مريم وفايزة: حكاية نجاح في القرية التونسية
⚠️تم تصوير الحلقة قبل السابع من اكتوبر من عام 2023 ماذا تعني لك القرية؟ للبعض هي متنفس…للبعض الآخر هي هروب انما لهنّ…هي مكان تحقيق الذات. ماذا يعني أن تختار امرأة أن تخرج من المدينة لتعيش في القرية؟ مريم وفايزة، جعلتا من الزراعة عالمهما المثالي، فهل يصعب بناء مستقبل وسط البراري…أم لا شيء مستحيل!
نص الحلقة
<p> </p>
<p>ماذا تعني لك القرية؟ للبعض هي مُتنفّسٌ، للبعض الآخر هي هروب، إنما لهنّ هي مكان تحقيق الذات، ماذا يعني أن تختار امرأةٌ أن تخرج من المدينة لتعيش في القرية؟ مريم وفايزة جعلتا من الزراعة عالمهما المثالي، فهل يصعب بناء مستقبلٍ وسط البراري أم لا شيء مستحيل؟ </p>
<p> </p>
<p>لانا مدوّر: لا أعرف هل سأبدأ بالكلام معكما أم بالأكل، هناك إغراءات كثيرة على الطاولة لدرجةِ تُفْقد التركيز، أريد منكما أن تخبرانا عن بعض الأشياء الموجودة على الطاولة. مَن أعدّ هذا مريم أم فايزة؟</p>
<p>مريم الشارني: أنا، هو طبق تونسي يُسمَّى "مصفوف" بلمسةٍ عصرية بالكريم، وهذا بسيسا وهو عبارة عن حبوب القمح والفواكه والعسل وزيت الزيتون، وهذا جبن الريكوتا بالعسل.</p>
<p>لانا مدوّر: بالتأكيد هذا العسل مُستورَد. </p>
<p>مريم الشارني: مُستورَد من هنا من القرية.</p>
<p>لانا مدوّر: مريم أنتِ تُصنِّعين العسل وهذا شَغَفكِ وفايزة تحبّ الأرض وهذا البستان الذي نحن فيه هو لفايزة، أنا مُتعجِّبة كيف أن هناك سيدّات في تونس شغوفات بالزراعة واتّخذنَ من الزراعة مهنة لهنّ، هذا هل مَدْعاة للاستغراب أم هو أمر طبيعي بالنسبة للمرأة التونسية؟ </p>
<p>مريم الشارني: النساء في تونس اعتدنَ على هذا الأمر. </p>
<p>لانا مدوّر: كم عُمرك؟</p>
<p>مريم الشارني: 38.</p>
<p>لانا مدوّر: وفايزة؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: خمِّني. </p>
<p>لانا مدوّر: مَن يعملنَ في الأرض لا يمكن تخمين أعمارهنّ، تبدوان أصغر سنّاً. </p>
<p>فايزة الحمداوي: 61 سنة.</p>
<p>لانا مدوّر: ما شاء الله، اعتقدتَ أنك في الخمسينات، تبلغين 61 عاماً وتعملين في الأرض؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: عملتُ منذ العام 2000، قبل ذلك كنتُ موظَّفة في شركةٍ ومن ثم غيَّرتُ اتجاهي.</p>
<p>لانا مدوّر: هل كانت الشركة تابعة للدولة؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: نعم، تركتُ العمل. </p>
<p>لانا مدوّر: كيف لامرأةٍ كانت تعمل في شركةٍ بمركزٍ ودوام؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: وسيارة وقهوة وجريدة صباحية.</p>
<p>لانا مدوّر: كيف انتقلتِ للعمل في الأرض؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: نحن توارثنا هذا العمل من والدي، أختي سافرت إلى فرنسا وإخوتي كلٌّ في عمله، أنا مُغْرَمة بالفلاحة منذ الصِغَر. </p>
<p>لانا مدوّر: أنتِ اعتنيتِ بأراضي عائلتك؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: نعم.</p>
<p>لانا مدوّر: هل كان سهلاً في العام 2000 أن تعمل المرأة في الفلاحة؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: كلا. </p>
