو وأمّي ومن ثم تغيَّرت الأمور وسافرتُ بعدها واستمرّيتُ في تجربتي الموسيقية وهنا قال لي والدي يبدو أنه عليّ أن أغيِّر أُذنيّ كي أفهم ما تقومين به.</p>
<p>لانا مدوّر: هل أزعجكِ ردّ فعله؟</p>
<p>كاميليا جبران: كلا بل كان مُعبِّراً جداً، لا يمكنكِ إرضاء جميع الناس وأنا لا أريد أن أرضي الجميع، إنسان كوالدي تربّى على ثقافةٍ كلاسيكيةٍ من حيث فَهْمه للموسيقى العربية كان يرى بأن مكانتي يجب أن تكون في مكانٍ آخر، غناء تقليدي، شهرة، ولكن كل ما قمتُ به كان عكس ما تخيَّله، ولكنني احترمتُ جداً قبوله لما أقوم به بالرغم من عدم فَهْمه له.</p>
<p>لانا مدوّر: هل كنتِ تدركين ما تريدينه منذ البداية؟ </p>
<p>كاميليا جبران: كلا، كنتُ أعرف ما لا أريده.</p>
<p>لانا مدوّر: هذه مهمّة.</p>
<p>كاميليا جبران: لم يكن طموحي بأن أُقلِّد أو أسير في طريقٍ سلكه غيري رغم أنني أتعلَّم من هؤلاء الناس ولكن عليَّ أن أختار مسلكي الخاص، وما زلتُ أبحث عن هذا المسلك. </p>
<p>لانا مدوّر: بعد كل هذا الوقت وهذه التجربة؟ </p>
<p>كاميليا جبران: إذا كنتُ أعرف إلى أين سأصل تنتهي القصّة.</p>
<p>لانا مدوّر: كيف تولَّدت لديكِ الجُرأة؟ أنتِ ولِدتِ وترعرعتِ في بلدٍ مُحتلّ يُعاني من أزمةِ هوية.</p>
<p>كاميليا جبران: كما قلتِ لقد ترعرعتُ في منزلٍ يعيش صدمة الحرب والاحتلال، كان والديّ صغيرين حينها، يعيشان في ظلّ نظامٍ فُرِض عليهما، ما حصل أنهما أوجدا مُعادلةً ليعيشا في عالمٍ موازٍ للعالم الحقيقي حولهما أو منفصل وهو عالم الموسيقى، والدي كان يرغب بشراء عود ولم تكن هناك إمكانية لشرائه فصنع العود، هذا درس لمدى الحياة، إصراره على مُمارسة مهنة في تلك الفترة، حين كان الفن لا يُطْعِم خبزاً خاصةً في ظل الاحتلال، عليك أن تبني منزلاً وتُنْجِب الأطفال وتعمل، بقي مُصرّاً على تحقيق حُلمه، لو لم تكن والدتي مؤمِنة بزوجها ولديها هذا الشَغَف بالفنون والموسيقى وكانت تتمنَّى أن أصبح فنانة ولكن الظروف في تلك الفترة لم تكن تسمح لامرأةٍ إلا أن تتزوَّج وتُنْجِب في ظلّ الاحتلال، لا يمكنك الخروج عن الحدود المُقْفلة تماماً مع العالم العربي بسبب هذا الاحتلال، ولكن شغفها كان موجوداً، وأظنُّ أن اللقاء بين أمّي وأبي وإصرارهما على ما أرادا كان درساً صافياً من الجُرأة من دون قوله بالكلام.</p>
<p>لقد ترعرعتُ في هذه الأجواء في الرامة بفلسطين في الجليل وكان هذا بيت والدي الأول في هذه "المَنْجَرة" والتي ما تزال وقد أصبحت بعُهدة أخي الصغير ربيع بعد وفاة والدي.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هو تعلّقك الأول بالموسيقى؟</p>
<p>كاميليا جبران: الغناء.</p>
<p>لانا مدوّر: أيُّ نوعٍ من الغناء؟</p>
<p>كاميليا جبران: لم يكن لديّ الكثير من الخيارات، كان عليَّ أن أغنّي التُراث المصري أو الشامي.</p>
<p>لانا مدوّر: الرامة مجتمع صغير أليس كذلك؟ </p>