<p>لانا مدوّر: ما هي الصعوبة الأكبر التي واجهتكِ حين دخولك إلى هذا المجال؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: قلَّة اليد العاملة وصعوبة تسويق المُنتجات وضرورة التعامُل مع الرجال، والرجل لا يتقبَّل عمل المرأة، بعد فترةٍ تمكَّنتُ من فرض وجودي. </p>
<p>لانا مدوّر: أكثر ما لديكِ هو البرتقال صحيح؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: نعم والرمّان والقمح المحمودي وهي بذور أصلية في تونس. </p>
<p>لانا مدوّر: زراعة عضوية؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: نعم.</p>
<p>لانا مدوّر: مريم أنتِ من جيلٍ آخر، عُمرك 38 لماذا اخترتِ الزراعة؟</p>
<p>مريم الشارني: لإعانة والدي في الفلاحة، ولدتُ في العاصمة وفي أيام الإجازة كنتُ أذهب إلى الريف فأعجبتني الطبيعة وأعمال الفلاحة. في العام 2006 بعد الثورة حدث الكثير من المشاكل والضغوطات فاغتنمتُ الفرصة للبدء بمشروعي الخاص في الفلاحة.</p>
<p>لانا مدوّر: ماذا كنتِ تعملين قبلها؟</p>
<p>مريم الشارني: كنتُ أعمل في شركة بترول. لم تكن الخطوة سهلة وفكّرتُ كثيراً قبل اتّخاذ القرار وحظيتُ بدعم العائلة. </p>
<p>لانا مدوّر: أختكِ الصغيرة معنا على الطاولة، هل وافقتم على خيارها أم اتّهمتموها بالجنون لأنها انتقلت من شركة إلى عالم النحل؟</p>
<p>أخت مريم: نحن رفضنا هذه الفكرة في البداية. </p>
<p>لانا مدوّر: هل قلتِ عنها مجنونة؟</p>
<p>أخت مريم: نعم. </p>
<p>لانا مدوّر: والآن؟</p>
<p>أخت مريم: كلا. </p>
<p>لانا مدوّر: أخبرينا كيف أحببتِ النحل؟ </p>
<p>مريم الشارني: لم أكن أحبّه بل كنتُ أخاف منه كثيراً. </p>
<p>لانا مدوّر: كيف تخطّيتِ هذا الخوف وبدأتِ بتربيته؟ </p>
<p>مريم الشارني: الخطوة لم تكن سهلة، حين اتّخذتُ القرار بترك عملي والبدء بمُغامرة الفلاحة، أردتُ أن أخوض تحدّياً جديداً، لديّ فوبيا من النحل وأردتُ التغلُّب عليها، ليس لديّ ما أخسره. </p>
<p>لانا مدوّر: هل هذه هي شخصيّتك؟ تتحدِّين ما يُخيفك؟ </p>
<p>مريم الشارني: اليوم الأول كان صعباً للغاية، أنا كنتُ بعيدة 20 متراً عن النحل، النحل يشمّ رائحة إفراز الخوف لدى الإنسان. </p>
<p>لانا مدوّر: إذاً عليّ بألا أخاف.</p>
<p>مريم الشارني: نعم، كنتُ خائفة لدرجةٍ منعتني من الحركة. </p>
<p>لانا مدوّر: وكيف ذهبوا؟ </p>
<p>مريم الشارني: تبعوني لمسافة مئة متر وبعدها يبتعد. بدأتُ أتعلم رويداً وتشجّعتُ.</p>
<p>لانا مدوّر: أريد أن تعلّميني كل شيء وتخبريني كيف تطوَّرت حياتكِ المهنية أنتِ وفايزة، هل نستطيع أن نأكل الآن؟ </p>
<p>مريم الشارني: بالتأكيد، هذا خبز بربري.</p>
<p>لانا مدوّر: إنه لذيذ، هل هناك شيء آخر من إنتاجكما سوى العسل؟ </p>
<p>مريم الشارني: خبز الطابون هذا نأكل مع الزيت بالعسل. </p>
<p>لانا مدوّر: فايزة كيف تعلّمتِ الزراعة؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: والدي مهندس زراعي تعلّمتُ منه، كنتُ أعيش في مزرعة.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هي دراستكِ الجامعية؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: درستُ إدارة الأعمال وتابعتُ دراستي في فرنسا في مجال الإدارة الاقتصادية والاجتماعية، أمّي فرنسية. </p>
<p>لانا مدوّر: لماذا لم تبقِ في فرنسا وعدتِ إلى تونس؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: حب البلاد على وجه الخصوص، ونحن بطبيعتنا كتونسيين اجتماعيين أكثر بعكس الفرنسيين. </p>
<p>لانا مدوّر: أنتِ تعملين في هذا المجال منذ العام 2000 أي منذ 23 عاماً. </p>
<p>فايزة الحمداوي: 23 عاماً في الزراعة. </p>
<p>لانا مدوّر: ما هي المرحلة الأصعب خلال هذه السنوات؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: المرحلة الأولى لأنني كنتُ أدرس في مجال الاقتصاد وبعيدة عن الزراعة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل ساعدكِ الاقتصاد في إدارة العمل؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: ساعدني في الحسابات أما تقنياً فيجب أن تكوني مُختصَّة في الزراعة، شاركتُ في دورةٍ تدريبية. </p>
<p>لانا مدوّر: هل عالم الزراعة جميلٌ أم قاسٍ؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: جميل جداً ونمط حياة راقٍ. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تطيل العُمر؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: نعم وتساعدكِ على الاسترخاء والهدوء على عكس ما كنتُ في الوظيفة العامة كنتُ أعاني من الضغط في ظلّ الاجتماعات والمُغادرة في وقت مُتأخّر وكان أبنائي ما زالوا صغاراً. </p>
<p>لانا مدوّر: كم ولد لديكِ؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: لديّ ثلاثة أبناء. </p>
<p>لانا مدوّر: ألم تفكّري بالتقاعُد؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: أنا مُغْرَمة بهذا المجال.</p>
<p>لانا مدوّر: هل تعيشين في تونس؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: كلا أعيش هنا، أريد أن أبقى في مكان عملي. </p>
<p>لانا مدوّر: العمل الزراعي غير مضمون بل هو عبارة عن مواسم، كم من المواسم السيّئة مرَّت عليكِ؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: الموسم الفائت للمرة الأولى منذ عشرين سنة كان هناك نقص في إنتاج البرتقال في تونس بشكلٍ عام. </p>
<p>لانا مدوّر: بسبب الجفاف؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: بسبب الجفاف والظروف المناخية والحرارة المُرْتَفِعة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل الاستثمار في الأرض مُكْلِف؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: بالتأكيد. </p>
<p>لانا مدوّر: ما هو الموسم الأفضل لديكِ؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: كل المواسم فيها البركة.</p>
<p>لانا مدوّر: ما الذي يُميِّز أرضكِ؟</p>
<p>فايزة الحمداوي: لم أتذوَّق برتقالاً ألذّ من برتقالي.</p>
<p>لانا مدوّر: أطيب برتقال في تونس. هل نساء تونس يحببنَ الزراعة؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: حين دخلتُ هذا المجال كنّ قلّة أما الآن أصبحن أكثر. </p>
<p>لانا مدوّر: كيف تدعمنَ بعضكنّ؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: أنشأنا مجموعتنا الخاصة بالزراعة والنحل، دعمنا بعضنا في الإنتاج وفي الخدمة. </p>