<p>كاميليا جبران: قرية.</p>
<p>لانا مدوّر: هل كنتِ تُدركين أنكم فلسطينيون تعيشون في ظلّ احتلال سيطر على أراضي ال 48؟ هل كان هذا المفهوم واضحاً بالنسبة لكِ؟ </p>
<p>كاميليا جبران: في المدارس لم نكن نتعامل مع هذا الموضوع، أهالينا لم يخبروننا بالتهجير والمذابح وهَدْم القرى، نحن نُدرك ذلك حينما نكبر.</p>
<p>لانا مدوّر: متى فَهِمتِ هذا الوضع بأنكِ فلسطينية؟ </p>
<p>كاميليا جبران: نحن كزُملاء في المدرسة كنا نتحدَّث في الأمر خاصةً في عُمر المُراهقة، في عُمر الثالثة عشر يسأل الإنسان نفسه مَن أنا ولماذا أنا هنا؟ كنا نشعر دائماً بأن هناك تعتيم على موضوع مُعيَّن، بدأنا نسأل أساتذة الجغرافيا والتاريخ وشعرنا بأنهم يتملّصون من الإجابة، بعدها أدركنا أنه ليس بإمكانهم أن يجيبونا لأن كل شيء مُراقَب. في أوائل السبعينات كان الجميع عُرْضةً للسجن لمُجرَّد كلمة قد لا تعجب النظام. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تأثّرتِ بتياراتٍ سياسية مُعيَّنة في حينها؟ </p>
<p>كاميليا جبران: كلا، كنا نسمع كل الآراء، في مرحلة الدراسة لم نكن مُقطّبين سياسياً، هذا الأمر يحصل في الجامعات وفي المؤسَّسات التعليمية العُليا، حينها يبدأ الانتماء السياسي.</p>
<p>لانا مدوّر: كيف تصفين طفولتكِ؟ </p>
<p>كاميليا جبران: نحن كأطفالٍ في ظلّ ضعف الإمكانيات الموجودة أُجبرنا على أن نَسْعَد بالقليل وأن نبتكر أشياءً، وهذا شرّ البليّة، فائدة المصيبة أنها تدفعكِ للقيام بأمرٍ ما، لا يمكنكِ أن تقولي لديّ مصيبة فقط.</p>
<p>لانا مدوّر: متى شعرتِ بالعُنصرية في الداخل؟</p>
<p>كاميليا جبران: شعرتُ بها من دون أن أدركها، كنتُ مؤمنة بأن الأصوات الغنائية لليهود أجمل من أصوات العرب ما عدا أمّ كلثوم. في الحياة ينتابكِ شعور بأن هناك أمرً ما، وأنتِ كطفلةٍ تتساءلين لماذا وماذا ينقصني كي أكون مقبولة، عند إجراء المُقابلات في المدارس بين المدارس اليهودية والعربية اكتشفتُ أنهم يُجيدون الغناء كجوقاتٍ ولديهم مُعلّمين للموسيقى، من هنا شعرتُ بالنقص وأدركتُ لاحِقاً سبب هذا الاختلاف. </p>
<p>لانا مدوّر: حين يولدُ الطفل في مجتمعٍ كهذا هل يتولَّد لديكِ لاحقاً الشعور بالنقص؟ هل شعرتِ بأنكِ كإنسانةٍ عربيةٍ أقلّ من الآخرين؟ </p>
<p>كاميليا جبران: بالتأكيد، أنتِ مَن تُقرِّرين البقاء في هذه الخانة أو المُربَّع أو لا. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تحرَّرتِ بانتقالكِ إلى القدس؟ </p>
<p>كاميليا جبران: كنتُ أنتظر انتقالي إلى القدس بفارغ الصبر، القدس سابقاً كانت تُسمَّى الأردن لأن المنطقة كانت تخضع لحُكمه، فكان هدفاً كبيراً بالنسبة لنا الانتقال إلى مدينة نتحدَّث فيها بالعربية وفيها كل شيء عربي وفلسطيني وطعام وثقافة لا تشبه بالضرورة الثقافة الفلسطينية في الجليل ولكن هي جزء مختلف ومُكمِّل.</p>
<p>لانا مدوّر: في هذه المرحلة الكبيرة حوالى 20 عاماً في القدس ما هي التجربة الأصعب التي عشتِها؟ </p>
<p>كاميليا جبران: لم يكن صعباً بمفهوم الصعوبة، أرى بأنني كنتُ أمتلك رفاهية مُمارسة هواية الموسيقى ولكن هذه ليست رفاهية بل معركة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل يُطلَب من الفنان الفلسطيني أن يبقى محصوراً داخل هويِّته وقضيِّته حتى في إبداعه؟ </p>
<p>كاميليا جبران: لا شكّ أن هذا الأمر صحيح، شئنا أم أبينا فلسطين حاضِرة في الأذهان لدى كل مُبْدِع يعيش في فلسطين وحتى خارجها ولكنه يأخذ أشكالاً مختلفة. لقد اعتدتُ على سماع الموسيقى الكلاسيكية، أعشق غناء هذا التُراث، ولكن في مرحلةٍ لاحقة أدركتُ أنه يلزمني غذاء آخر، اتّخذتُ هذا القرار حين توقَّفتُ عن الغناء بعُمر الخامسة عشرة وقرَّرتُ البحث عن موسيقى أخرى.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هي الجُملة التي تعرِّف عنكِ وعن موسيقاك برأيك؟ </p>
<p>كاميليا جبران: هناك وجهة نظر إما أبيض وإما أسود، الأمر ليس سيِّئاً بل يُعجبني على الأقل، لديّ حياةً واحدة ومساحة للعمل وسأستمرّ بالعمل فيها حتى أستنفد جميع الأفكار. </p>
<p>لانا مدوّر: ممَّن تعلّمتِ؟ </p>
<p>كاميليا جبران: تعلَّمتُ من والدي كثيراً ومن مشروع صابرين وأيضاً من أناسٍ ما زلتُ أستمع إليهم يُجيدون الغناء.</p>
<p>لانا مدوّر: التعاون مع فيرنر هاسلر أخذكِ إلى مكانٍ آخر كلّياً.</p>
<p>كاميليا جبران: صحيح، لقائي بفيرنر حصل في العام 2002 حين وصلتُ إلى بيرن، هو يؤلّف الموسيقى الإلكترونية، وفي ذلك الوقتُ كنتُ بدأت الاهتمام بهذا النوع من الموسيقى قبل أن ألتقي به حين كنتُ لا أزال في فلسطين، ما أعجبني بفيرنر هو استعداده لاستقبالي، كانت لديّ لائحة بأسماء الفنانين المُقيمين في بيرن فبدأتُ بمُراسلتهم، فيرنر كان من أوائل الذين استقبلوني في مكان عمله، حدث هذا في العام 2002 وما زال لدينا ما نقوله لبعضنا، الأمر نفسه مع سارة مورسيا التي كانت تعزف ال"دبل بيس". </p>
<p>لانا مدوّر: هل كان صعباً أن تخرجا بموسيقى مشتركة؟</p>
<p>كاميليا جبران: بدأتُ بأولى أغنياتي أنا وفيرنر في العام 2002 بين شهري أيار وحزيران وعملنا على أغنية خلال هذه المدة وهي أغنية "غريبة" التي كانت الأغنية الأولى في ألبوم "وميض".</p>
<p>لانا مدوّر: إذا تأمّلتِ في حياتكِ ما هي الرسالة التي تودّين قولها في كل المراحل؟</p>
<p>كاميليا جبران: كان يجب أن أتذكَّر دوماً بأن هناك هاجِساً داخلي عليَّ ألا أنساه. </p>
<p>لانا مدوّر: هل هناك مُغريات قد تُنسيكِ إيَّاه؟</p>
<p>كاميليا جبران: بالطبع، لم أرَ في حياتي موسيقيين يؤمنون بموسيقاهم بغضّ النظر عن نوعها يملّ أو يتعب في اليوم الآخر، الموسيقيون يعزفون ويُغنّون على المسارح انطلاقاً من إيمانهم بما يقومون به. </p>
<p>لانا مدوّر: هل لا زلتِ تشعرين بأنكِ غريبة في أوروبا؟ </p>