<p>لانا مدوّر: إذا قلتُ لكِ أنه كان يستحيل عليكِ كامرأةٍ أن تعملي في الزراعة ماذا تقولين؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: المرأة موجودة في المجال الزراعي وعليها أن تفرض وجودها أكثر من الرجل، المرأة والرجل متساويان تماماً. </p>
<p>لانا مدوّر: لا شيء مستحيل؟ </p>
<p>فايزة الحمداوي: لا شيء مستحيل. </p>
<p>لانا مدوّر: كلّما أردتِ الذهاب إلى النحل عليكِ أن ترتدي هذه الثياب؟ </p>
<p>مريم الشارني: بالتأكيد، الأمر الأول في تربية النحل هو الحماية، على النحَّال أن يحمي نفسه قبل البدء بعمله. </p>
<p>لانا مدوّر: إذا تعرَّضتِ لقَرْصِ النحل ماذا يحصل؟ </p>
<p>مريم الشارني: القَرْص له أعراض طفيفة، قبل ذلك كانت تحصل لي انتفاخات كبيرة. </p>
<p>لانا مدوّر: أصبح لديكِ مناعة الآن. </p>
<p>مريم الشارني: نعم. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تعتاشين اليوم من النحل؟ </p>
<p>مريم الشارني: نعم هو مورِد رزقي.</p>
<p>لانا مدوّر: هل يكفي لتعتاشين منه؟ </p>
<p>مريم الشارني: في ظلّ الجفاف والظروف القاسية لم يعد كافياً، طوَّرتُ من مشروعي وبدأتُ بصنع الشموع من شمع النحل ومواد التجميل لكن لديّ خوفٌ دائم من سرقة نحلي. </p>
<p>لانا مدوّر: هل سُرِقَ منكِ النحل قبلاً؟ </p>
<p>مريم الشارني: كانت هناك محاولة سرقة وفُتِحَت بيوت النحل وسُرِقَ العسل منها. الأمر الآخر أنه ليست كل الأماكن آمِنة للنحل. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تحظين بالاحترام في هذا المجال أم أن هناك صعوبات؟ </p>
<p>مريم الشارني: في البداية كان هناك نوعٌ من السُخرية خاصةً وأنه كانت لديّ أحلام كبيرة ولم أنحدر من وسطٍ ريفي وليست لديّ الخبرة اللازمة في المجال، غيَّرتُ في طريقة لبسي وكلامي، يجب أن تفهم الناس ويفهمونك، قرأتُ كثيراً لكي أستطيع التعامُل مع النحَّالين الآخرين وفرضتُ احترامي. ننقل النحل من بقعةٍ إلى أخرى لنجد المرعى خاصةً وأن تونس ليست كبيرة جداً، مثلاً هذه القرية كان فيها زهر البرتقال الأسبوع الفائت أما الآن لا يوجد فقمنا بنقله إلى زهر التابل، تعبتُ من كثرة التنقُّل وأرهقتُ أنا والمجموعة التي كانت معي، تواصلنا مع شخصٍ ليقوم بنقل النحل وبعد يومين مات النحل، هذه أكبر خطيئة. </p>
<p>لانا مدوّر: هل مات كل النحل؟ </p>
<p>مريم الشارني: أغلبه. </p>
<p>لانا مدوّر: هل هذه المهنة مُرْهِقة؟</p>
<p>مريم الشارني: بالتأكيد خاصةً وأننا نقوم بنقل النحل خلال الليل لأننا ننتظر عودته إلى بيته.</p>
<p>لانا مدوّر: أليس هذا صعباً على المرأة؟</p>
<p>مريم الشارني: نعم وهذا الأمر سبَّب المشاكل لبعض الزوجات مع أزواجهن وعائلاتهن. </p>
<p>لانا مدوّر: هل أنتِ مُتزِّوجة؟ </p>
<p>مريم الشارني: كلا ولكن عائلتي مُتفَهِّمة. </p>
<p>لانا مدوّر: أنتِ مُتزوِّجة من النحل.</p>
<p>مريم الشارني: علاقة عشق وغرام لا تنتهي. </p>
<p>لانا مدوّر: ما سبب عشقكِ للنحل؟ </p>
<p>مريم الشارني: بدأت العلاقة بالكُره.</p>
<p>لانا مدوّر: هل تكرهين في البداية ثم تُحبِّين؟</p>
<p>مريم الشارني: بدأ الأمر بخوفٍ شديدٍ واكتشفتُ لاحقاً بأنني ظلمتُ النحل لأنها حشرة لطيفة. </p>
<p>لانا مدوّر: ما أكثر ما تحبِّينه في طريقة عمل النحل؟</p>
<p>مريم الشارني: في الشتاء يضعف النحل ومع بداية الربيع يبني الشَهْد الأبيض، تظنِّين بأن البيت ضعيف ولن يستمر خلال الموسم ولكن لو غبتِ عنها أسبوعاً تجدينها بشكلٍ آخر، النحل يُبْهرني دائماً بإعجازه. </p>
<p>لانا مدوّر: إلى أين تريدين الوصول في مهنتكِ هذه؟</p>
<p>مريم الشارني: خرجتُ من الهدف الشخصي إلى الهدف الجماعي، أنظر إلى نفسي ومجموعتي ماذا سنفعل، نريد تطوير مشروعنا.</p>
<p>لانا مدوّر: أصبحتم أقوى. </p>
<p>مريم الشارني: نعم وأهدافنا أكبر وأكثر تنوّعاً، وكما يُقال إن العمل الجماعي يقود إلى الثروة.</p>
<p>لانا مدوّر: هذه المهنة فيها الكثير من الخسارات والمُخَاطرة.</p>
<p>مريم الشارني: هناك أخطاء طبيعية وأخطاء بشرية.</p>
<p>لانا مدوّر: هل تقبلين بالمُخَاطرة؟ </p>
<p>مريم الشارني: نعم. </p>
<p>لانا مدوّر: أيّهما أكثر الربح أم الخسارة؟</p>
<p>مريم الشارني: حسب النظرة، نظرتي إلى المشروع لم تكن مادية، خلال السنوات تعرّفتُ إلى الكثير من الأشخاص المُهمّين في حياتي مثل فايزة والمجموعة، هناك مَثَل تونسي يقول "معرفتك بالناس كنوز".</p>
<p>لانا مدوّر: هل هناك شيء مُستحيل؟ </p>
<p>مريم الشارني: كلا.</p>
<p>لانا مدوّر: حتى عمل المرأة مع النحل؟ </p>
<p>مريم الشارني: نعم، هناك مَثَل فرنسي يقول "إذا كنا نريد نستطيع". لا شيء مُستحيل، إذا وضعنا هدفاً لحياتنا فلا بدّ من أن نصل إليه.</p>
<p>لانا مدوّر: أين مَلَكة النحل؟ </p>
<p>مريم الشارني: مُخْتَبِئة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل لديها شكل مختلف؟ </p>
<p>مريم الشارني: نعم هي أكبر والذكر أيضاً يكون أكبر ولكنه لا يلسع. هذا النحل من مختلف المراحل.</p>
<p>لانا مدوّر: أخبريني عن المَلَكة، كيف تنجب كل هذا العدد؟ </p>
<p>مريم الشارني: وظيفتها الأولى والأساسية هي الإنجاب، بعد ولادتها بأيام تخرج المَلَكة العذراء في زواجٍ ملكي في الهواء حيث يكون الطقس ملائماً ويتسابق الذكور حول مَن سيقوم بلتقيحها إلى أن يمتلئ الجيب الخاص بها بالحيوانات المنوية. </p>
<p>لانا مدوّر: كم ذَكَر يُلقّحها؟ </p>
<p>مريم الشارني: ستة أو سبعة أو ثمانية لمرةٍ واحدةٍ طوال حياتها.</p>
<p>لانا مدوّر: وهل تموت بعدها؟ </p>
<p>مريم الشارني: يتمّ طردها، في عالم النحل إذا لم يكن لديك عمل فليس لك مكان، طريقة العمل في بيت التربية هو أفضل مثال بجب اتّباعه، لكلٍّ دورٌ عليه القيام به وإلا فالطرد مصيره. </p>
<p>لانا مدوّر: بين كل مجموعة إناث هناك ذكر واحد.</p>
<p>مريم الشارني: نعم، عددهم قليل.</p>
<p>لانا مدوّر: ألا يُلقِّح الذكر سوى المَلَكة؟ </p>
<p>مريم الشارني: ليس له دور في بيت التربية لذلك عند يقلّ المرعى في الشتاء يتمّ طردهم بشكلٍ جماعي، الإناث يطردن الذكور ليقلوا مصيرهم من البرد والجوع.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هذا؟</p>
<p>مريم الشارني: هذه حبوب اللقاح وهي أقوى مُكمِّل غذائي طبيعي نقوم باستخراجه.</p>
<p>كالنحلة امتصّ رحيق الجمال على هذه الأرض واصنع منه مملكتك، رويداً رويداً جمِّع شتات مستقبلك، واجِه العواصف والمعوّقات بثبات شجرةٍ عنيدة الجذور، لا تقبل أن تُحْبِطك كلمة لا فتلك دائماً يجب أن يتبعها لا شيء مستحيل. </p>