<p>كاميليا جبران: الموضوع نسبي، بإمكاني أن أستيقظ صباحاً وأسأل نفسي أين أنا وهذا حصل معي بغضّ النظر عن المكان، كنتُ أعيش في قريةٍ لم يكن مرغوباً بنا فيها ولكننا كنا سُعداء ونشعر بالانتماء، إذاً الموضوع نسبي ولا يحصل مرة واحدة بل يستمر، قد تستيقظين في منزلكِ وتشعرين بالغُربة خاصةً في ظلّ التصارُع الذي نعيشه. </p>
<p>لانا مدوّر: كيف تتعاملين مع العُمر؟ </p>
<p>كاميليا جبران: هناك فترات كانت جيِّدة وأخرى سيِّئة.</p>
<p>لانا مدوّر: متى كان ذلك؟ </p>
<p>كاميليا جبران: الرقم 50 صعب لأن كل دقيقة يصبح لها معنى لأن الوقت المُتبقي قليل وعندها تصبحين أكثر اهتماماً بالأشياء أو تركيزاً أعلى على المهم.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هي الشراكة الأهمّ في حياتك؟ </p>
<p>كاميليا جبران: شراكتي مع الموسيقى.</p>
<p>لانا مدوّر: هل شراكتكِ مع الموسيقى أطاحت بشراكاتٍ أخرى قد تكون أهمّ؟ </p>
<p>كاميليا جبران: بالتأكيد، لقد فضّلتُ أن أمنح وقتي لهذا المشروع ولم ألتزم بمشروعٍ آخر يستهلك وقتي كالأولاد، ليس سهلاً أن تُنْجبي الأبناء وتربّيهم وتكوني مسؤولةّ عنهم، لا يمكنني الافتراض بأنه كان بإمكاني أن أكون أمَّاً جيِّدة لأبنائي فقرَّرتُ عدم الخوض في هذه المُخاطرة، بينما مُخاطرتي في الموسيقى مختلفة لأنه بإمكاني أن أتركها، أنا مسؤولة عن عَقْد ولديَّ كامل السيطرة فيه وليس عَقْداً مُنزَّلاً ودموياً ومفروضاً من قِبَل المجتمع. </p>
<p>لانا مدوّر: هل إيمانكِ هذا بموضوع الأطفال لازَمكِ طيلة حياتك؟ لم يتغيَّر في مرحلةٍ عُمريةٍ ما؟</p>
<p>كاميليا جبران: كيف؟ </p>
<p>لانا مدوّر: ألم تندمي؟ </p>
<p>كاميليا جبران: كلا.</p>
<p>لانا مدوّر: تعتبرين أن خياركِ صائب؟</p>
<p>كاميليا جبران: بالتأكيد، أحبّ الأطفال كثيراً وحينما أشتاق للأطفال أذهب إلى أصدقائي لأرى أطفالهم.</p>
<p>لانا مدوّر: يمكن للمرأة أن تكون أمَّاً حتى وإنْ لم تُنْجب.</p>
<p>كاميليا جبران: في حياتي دور كان عليَّ أن ألعبه وإلا لن أكون امرأة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل هناك شيء مستحيل؟ </p>
<p>كاميليا جبران: لا شيء مستحيل إذا كان لديكِ هدف تودّين تحقيقه ولكن هناك مستحيل إذا كانت الأمور ما وراء طاقتكِ الإنسانية، أتعامل مع الكثير من الفنّانين والفنّانات في سنٍّ صغيرة وأهتمّ بما يقومون به، هناك كلام كثير حول موضوع الصبر والسعي والإرادة. لا شيء مستحيل إذا كان هناك سعي ونَفَس طويل وإرادة وإيمان. </p>
<p>لانا مدوّر: جميل جداً. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>نعم ستكون حياتك عبارةً عن تجارب واختبارات، مُرَّةً، مُمْتِعةً، مُبْهِجةً، كئيبة، اِحمل ريشتك وغنِّ للحب، للحرية، للبحر وللسماء، وكُن كالطائر يرحل ويحاول ولا يتعب من التحليق لأنّ لا شيء مستحيل.</p>